القاهرة 10 ابريل 2018 الساعة 09:39 ص
كتب: وائل سعيد
احتشدت قاعة طه حسين بالمركز القومي للترجمة بالعديد من طلاب ودارسي اللغات من كليات الألسن والترجمة بحضور كثيف، في الندوة التي نظمتها لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، بالتعاون مع المركز القومى للترجمة تحت عنوان "إعداد المترجم".
وشارك في الندوة كلا من: الدكتورة نادية جمال الدين، عضو لجنة الترجمة وأستاذ الأدب الإسبانى ورئيس قسم اللغة الأسبانية بكلية الألسن جامعة عين شمس، والدكتور محمد حمدى إبراهيم مقرر لجنة الترجمة بالمركز القومى للترجمة وصاحب مبادرة الندوة، بالمشاركة مع شيخ المترجمين العرب د. محمد عناني عضو لجنة الترجمة وأستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، وأدار الندوة الدكتور أنور مغيث عضو لجنة الترجمة بالمجلس ورئيس المركز القومى للترجمة.
وأشار المغيث في بداية تقديمه الي الحاجة الشديدة في الوقت الراهن للنهوض بنشاط الترجمة، حيث يحتاج فعل الترجمة الي ثقافة واسعة في شتى أنواع المعارف ومن قبل ذلك تحتاج لإرادة قوية للتغيير وتوجيه الياتها نحو مسار صحيح يضعنا علي الخريطة العالمية للترجمة.
فيما صرحت الدكتورة ندى سراج الدين بأنه لا يوجد أي أسم في مصر مؤهل لتدريس الترجمة في العموم؛ علي مستوى الكليات والجامعات كافة، ولم تستثني نفسها أيضا من ذلك، ولعل هذا هو السبب الرئيسي في إشكاليات الترجمة التي تُعانيها الساحة الثقافية بالإضافة الي صعوبات اللغة. ولهذا فالحل الوحيد كما ترى هو إنشاء أكاديمية للترجمة.
وفي نفس السياق صرح المغيث بأنه بصدد إبرام اتفاق مع رئيس أكاديمية الفنون د. أحلام يونس لإنشاء دبلوم ترجمة تكون مدة الدراسة فيها عامين بالتعاون بين الأكاديمية والمركز القومي للترجمة، وسوف يُعلن عن كافة التفاصيل الخاصة بها في القريب.
ومن جانبه أرجع الدكتور محمد حمدي إبراهيم الي تميزه في الترجمة أو أي نسبة إتقان قد وصل اليها الي قراءة القران الكريم، حيث ظل يبحث في أحد المرات عن معني لمفردة علي مدار ثلاثة شهور دون جدوى، حتى سمع مرادفها بالصدفة يُتلي في إحدى السور القرآنية.
وأوضح إبراهيم الي أن هذه المبادرة لندوة إعداد المترجم جاءت ضمن خطة تنشيط فاعليات المجلس الأعلى للثقافة في الموسم الجديد، ولم يكن هناك خيار في اختيار المركز لإقامة هذه الفاعلية.
في حين بدأ د. محمد عناني كلمته بالحديث عن حكاية ترجمة الكتاب المقدس لأول مرة الي الإنجليزية علي يد الراهب "مارتن لوثر" أستاذ اللاهوت، ومُطلق عصر الإصلاح في أوروبا، بعد اعتراضه على صكوك الغفران من قبل الكنيسة في القرن الخامس عشر الميلادي، الأمر الدي أدي به في النهاية الي النفي والإدانة من قبل الإمبراطور شارل الخامس، واصفا كتاباته بانها مهرطقة كنسيًا وخارجة عن القوانين المرعيّة في الإمبراطوريّة.
في إشارة واضحة من مغذى القصة في أن الترجمة هي رسالة يحملها المترجم علي عاتقه ولهذا يجب أن يكون مؤهلا لها، فكان "لوثر" يردد في هذا الشأن: "أن الفلاح من وراء المحراث من حقه أن يقرا الكتاب المقدس ليعرف ماذا يقول الله"!
وفي نفس الصدد تم اتهام الطهطاوي من قبل الوالي بأنه عدو للدولة، حيث ينقل الي الشعب من اللغات الأخرى وبالتالي يُعلمهم ما لا يعرفون!
وتساءل عناني: هل يختلف إعداد الدارس للغة عن المترجم؟ ويجيب بنعم؛ حيث يعتمد الدارس علي علم اللغة فقط، فيما يبحث المترجم وراء ذلك، ولا يمكن مقارنة حال الترجمة في مجتمعنا بالشعوب الأخرى المتقدمة، لأنهم يعلمون لغتهم القومية في البداية ومن بعد ذلك يمارسون الترجمة كفعل تال.
وينهي عناني كلمته بالتأكيد علي أهمية أن يعرف المترجم لغته الأم في البداية، داعيا الي تخريج جيل جديد يتكلم بالعربية دون "تزويقها" بالكلمات الأجنبية المجانية، حيث يتوقف أداء المترجم علي مدى معرفته بلغته الأم، وحين يتعلم لغته الأم بشكل صحيح يستطيع وقتها معرفة أي لغة أخرى..