القاهرة 03 مارس 2018 الساعة 05:12 م
كتبت: إنجى عبد المنعم
يستضيف جاليري العاصمة، معرضًا فنيًا بعنوان "القرية والأسطورة" للفنان التشكيلي مصطفى بط، في السابعة مساء الأحد 11 نوفمبر الجاري.
تظهر في أعمال بط استلهامه من البيئة الريفية بكل مفرداتها من البشر والبيوت والشجر والنخيل والطيور والحيوانات، التي نشأ فيها منذ صغره ببلدته شبين الكوم بمحافظة المنوفية، التي استحوذت على أفكاره وعقله، وأيضا البيوت ذات البساطة والتلاصق ببعضهم البعض، في اختزال شديد على أرضية لوحاته.
ويقول بط، أنه عندما كان في المرحلة الثانوية يخرج إلى أطراف مدينته حاملًا الاسكتش وقلم الفحم مبهورًا بالبيوت التي شيدها الفلاحين بالطوب اللبن الذي يسهل تشكيله وبساطة تنفيذها، والتي عشق من خلالها العمارة الريفية، وعندما التحق بمعهد التربية الفنية بالروضة جذبته مبانى مصر القديمة فبدأ برسم البيوت القديمة وذلك لعشقه للعمارة التي تذكره بمدينته.
وكان أول معرض له مع صديقه مصطفى عبيد بعد عودتهم من الأقصر وأسوان وانعكست الأماكن التي زارها والمنازل هناك والأطفال الذين رأهم، وهم يستمتعون بألعابهم الشعبية والبسيطة على لوحات معرضه.
ومن جانبه يرى الناقد صلاح بيصار: أن "البيت في معظم أعمال بط تمثل الملجأ والملاذ وهو الدروة والحماية والمهد الأول للإنسان .. حيث ولد ونشأ وتربي، وهو أيضا يمثل عمق الحياة من حيث السكن والمرفأ وقد جعل منه الرمز الأساسي للقرية وعالمه التشكيلي في وقت واحد، ولغة البيوت عند بط لغة ثرية تبدو أحيانًا صامتة ساكنة بآفاق شاعرية .. وفي أحيانًا أخرى ضارعة مبتهلة تفيض بالحيوية .. يحرك سكونها نبتة صغيرة في أمامية اللوحة أو شجرة في الخلفية وربما طفلًا صغيرًا أو دابًة من الدواب".
مستكملا حديثه أن أعمال بط لم تقتصر على واقعية القرية بل مزج بينها وبين الأسطورة في هذا المعرض، وذلك لحبه الشديد للأساطير والروايات المليئة بالخيال وانعكس ذلك على رؤيته التشكيلية فجاءت المنحوتات التي تم صبها بخامة الألومنيوم ولحاء النخيل الذي تحول إلى كولاج، ولوحات التصوير التي احتوت على مفردات غير متعودة في أعماله.
ويضيف بيصار: "أن أعماله تمتد بين التصوير بالألوان والرسم بالأحبار التي يغلب عليها الأسود الأبنوسي مع لمسات من الأحمر والأوكر وحتى الأخضر بين التوهج والخفوت وبين الصمت والصوت الجهير توحي بأصداء الزمن".
مشيرًا إلى أن : "أعماله ستظل ذات المجاميع من الإنسان والحيوان والطائر دنيا حوارية ومساحات من الصمت والبوح .. فيها نبض الحياة الزمن مفعمة بحس كوني مع هذا الأسود الأبنوسي الفريد والذي يفرد سطوته على فضائته التصويرية ذات الألوان الهادئة الغامقة".
والجدير بالذكر أن يستعرض جاليري العاصمة فيلمًا تسجيليًا قصيرًا للفنان بط على غرار المعرض، ومن المقرر استمرار المعرض حتى يوم الأحد الموافق 25 مارس.