القاهرة 20 فبراير 2018 الساعة 10:56 م
كتبت انتصار عبد الخالق
هل تعلم يا ولدي لماذا هي غالية؟ هل تعلم لماذا هي باقية هل تعلم لماذا دونها الرقاب؟ هل تعلم لماذا العمر مقابل حفنة تراب" هل تعلم لماذا تحملنا من أجلها كل هذا العذاب ؟
إنها مصر،بقعة من ألأرض من أطهر بقاعها يحلف بها الشرفاء وبترابها ليوم الدين، فقد دفع فيها من الدماء ما يكفي لينبت الصحراء أشجار الزيتون إذا روت بتلك الدماء.لقد ذُكرت في القران خمس مرات. مصر لم تكن مقبرة للغزاة بالمعنى السياسي، فحسب، بل المعنى البيولوجي أيضاً. كانت كل الغزوات تذوب فى جسم مصر الكبير، حتى الفتح العربي. لم يكن تغييراً في مصرية مصر. بقدر ما كان تغييراً فى الحكام فقط. ولم يكن هناك تغير في الهوية وشخصية مصر هكذا قال أفلوطين المصري (الشيخ اليوناني ) مصر طردت الهكسوس. جعلت الإسكندر يعتنق ألآمونية،وجعلت روما تعتنق المسيحية ،ووضعت أسس الرهبنة في المسيحية والتصوف في الإسلام. دافعت عن الإسلام في ذات الصواري وحطين وعين جالوت كما بنت القلاع والحصون والمساجد وعمرت خزائن بغداد بنفائس الكتب من الإسكندرية علمت مصر العالم في كل نواحي الحياة. جمعت
الحديث النبوي الشريف وسجلته على أوراق البردي فأصبح أقدم المخطوطات العربية، وجاء ابن منظور القبطي المصري ووضع لنا كتاب (لسان العرب)
وجاء ورش القبطي المصري يرتل لنا القرآن الكريم الذي انتشر في العالم كله(بقراءة ورش) الباقية حتى الآن، لذلك أقول لك يا ولدي لا تجعل نفسك في لحظه تضعف وتصدق ما يفقدك ثقتك في بلدك واعلم أنها رمانة الميزان التي تحفظ توازن الدنيا، فنحن نمثل الوسطية في كل شيء، ونحن باقون بقاء الزمن، وقد فهم العالم أجمع هذا الدرس، ولذلك زاد قلقه وخوفه من مصر وزادت محاولاته لإسقاطها وزادت محاولة الشرفاء لمنعهم حتى وإن كان بدمائهم. يخوض إخوتك يا ولدي من أبناء الجيش والشرطة معركة شرسة لتطهير البلاد من الإرهاب. ومن يحاولون أن يمزقوا الوطن ويقطعوا أوصاله، فكن يا ولدي ذا بصيرة وعقل، واعلم أن ليس كل ما تسمعه وتراه صحيحا في الإعلام سواء كان مصريا أو عالمي، فلم تعد الكلمة أمانة ومسؤولية، بل أصبحت تجارة وهوىً شخصي، فتجد أبناءنا يقاتلون في كل شبر في مصر، ويحملون شرف الأمة على أعناقهم وبعض القنوات والصحف تستضيف الراقصات وتجار الدين وتحاول أن تجعل الصورة مهزوزة في مخيلتكم،حتى لا تقفوا خلف بلدكم وجيشكم وتقدموا لهم الدعم الذي يجعلهم يشعرون أنكم تحاربون معهم وتقدرون تضحياتهم. إن ما يحدث من بعض وسائل الإعلام من تجاهل لما تمر به البلد هي خيانة لدماء الشهداء وبيع رخيص لتراب الوطن.