القاهرة 16 يناير 2018 الساعة 10:26 ص
تقرير: عبير عبد العظيم
اللغة الجديدة امتداد للغة الروشنة التي ظهرت في التسعينيات.
من يقف وراء محاولات طمس اللغة العربية باستحداث التقاليع الجديدة!؟؟
إستخدام الأرقام بدل الحروف كان من أيام ابن حزم ولكن لم يؤثر على اللغة العربية.
احتفل محرك البحث جوجل بالذكرى الـ82 لميلاد الشاعر والأديب العظيم فاروق شوشة، و تم وضع صورة الشاعر الراحل على واجهة محرك البحث الأشهر عالمياً، وكتب تحته عبارة "لغتنا الجميلة"، وهو عنوان البرنامج الإذاعي الذي كان يقدمه الشاعر بالإذاعة المصرية لسنوات طويلة ، وفاروق شوشة ولد في التاسع من يناير عام 1936 بمحافظة دمياط بقرية الشعراء وعمل بالإذاعة المصرية منذ عام
1958.
اهتم شوشة مثل غيره من الشعراء المصريين باللغة العربية وكان داعما لها وحاول كثيرا التأكيد على أهمية استخدام اللغة العربية سواء في برامجه الإذاعية والتليفزيونية وكذلك قصائده الشعرية ، ولم يكن يدرى شوشه وغيره من الشعراء والمثقفين العرب أن الشباب في الوطن العربي سوف يأتى عليه اليوم ليستحدث لغة جديدة امتداد للغة الروشنة و هي لا بالعربية ولا بالأعجمية إنها لغة فرانكو تتبدل فيها الحروف بالأرقام وللأسف يستخدمها أكثر من خمسة مليون شخص حول الوطن العربي فى محادثاتهم وكتاباتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والسويشال ميديا والبريد الالكتروني وذلك حسب احدث إحصائيات المركز العربي الاجتماعي والأسرى !!
وامتد الأمر إلى وجود مطالبات من الشباب باعتماد اللغة الجديدة وتعميم التعامل بها حسب مواقعهم الالكترونية وجروباتهم بالسويشال ميديا!!
بداية التسعينيات ومع الألفية الجديدة ظهرت لغة جديدة استخدمها الشباب في ذلك الوقت وهى لغة الروشنة التي قال عنها مخترعها ومؤلف أول كتب يتحدث عنها الكاتب ياسر حماية أنها مجرد فكرة لجيل روش طحن!!
وأضاف حماية ان المجتمع المصري مر بظروف اجتماعية واقتصادية، وغاب الهدف القومي الذي يجمع الشباب حوله ، مما جعلهم ينشئون قاموس لغوى خاص بهم ولن يؤثر على اللغة العربية في شيء.
في حين وصفت الدكتورة مشيرة على أستاذ اللغة العربية بكلية التربية لغة الروشنة بأنها خروج علي التقاليد، وتحمل كم من البذاءات والسخرية والاحتقار من الآخرين خاصة من يجهلون هذه اللغة ولا يتحدثون بها
وفسر الدكتور حامد نصار أستاذ الاجتماع بجامعة القاهرة أن اختراع الشباب لهذه اللغة جاء نتيجة للجدار العازل بينهم وبين المجتمع، وهي لا تختلف عن لغة الإيميل والرسائل التي تضع قواعد جديدة للغة بالتحريف والاختصار، كما انه لا يوجد من يتكلم العربية الفصحى، والشباب يبحث عن قانون خاص يخرج به من دائرة سيطرة الكبار حتى ولو كان هذا عن طريق اللغة ، كما ان الكثيرين من الشباب يكرهون النحو ومن هنا جاءت محاولاتهم بإيجاد لغة خاصة بهم، خاصة ولديهم فراغ قاتل وهم بهذه اللغة يحاولون إيجاد عالم خاص بهم.
لم تمض سنوات حتى خرج إلينا تطور جديد للغة الروشنة وهى لغة الفرانكوا وهى عبارة عن مفردات سرية هي في الأصل مفردات وتعبيرات مختلفة تماما عن اللغة العربية تستخدم كلمات أجنبية محرفة وتخترع بعض الألفاظ والتعبيرات اختراعا وتضم إلى جانب الحروف أرقام بديلة عن الحروف ومفرداتها لا تنطبق عليها معايير فقه اللغة وقواعد الصرف والاشتقاق والإعراب، وهى ليست لغة ثابتة، وألفاظها غير مستقرة.
الجدير بالذكر أن قديما لاحظ ابن حزم في كتابه طوق الحمامة استخدم الشباب للأرقام بدلا من الكلمات حيث يتفق الأقران علي شفرة خاصة باستخدام الرقم ليعبروا عن معني مقصود لدي أفراد المجموعة دون غيرها كذلك قلب الكلمات بحيث تقرأ من آخر حرف لتعني مصطلحا خاصا
اللغة الجديدة للأسف تجذب شرائح مختلفة من المجتمع المصري وفئات عديدة وأعمارا متباينة، مما أنها تعكس ثقافة معينة ونمطا في التفكير أصبح سائدا بين شباب المجتمع.
وتعلق الدكتورة وفاء كامل الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة وعضو مجمع اللغة العربية أن ما يحدث من هجمات على اللغة العربية بين الحين والأخر يشكل الكثير من المخاطر و يخشى أن يؤدى ذلك إلى انهيار اللغة العربية كما حدث في بلدان أخرى انهارت لغتها بعد استخدام شعوبها للغات أخرى محرفة عن اللغة الأصلية ، الأكثر كارثية هو قيام بعض شركات التقنية على الفور إلى تقديم الحلول التي تيسر على الشباب استخدام اللغة التي ابتدعوها، فقامت شركة مايكروسوفت بإطلاق برنامج «مارين» لترجمة لغة «الفرانكو آراب» إلى اللغة العربية.