القاهرة 03 ابريل 2018 الساعة 11:21 ص
أسماء عبد المحسن
اعتدت منذ صغرى ، أن أخذا ابتسامات وضحكات من أمي، عندما تلاعبني أو تأكلني ،أو تسقيني عصير الموز باللبن المفضل لدي
أو تأخذني عند النوم في حضنها وتحكي لي قصة قبل النوم، وتحكي لي عن نفسها عندما كانت صغيرة مثلي، نغني ونضحك طوال اليوم
نعم نحن صديقين، ذات يوم جاءت لتأخذني من الحضانه، حضنتني ولكن لم أرى ابتساماتها وضحكاتها كعادتها، لم أعرف ما السبب حاولت أن ابتسم
لم أعرف أو اصطنع ضحكة بصوت عال لم تخرج، حكيت لها عن يومي في الحضانة ، قالت: ممتاز أحسنت يا بطلي
كلمة بطلي لطالما تناديني بها، ليست هي ظلت أمي أيام وأسابيع لا تبتسم ، رحت أبحث عن السبب أنا أيضا لا أبتسم وأصحابي في الحضانة سألوني
عن السبب قلت: لا أعرف أمي لا تضحك منذ فترة طويلة، وأنا لا أخذ الفرحة إلا منها، سألني صديقي: لماذا لا تجعلها أنت تبتسم وتضحك
سألت نفسي لماذا لا أعطيها أنا، هي دائما ما تعطيني سعادتها، فكرت كثيرا أين أجد هذه الضحكات والابتسامات
أجابني أرنوبي، وقال : نحن لا نعرف ما يضايق آبائنا وأمهاتنا، ولكن نعرف ما الذي يسعدهم، تعال معي وأخذني إلى مكان أخضر جميل وقال :أتعرف أين
نحن ؟؟ هززت برأسي وقلت :لا ابتسم وقال: نحن داخل قلب أمك هذا المكان أخضر لأنه لا يوجد مكان ويحبنا ويحمينا أكثر منه، أترى هذا الغرفة المغلقة
بداخلها كل الابتسامات والضحكات محبوسة، عليك بإخراجها، قلت :كيف ؟؟
قال : فكر قليلا لتصل الى الحل، مشيت داخل قلبها الأخضر رأيتني وأنا العب معها، وتناديني لغسل أسناني ارفض، وعندما اركب فوق الكرسي من وراءها
لأطل من البلكونة أو الشباك وصرخت أمي، كنت سأقع وأشياء كثيرة أغضبت أمي مني، فكرت قلت أرنوبي: لقد عرفت كيف أسعدها ولكن عليك بمساعدتي
ابتسم أرنوب وقال : أنا معك ، جاءت أمي من عملها وجدت غرفة نومي مرتبة، وألعابي منظمة وفرشاة أسناني في مكانها، وجريت عليها أحضنها وأنا أبتسم واضحك
وأخرجت كراسة رسمي من حقيبتي، وقلت لقد حصلت علي أحسن رسام في الحضانة، وتسلمت علبة ألوان شمعية وطبيعية، ويريدون رؤيتك، كانت المفاجأة عندما كرمتها
الحضانة وسلمتها جائزة الأم المثالية، لترتسم لأول من فترة بعيدة ابتسامة تنور وجه أمي، جريت نحوها فحملتني بين يديها وضحكت ثم قالت : شكرا يابطلي
وخرجت كل الابتسامات والضحكات من الغرفة المغلقة والتفت حولنا أنا وأمي ولم تتركنا ابدا.