القاهرة 20 مارس 2018 الساعة 11:58 ص
كتبت: نضال ممدوح
قراءة لـ كتاب
"صوت الإمام .. الخطاب الديني من السياق إلي التلقي" لـ دكتور . أحمد زايد
تباينت ردود الأفعال حول خطوة إنشاء أكشاك للفتوي في محطات مترو الأنفاق? بين موجة من السخرية والاستنكار عبر شبكات التواصل الاجتماعي
? وبين من يري أن هذه المنصة خطوة صحية لمواجهة فتاوي الغلو والتشدد القادمة من مصادر لا تنتمي للمؤسسة الدينية الرسمية. يمكننا فهم ظاهرة أكشاك الفتوي في إطار قول ينسب للدكتور "أحمد زايد" أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة:" فلم يكن للنخبة أن توجد لولا جماهير تخضع" بهذه العبارة الموجزة أختزل "زايد" العديد من مظاهر سطوة رجال الدين علي المجال العام? واستملاكه الكاريزما النبوية علي حد تعبيره. فلو لم يكن هناك من يطلب فتوي في كل شاردة وواردة? كل كلمة وفعل إنساني حياتي من وقت ما يستيقظ إلي أن ينام? ما كان يمكن أن يكون هناك كل هذه الهيمنة والسيطرة لرجال الدين وما وجدوا من الأساس وصارت لهم كل هذه الهالة الهيلمان. علي الجانب الآخر هناك الطرف الثاني من المعادلة وهو السلطة السياسية التي تقوي بالإطار الديني المهيمن.
يذهب زايد في كتابه " صوت الإمام .. الخطاب الديني من السياق إلي التلقي" الصادر حديثا عن دار"العين" إلي أن الحداثة العربية لها خصوصيتها من حيث أنها حداثة هجينة لم تحدث قطيعة كلية مع الماضي? تزاوجت فيها معطيات التحديث ومعطيات التقاليد القديمة فأنتجت حداثة ظاهرية تأخذ القشور دون الجوهر? تستهلك منتجات الحضارة الغربية دون أن تعتمد نموذجها القائم علي العقل والعلم :" في هذا الظرف أصبح الدين جزء لا يتجزأ من تكوين الدولة الوطنية? يتداخل في خطابها السياسي ويلعب دورا كبيرا في إضفاء الشرعية علي النظم السياسية? وفي تشكيل منظومة الهيمنة الثقافية في المجتمع بعامة? بل وفي عمليات الضبط والمراقبة المباشرة والغير مباشرة. في هذا السياق ظل رجال الدين يلعبون دورا أساسيا في الحياة الإاجتماعية والسياسية? وأصبح كبار العلماء يشكلون"نخبة دينية"? يسعي أولئك الذين يتربعون علي سدة الحكم نحو إستقطابهم والتعاون معهم. في ظل هذه الظروف ظل الدين حيا تنمو خطاباته وتتكاثر في المدارس والمعاهد الدينية? وفي دور العبادة? وفي الوسائط الاتصالية الجماهيرية? وفي الحياة العامة والخاصة للناس. ساعد علي ذلك التمدد الكبير في التعليم الديني? وما صاحبه من تمدد وتكاثر المنصات الخطابية في المساجد وفي وسائل الإعلام
أكشاك الفتاوي كمنصة خطابية جديدة
تسهم أجهزة الدولة في إعادة إنتاج الخطاب الديني عبر ممارسات وخطابات تجعل للدين حضورا مباشرا أو غير مباشر عبر نسيج العلاقات السياسية? وتلك علاقة لها جذور تاريخية في النظم السياسية المختلفة التي توالت بدءً من العهد الأموي ومرورا بالعهد العثماني وانتهاء بالدول الوطنية الحديثة. يتجلي هذا الحضور في احتفال الدولة الرسمي بالمناسبات الدينية مثل إحتفال المولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج ..ألخ من هذه المناسبات? إضافة إلي حرص القيادات السياسية علي التواجد في الصفوف الأولي في صلوات الأعياد? وإستهلال الاحتفالات الرسمية بآيات قرآنية? وتأتي خطوة أكشاك الفتاوي بمحطات المترو
في إطار هذا الحضور المباشر للدين في الفضاء العام. يلفت زايد إلي أن السمة الغالبة علي خطاب النخبة الدينية هي التعالي والفوقية:"فالإمام أعلي من الجمهور? هو صاحب المنبر? أو صاحب كرسي الوعظ? يتدفق من عنده الكلام في مسار واحد لينزل إلي الناس واعظا وأمرا وناهيا. يستلهم منجو الخطاب الكاريزما النبوية? بل إنهم يستملكونها في العلاقة مع متلقي الخطاب? بجانب أن الطقس الكلامي في الخطاب يعتمد علي مجازات بلاغية وضروب متميزة من النبر الصوتي الذي ينضفر مع بلاغة اللغة فينتج تأثيرا سحريا قويا." وبطبيعة الحال يحتاج الخطاب الديني إلي منصات ينطلق منها? مثل المساجد والزوايا? الإعلام عبر القنوات الدينية والبرامج الدينية في القنوات الأخري? ويمكننا بهذا المنظور اعتبار أكشاك الفتاوي واحدة من هذه المنصات الخطابية إضافة إلي التعليم الديني الذي يعمل كوعاء لتكوين ناقلي الخطاب الديني وحماته.
وبحسب زايد فإن مؤسسات التعليم الديني وهي تتوسع تعمل علي توطيد السياق وتدعيمه في اتجاهين: الأول تخريج أعداد متزايدة من النخبة الدينية والدعاة الذين يطلق عليهم"رجال الدين" وهم ينظرون إلي أنفسهم علي أنهم حماة الدين والمدافعون عنه? ويؤدي ذلك إلي توسيع القاعدة التي ينطلق منها الخطاب الديني وإلي مزيد من تنويع الخطاب وتعدده. والثاني هو العمل علي توجيه التعليم الديني في وجهة معينة تتفق والإطار المسيطر في فهم النصوص الدينية وأنماط التدين السائدة. فالمناهج التي تدرس يتم تكريسها بشكل ظاهر أو ضمني نحو تأكيد توجهات معينة في فهم النصوص الدينية? تحديدا في نصوص لا تشرح بل تتخذ من اللغة وفهمها شرعيتها:" ومن هنا تأتي وكأنها نصوص جديدة تحجب النص الأصلي ولا تسمح له بأي انسياب إلا من خلالها.
لقد أدت هذه التفسيرات إلي خلق شيئ أشبه بالكهنوت عن طريق تحويل العلاقة المباشرة بين الإنسان وربه إلي علاقة تمر عبر طرف ثالث( هو رجال الدين) " ومن هنا يمكننا فهم تمسك النخبة الدينية باحتكارهم الفتاوي وحجر البحث في المسائل الدينية علي ما يسمي بعلماء الدين? والنظر إلي المتلقي بنظرة فوقية بأنه متلقي سلبي عليه السمع والطاعة. وفي تحليله لعينة من الخطب بلغ عددها 480 خطبة منها 228خطباً منشورة في كتب? و242 خطبة تم تسجيلها بنصها من المساجد جمعها"زايد" خلال الفترة من نهاية 2007 حتي بداية 2010وغطت مناطق القاهرة الكبري وبني سويف والفيوم والمنيا وسوهاج? يذهب زايد إلي أن الخطاب يبدو وكأنه هابط من أعلي بشكل دائم? وأن من يمتلكه هم نخبة مختارة تحدث عنها القرآن والسنة? أنهم الدعاة الذين أصطفاهم الله والرسول بهذه الصفات، وهم فقط القادرون علي استنباط المعاني من النصوص? وهؤلاء صفوة منحها الله العلم والتقوي.
يزخر الخطاب بإشارات عابرة إلي الدعوة والدعاة وقد يخصص لها خطبا كاملة? وفيها يؤكد الإمام علي أن من واجب الناس الإستماع إلي أقوال الدعاة التي تأتي من الخطب التي تلقي في المسجد أو الأحاديث التي تبث عبر التلفاز أو المنشورة في الكتب وألا يستمع إلي غيرهم:" يبدو الخطاب نخبويا عندما يبث هذه المعاني ولا يلتفت إلي المتلقي? ويمنعه من التفكير أو محاولة فهم دينه بنفسه دون هذه الوساطة الدعوية. ولذلك هذا الثقل النخبوي يحول الخطاب إلي نوع من الكهنوت المستحدث في عالم التدين المعاصر? أي الفئة التي يطلق عليهم رجال الدين أو الدعاة? ينصبون أنفسهم سدنة للمعرفة بالدين وخباياه التي لا يستطيع أحد غيرهم فك رموزها. أحسب أن هذا الكهنوت هو نوع من الأبوية الضاربة بجذورها في الثقافة العربية? وهي أبوية أنعكست في تراث طويل من التعالي كأديولوجية لإعادة إنتاج سلطة النصوص الدينية
العلاقة بين التعليم الديني والتطرف
خصص الباحث فصلا تناول فيه التعليم الديني كبناء للمنصات الخطابية? وفيه يشير إلي تمدد ظاهرة التوسع في التعليم الديني ليس في مصر وحدها? بل إمتدت إلي أرجاء العالم الإسلامي للدرجة التي أجبرت بعض الدول لأن تضع عليها ضوابط تشريعية ودستورية. وقد اختار الباحث ثلاثة نماذج للتعليم الديني في كل من باكستان والتي تركت التعليم الديني يتمدد كيفما شاء? وماليزيا التي وضعت التعليم الديني في إطار خطة للتحول الإقتصادي والاجتماعي? أما تونس فقد وضعت ضوابط قهرية علي تعليم الدين فجعلته في أضيق الحدود. يؤكد الباحث علي أن تجربة باكستان في التعليم الديني والتوسع المطرد فيه? دفع الباحثين إلي دراسة العلاقة بين التعليم الديني وبين الإرهاب والتطرف: "فقد أكدت هذه الدراسات علي أنه ليس هناك علاقة مباشرة بين التعليم الديني والإرهاب? أي أن الذين يرتكبون حوادث إرهابية ليسوا بالضرورة من خريجي الجامعات والمعاهد الدينية. لكن هذه الدراسات أكدت في نفس الوقت علي أن هذا النوع من التعليم قد يشجع علي التطرف والإرهاب" خاصة وأن هناك عمق في العلاقات بين خريجي هذه المدارس والأحزاب السياسية ذات الطابع الديني
وربما كانت هذه الدراسات سابقة علي ما أثبتته الحوادث فيما بعد، والتي ربطت بين المناهج التي يدرسها طلاب الأزهر مثلا في كافة مراحله التعليمية وبين الإرهاب والتطرف، أصبح فيها الأزهر منصة ينطلق منها التكفريين والأرهابيين نذكر منهم علي سبيل المثال وليس الحصر :
جماعة التجمع الإسلامي الصومالية والتي أسسها "محمد معلم حسن" وقد تخرج من جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة، وعاد إلى الصومال عام 1968 والقائد الميداني للمحاكم عبد القادر علي عمر ? سيطرت الحركة على عدد من المدن الصومالية مثل مدينة كسمايو ومركا، وبيداوة ? صنفتها وزارة الخارجية الأمريكية في قرار صادر في 29 فبراير 2008 بأنها حركة إرهابية، كما أعلنت الوزارة تجميد أموال الحركة في الولايات المتحدة، ولا تتوافر معلومات عمن يدعم الحركة في المجال المادي واللوجستي، وقد وصفت بعض التقارير الغربية الحركة بأنها عضو في التنظيمات الجهادية السلفية العالمية التي يوجد فيها مسلحين تتعدد جنسياتهم، وينتمون لبلدان شتى من العالمين العربي والإسلامي.
وفي بحثه المعنون ب "حركة الشباب المجاهدين الصومالية" أكد الباحث الصومالي محمد النعماني علي تلقي زعيم حركة الشباب "أحمد عبدي جودان"، المعروف أيضا بـ "مختار أبو زبير" دراسته الأولية في الأزهر وكانت الحركة قد نفذت هجوم على مركز تسوق "ويستجيت" في نيروبي في الحادي والعشرين من سبتمبر الذي أسفر عن مقتل 68 شخصا على الاقل ? كما كانت الحركة مسؤولة عن الهجوم الإنتحاري المزدوج الذي شهدته العاصمة الأوغندية كامبالا عام 2010، والذي أسفر عن مقتل 76 شخصا كانوا يتابعون المباراة النهائية لبطولة كأس العالم لكرة القدم ? كما أن أكثر رموز هذه التيارات وكوادرها الأولى كانوا من الطلبة الذين تخرجوا من الأزهر والجامعات السعودية ثم الجامعات السودانية، وأصبحت كوادرهم فيما بعد خريجى المعاهد المصرية الأزهرية التي كانت منتشرة في محافظات الصومال.
_ خالد أبوالعباس المكنى مختار بلمختار حيث تلقي دروسه الأولية في الأزهر قبل أن يلتحق بالقتال في أفغانستان حيث فقد عيناً، لذلك أصبح يلقب بالأعور? أصبح مستقلاً عن أي تنظيم في الصحراء بعد انفصاله تماماً عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وفشل محاولة الانضمام إلى حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا إحدى الفصائل التي كانت تسيطر على شمال مالي? تبنى بلمختار الهجوم على موقع أن أميناس للغاز في الجزائر في 16 يناير 2013 والذي تلاه احتجاز رهائن وأسفر عن مصرع عشرات الرهائن. أصدر عليه القضاء الجزائري حكمين بالإعدام بتهم الإرهاب الدولي والقتل والخطف.
أبوبكر محمد شيكاو زعيم جماعة بوكو حرام والذي من مقولاته الشهيرة :"أحب أن أقتل من يأمرنى الله بقتله تماما كما أحب قتل الدجاج والأغنام"? شيكاو تلقي تعليمه في كلية الشريعة والقانون وفي تلك المرحلة تعرف إلى مؤسس حركة "بوكو حرام"، الداعية محمد يوسف قبل أن يلتحق بها وترأس شيكاو "بوكو حرام" عام 2009 بعد أن أعدمت الشرطة زعيمها السابق محمد يوسف ويعرف بعنفه الكبير إلى درجة أن بعض حلفائه الإسلاميين السابقين فضلوا قطع الصلة معه ? ومع الاعتداء على مقر الأمم المتحدة في أبوجا في أغسطس 2011 الذي أوقع 23 قتيلا، انتقلت "بوكو حرام" إلى تنفيذ عمليات نوعية؛ ما أشاع مخاوف من التحاق الحركة بمجموعة جهادية على المستوى العالمي ? وتعتبر الولايات المتحدة شيكاو إرهابيا على المستوى العالمي ورصدت مكافأة قيمتها سبعة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى القبض عليه. وأعلنت قوات الأمن النيجيرية مرتين مقتل شيكاو قبل أن يظهر مجددا في أشرطة فيديو.
تمدد التعليم الديني ليوازي التعليم المدني
بداية يشير"زايد" إلي التوسع في التعليم الديني يعني التوسع في المنصات الخطابية والنتشرة في أماكن عديدة? في صورة الوعظ في المساجد والتي تتسع بدورها مع انتشار بناء المساجد والزوايا? حيث تشير إحصاءات وزارة الأوقاف إلي أن عدد المساجد والزوايا المسجلة رسميا في مصر قد بلغ 107697عام 2012 مع التوسع في نشر الكتب الدينية والتي بلغت نسبتها 21% من أعداد الكتب المنشورة في 2011 وكذلك التوسع في القنوات الفضائية العربية الدينية 95 قناة بنسبة87%من مجموع القنوات بحسب اتحاد إذاعات الدول العربية. تعمل هذه المنصات علي نحو متوافق تماما مع الإطار الديني المهيمن الذي تدعمه النخب الدينية المهيمنة علي الحقل الديني. يلفت زايد إلي تزايد مطرد في التعليم الديني قبل الجامعي بدءً من المرحلة الإعدادية وحتي المرحلة الثانوية? من خلال المعاهد الأزهرية بجانب المعاهد النوعية مثل معاهد المعلمين ومعاهد القراءات ورياض الأطفال التي بدأت تنتشر مؤخرا في التعليم الأزهري لتأسيس الأطفال دينيا منذ نعومة أظافرهم. يحاول التعليم الديني بهذا التوسع والانتشار أن يكون تعليما موازيا للتعليم المدني.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال فهم تمدد العملية التعليمية الدينية? بعيدا عن ارتباطها ببناء المنصات الخطابية الهادفة إلي الضبط والمراقبة? وبدورها لا تقتصر العملية التعليمية الدينية علي مجرد تكوين المعارف الدينية? بل أنها تحمل ضمنيا رسائل غير مباشرة? يطلق عليها علماء التربية"المنهج الخفي"ويستهدف هذا المنهج الخفي بناء العقل الديني علي نحو معين? بحيث يصبح الدين جزءً من رؤية العالم لدي الطلاب الذين يدرسون في المدارس المدنية? ويصبح الركن الركين في بناء رؤية العالم لدي من يتعلمون تعليما دينيا خالصا. وهو ما يسهم في بناء التيار الثقافي الأكثر سيطرة وهيمنة في المجال العام? وهو التيار الأكثر ميلا إلي التشدد في الدين والسير علي طريق السلف? ونقد كل جديد علي أنه من البدع ومحاربة أي شكل من أشكال النقد أو الخروج عن الإطار وتهميش ما عدا ذلك من خطابات
وربما من أخطر أنواع التعليم الديني? وجود مدارس تنشأ من منطلقات دينية بحتة? معظمها مدارس خاصة أو تابعة لجمعيات أهلية? وتحرص هذه المدارس علي صبغ التلاميذ بصبغة دينية معينة (مدار الإخوان والسلفيين) تقدم هذه المدارس أنشطة خارج المقرر تستهدف التلقين الديني علي نحو مباشر أو غير مباشر? يعمل القائمون عليها علي متابعة التلاميذ لمعرفة مدي تدينهم? وتصل هذه المتابعة حتي فيما بعد تخرج الطالب. كما تناول الباحث دور المعلم في هذه المنظومة? سواء في التعليم المدني أو الديني? فالمدرسين الذين يتبنون اتجاها دينيا خالصا في عمليات التعليم? يفرضون رؤيتهم علي التلاميذ أو ينقلون لهم ممارسات قد لا ترتبط بالضرورة بالمناهج الدراسية? ومنها التفسيرات الخاطئة للدين أحيانا? وبث الفكر الخرافي أحيانا أخري? والتطرف في الرأي أحيانا ثالثة