القاهرة 27 فبراير 2018 الساعة 09:59 ص
ـ المفكر الكبير في منتدى «ابن رشد»: : أتوقع عاصفة أصولية قادمة من إيران.. وعلى الإعلام توعية الناس بأفكار النخبة.
ـ الدكتور حسين الببلاوي: الرئيس السيسي يحاول تأسيس فكر عقلي لمواجهة الظلامية.. وعلى المثقفين العرب التحاور مع الشباب
كتبت- نجلاء مامون:
عقد المجلس الأعلى للثقافة اللقاء الثالث لندوات منتدى ابن رشد التنويري، بدأ بحديث الدكتور حسين الببلاوى، أحد أعضاء المنتدى، والذي أكد على فاعلية مواجهة الإرهاب بالتنوير في الفكر العربي الإسلامى وفتح باب الاجتهاد بجرأة.
وأثنى الببلاوي على سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تدشين فكر إعمال العقل والتنوير لمواجهة الظلامية وفكر التطرف والإرهاب الأسود، مشيرا إلى ضرورة لقاء النخبويين العرب بالشباب العربي بكل رحابة لبذل المحاولات الجهيدة لإعادة بناء العقل العربي وتطوير الشخصية العربية.
ولفت عضو منتدى "ابن رشد" إلى أن الجيش والشرطة يواجهون الإرهاب في سيناء عسكريا وأمنيا، فيما يكون دور المفكرين مواجهته فكريا وفلسفيا.
وتحدث الفيلسوف والمفكر الكبير مراد وهبة، مرجعا الإرهاب الحالي في سيناء إلى تحكم الأصولية الدينية المتطرفة في مسار الأحداث في غزة منذ 2007، وهو وضع قائم في الضفة الغربية أيضا.
وتوقع وهبة عاصفة أصولية قادمة من إيران تنتقل إلى المنطقة بأسرها، مشيرا إلى أن الفقيه ابن تيمة الذي عاش في القرن السادس عشر مسئول عما هو ضد الحداثة وضد التنوير الملازم للحداثة.
وقال المفكر الكبير إن تنظيم "الإخوان المسلمين" هى الحركة الأساسية للأصولية الإسلامية إلى جانب الحركات الأخرى التى تكون بديلا لها، لذلك فإن المثقفين المصريين يرون ضرورة تغيير العقيدة الفكرية للجماعة، لأن الكل يتساءل عن تفسير للاحداث الإرهابية التى لا تتوقف.
وشرح صاحب كتاب "ملاك الحقيقة المطلقة" أن هناك صعوبة كبيرة في فصل رجل الشارع عن كوادر الإخوان الذين تغلغلوا بين الناس، إلا من خلال وسائل إعلام جماهيرية، لأن الاعلام والقنوات لا تزال إلى حد ما معزولة عن فكر النخبة لنقله إلى رجل الشارع الذي يستوعب كل شئ ويدركه مهما كانت بساطته.
وأكمل أن البعض قد يتصور أن الآليات العسكرية والحربية هى حائط السد ضد الإرهاب، إلا أن الفكر الفلسفي المستنير الجماهيري الشعبي هو الأساس لصد هذة الظاهرة البغيضة، كما كان أرسطو يلتقي بالجماهير اليونانية قديما، بمعنى أنه كان مفكرا عضويا، لكنه لم يغفل النجاحات التي تحققها المواجهة الأمنية للمشتددين.
وطالب وهبة بعقد المؤتمرات الفلسفية العالمية لدحض أسس فكر الإرهاب الممتد دوما عبر عقود نعايشها الآن، لافتا إلى أنه من المفترض أن تنشر هذه القراءات لأوسع نطاق.
ولفت الفيلسوف الكبير إلى أن اغتيال رموز مثل فرج فودة، ومحاولة قتل نجيب محفوظ، لها دلالة كبيرة في حشو أذهان رجل الشارع بأفكار مضادة للتنوير ومثبتة لأفكار تراث ماضوى مظلم، ولذلك نرى أن التجديد للخطاب الدينى يحتاج لتجديد الخطاب الفكري والثقافي، فلا بد من التركيز على إعادة نشر الغذاء الروحى كالمسرح والموسيقي الراقية والقراءة للمفكرين المثاليين، أى أنه لا بد من حشد جماهير الشارع ليكونوا أساسا لظهير المفكرين لدحض كل فكر متأخر متطرف يرسي كراهبة الآخر ويحض على رفع السلاح لكل من يختلفوا معة في الرأى.
وشدد وهبة ضرورة إخضاع ذهنية المتطرف للدراسة من قبل علماء النفس والاجتماع والفلسفة والاجتماع السياسي، وإرساء تراكمات فكرية عن فكرة الله المطلق وديالكتيك الأنا والآخر لديهم، وصورة الذات والمجتمع المثالى عندهم.
وبحسب وهبة فإنه على المثقفين إرساء حلقات نقاشية علانية متراكمة، ليؤكدوا على الرشدية العربية من جديد للتخلص من الإرهاب، ليكون هناك تيار فكري جديد ضد الأصوليات الدينية، كى نشارك كمثقفين في إنقاذ الأمة، لأن المفكر النخبوى لا بد أن يتناول النقاش المجتمعى والصراع الثقافي الحالى المصاحب لتغلغل الجماعات المتطرفة في القواعد الشعبية.
كما أشار إلى أن المطلوب من المثقفين ليس مجرد تبادل الرأى، لكن المشاركة بين الكل في طرح جديد يحقق إبداعات فكرية ثقافية وحضارية، بالنظر إلى أننا سنواجه إشكالية كبري وهى تمدن المجتمع وإرساء المدنية، وذلك لكى نلحق من جديد بركب الحضارة الإنسانية لنواجه الإرهاب.
وأكد وهبة في نهاية حديثة أنه لا أحد يملك الحقيقة المطلقة إلا الله، فهو الحق المطلق ولا يمكن لأحد أن يمتلك حكما معرفيا مطلقا إلا الله الخالق الحق.