القاهرة 23 يناير 2018 الساعة 11:26 ص
بقلم: سهير شكرى
الغلاف: مناسب للموضوع فيصورعمال تراحيل منحني الرؤوس يسوقهم ملاحظ بعصا كالحيوانات.
المكان: حى من أحياء الإسكندرية أو أى مكان يشبهه فى الفقر والجهل وما أكثر هذه الأحياء المختنقة كما وصفها الكاتب.
لا شئ مستور، الكل مفضوح، حيث يشعر الإنسان أنه أقل مرتبة من الحيوانات الضالة فى الشوارع، صور منازلهم كالمقابر، كهوف مظلمة لا يرون النور إلا فى العراء، أطفالهم تعيش على ما يستخرجون من أكوام الزبالة فى مأكلهم وملبسهم وألعابهم، يحيط بهم العفن والأوساخ والروائح الكريهة من كل أنحاء المكان.
رجالهم ليس لهم نخوة، طحنهم الفقر والقهر وطمع الكبار فى أرزاقهم ونسائهم، ينهشون أعراض بعضهم بعضا، نساؤهم يستجدين طعامهن وطعام أزواجهن وأطفالهن ببيع أجسادهن. يقهر القوى فيهم الضعيف، وهكذا القاهر مقهور، حيث المناخ يشبه الغابة، لا ضابط ولا رابط ولا أخلاق. نوافذهم مخلوعة الأضلاف، أبوابهم مفتوحة، أجسادهم مستباحة، يعملون أعمالا هامشية لا تشبع من جوع.
صور ممزقة عبارة عن أشلاء مبعثرة فى كل مكان، وما الأشلاء إلا أشلاء أحياء مبعثرين معذبين، نفوسهم تئن من الألم، ضحكاتهم صراخ، يعيشون الوهم وفى الحقيقة هم أموات، وسخريتهم وضحكهم إنما تؤكد شر البلية ما يضحك، مجتمع ممزق يبحث عمن يلملم أشلاءه، وجاء هذا العمل الروائى صارخا ناقدا، وإن كنت لا أستسيغ ألفاظه الخارجة الجارحة المنفرة، وإن كان البعض يقول إنها لغة الشخصيات التى يقدمها العمل.