القاهرة 13 فبراير 2018 الساعة 09:32 ص
كتبت: سماح عبد السلام
"مغارة على بابا"، ليست فقط أسم لفيلم سينمائى قديم أو قصة خيالية ولكنها أيضاً عنوان لأحدث معارض الفنان التشكيلى محمد عبلة، والذى أستضافه مؤخراً جاليرى الجريك كامبس بالجامعة الأمريكية.
وبدأت فكرة المعرض عندما نشر عبلة بعض أعماله القديمة على صفحته الشخصية بالفيس بوك تحت عنوان أعمال من المخزن، حيث لم يسبق له عرضها من قبل، فأشاد الأصدقاء بهذه الأعمال وكتب احدهم تعليقاً بعنوان أعمال من مغارة على بابا، فلفت الجملة أنتباه عبلة ليتخذها عنوناً للمعرض.
وعن معرضه قال عبلة لـ"مصر المحروسة": مغارة على بابا كما لو ان أحد يجد "ذهب وياقوت و مرجان"، هى بمثابة خبيئة فتحتها وأخرجت منها أعمالاً من مراحل مختلفة لم أعرضها سابقا فقررت عرضها ربما تكون مهمة كتكنيكات وموضوعات ويمكن أيضاً أن نتحاور فيها.
ضم المعرض أيضاً بعض الأعمال النحتية التى عمل عليها الفنان منذ عام، حيث كشف عن أستعداده لتقديم أول معرض نحت كامل بمسيرته الفنية مضيفاً: درست فن النحت بسويسرا و قمت بممارسته كثيراً فى المانيا وعرضت تمثال بأحد ميادينها، ولكن لم أكن أجرؤ على عرض نحتاً بمصر من قبل.
تميل غالبية أعمال عبلة للأحجام الكبيرة ويعلل ذلك قائلاً: بالفعل أفضل التعامل مع الأحجام الكبيرة. حيث أجد مساحة كبيرة للتعبير وكما أحب أن أكون داخل اللوحة بجسدى. أما الأعمال الصغيرة اكون المتحكم الأكبر فيها، فى حين أفضل أن أكون جزءً من العمل.
يرفض عبلة الأنتماء لمدرسة أو أتجاه تعبيرى معين، مؤكداً بأنه يسير وراء أنفعالته الخاصة، ويضيف: احياناً أرسم اعمالاً مركبة أو تشخيصية أو تجريدية، كما أننى لا أحب الانتماء لأى مدرسة أو اتجاه لأن أغلى شئ أمتلكه هو حريتى. ولا أفضل أن يعرف المتلقى أعمالى بمجرد رؤيتها من بعيد. ولكن أريد أن يتأملها إلى أن يقرأ توقيعى. أرفض وضع نفسى فى إطار أو قالب معين.
كما يتخذ من الناس والنيل والقاهرة عناصره وتيماته الهامة فى عمله. مشيراً إلى أن الناس بكل حالاتها تشكل عالمه، كما تلعب القاهرة دوراً كبيراً فى حياته حيث رسمها فى عدد كبير من المعارض. حيث يتعاطف مع الناس التى تشبهنى ويعتبرهم ابطاله الحقيقين. بحد قوله.
يعد عبلة أحد رواد فن اللوحة ومن ثم يؤكد بأن التمثال واللوحة سيصمدان طوال الوقت، لأن الوسائط الجديدة غالباً ما تكون ممولة، وإذا باع الفنان الفيديو فسيبيع عدة نسخ فقط لاغير. فينا تمثل اللوحة والتمثال القيمة المادية القابلة للتداول ومن ثم لن تنتهى. وكما أن الفيديو إيضاً مهم لأن الفن بمثابة الجسم الكبير الذى يحتاج عدة طرق للتعبير عنه.
ويكشف عن اَلية تعامله مع اللوحة والحوار الذى يدور بينهما ويقول: ادخل للوحة بدون تحضير. وأحياناً أحضر 20% من موضوعها واترك الباقى للصدفة. طوال الوقت هناك جدل بينى وبين اللوحة، الى أن تأت لحظة أشعر بأنى دخلت لعمل. عندما أرسم لوحة أرسمها وأنا مدرك أنى محمد عبلة الذى يعيش فى القاهرة فى عام 2018 فى بيئة معينة.
ويتابع: لابد أن يعبر عملى عن كل هذه الأجواء. كما احرص على أن تكون اعمالى شبهى، من المهم ان اكون فى حوار مع العمل وعقد مقارنة بتاريخ الفن المصرى والعالمى ومعرفة من تطرق لهذا الموضوع من قبل.