القاهرة 16 يناير 2018 الساعة 10:20 ص
كتبت: ياسمين مجدي
المرأة الإفريقية مثل بقية نساء العالم لكنها تختلف عن غيرها من حيث خصوصية العادات والتقاليد والموروث الشعبي، واللون وطريقة حلق الشعر كالرجل في بعض المجتمعات الإفريقية، مما جعلها متمايزة عن النساء البيض، بالإضافة إلى دورها المجتمعي الذي يختلف من دولة لأخرى، بل من
منطقة لأخرى حسب العادات والتقاليد والتاريخ والثقافة والدين.
وتُسهم اليونسكو، من خلال إطلاق مشروع "المرأة في التاريخ الإفريقي: أداة للتعلّم بالوسائل الإلكترونية" في تغيير هذه الوضع من خلال تعزيز الدور المركزي الذي تضطلع به المرأة في تاريخ إفريقيا وتنميته عبر استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال.
وإطلاق أداة التعلّم بالوسائل الإلكترونية هذه تُعدُّ خطوة في غاية الأهمية لتوسيع ونشر المعارف المتصلة بدور المرأة في تاريخ إفريقيا، وذلك لمكافحة الآراء المسبقة والنماذج المقولبة في إطار "استخدام تاريخ أفريقيا العام لأغراض تربوية". ويشكّل تحويل وتحديث المعلومات المتاحة مبدئيا في إطار المجلّدات الثمانية التي تتألف منها المجموعة على صعيدي كل من الشكل والمضمون شرطا إلزاميا للنجاح في تنفيذ "استخدام تاريخ أفريقيا العام لأغراض تربوية."
وهذه الحاجة إلى "التحديث" لا تفرض استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال الحديثة المتاحة والمستخدمة على نطاق واسع في القارة الإفريقية فحسب، بل تفرض أيضا مراجعة المضمون في ضوء التطوّرات الجارية في مجال الدراسات التاريخية. ويشمل ذلك الحاجة إلى إيلاء انتباه خاص لدور المرأة في تاريخ إفريقيا، مع القيام، بدءا من نهاية المرحلة الأولى، بتطوير مجال "الدراسات الجنسانية" وأهمية الدور الذي اضطلعت به المرأة في تاريخها.
ومشروع "المرأة في التاريخ الإفريقي: أداة للتعلّم بالوسائل الإلكترونية" الذي يتولّى تنفيذه قسم مجتمعات المعرفة في قطاع الاتصال والمعلومات في اليونسكو، إنما هو منصة متاحة على شبكة الإنترنت مؤلفة من مضمون متعدّد الوسائط يشمل قصصا مصوّرة، ووحدات تربوية تفاعلية، ووحدات سمعية، ومسابقات، بهدف تسليط الضوء على دور المرأة في تاريخ أفريقيا.
وهذا مؤشر قوي لانتباه العالم الحديث للمرأة الإفريقية ومحاولة حل لمشاكلها العديدة زمن إهمالها وعزلها عن حقوقها وخضوعها للإقصاء، فمثلاً واجهت المرأة الإفريقية صعوبات جمة في الخوض في غمار السياسة والوصول إلى المناصب العليا؛ لأن الكثير من الرجال لا يريدون أن تخوض في مجال السياسة على الرغم من إنها في بعض الأحيان تبلغ درجة علمية عالية تؤهلها لمناصب قيادية . وفي الوقت نفسه إذا كانت النساء تعمل في مكاتب مثلاً فإنها تواجه صعوبة في التعامل مع الرجل حتى ولو كان لها حقوق في الوجود في هذه الوظيفة أو تلك . أما في مجال الأعمال الحرة فإنها أيضا تواجه تحديات كبيرة ومعوقة وعلى الرغم من هذه التحديات، فإنها أصبحت محامية وطبيبة ومدرسة وصحفية وممرضة ناجحة جداً وتتفوق على الرجل أحيانا.
ومن المعروف أن المرأة الإفريقية هي عماد اقتصاد قارة أفريقيا حيث أنها الزارعة والعاملة والأم والمعيلة في كثير من الأحايين ومثال صغير أنه في بعض القبائل يتم تسمية الأبناء بالأم وليس الأب فبلا شك رغم كل المشاكل التي تحيط بها من جهل وسوء الخدمات الصحية وصعوبة المعيشة فهي رغم كل ما سبق قوية وتتحمل الحياة، بل وتنتصر في كثير من الأوقات وتتغلب على الطبيعة القاسية التي نشأت فيها، فالمرأة الإفريقية من أقوى النساء في العالم في جميع النواحي ولولا الاستعمار وموجات الاستغلال لنهب القارة الإفريقية على مر الزمان لتسيدت على عرش التصنيف الأعلى في الحياة الكريمة في العالم.
وهنا نصل لسرد بعض الأمثلة المشرفة للمرأة الإفريقية ومنها على سبيل المثال:
1- الين جونسون سيرلاف: السيدة الحديدية التي ترأس ليبيريا منذ 2006 ، والحاصلة على جائزة نوبل للسلام سنة 2011، انتخبت كأول رئيسة لدولة إفريقية بعد 14 سنة من الحب الأهلية التي مزقت بلادها، ومنذ ذلك الوقت وهي تبذل أقصى جهدها لإصلاح ما أفسده سلفها الرجل “شارل تايلور” في أقدم جمهورية جنوب الصحراء الإفريقية.
2- اليزابيث دوميتين أول سيدة تشغل منصب رئيس وزراء في جمهورية إفريقيا الوسطى.
3- جين ماري روث رولاند أول سيدة تترشح لمنصب الرئاسة في جمهورية افريقيا الوسطى.
4- من النساء اللاتي احتللن مناصب سياسية و حكومية مميزة في الصومال الوزيرة الاتحادية للتنمية الاجتماعية مريم القاسم و وزيرة الخارجية الاتحادية فوسيو يوسف حاجي أدان، ووزيرة الخارجية السابقة للصومال منطقة إدنا أدان إسماعيل.
والأمثلة كثيرة خاصة في القرن الحالي وقد ذكرنا فقط الجانب السياسي فقط أما الجانب الإبداعي فقد حازت الأعمال الروائية والإبداعية لها جوائز عالمية وصلت لجائزة نوبل في الآداب ولكن هذا موضوع قادم بإذن الله نظرا لأهميته.
ومما سبق نقول إن المرأة الإفريقية كل يوم تنتصر في معارك اجتماعية وسياسية وثقافية نظرا للزخم الذي تملكه من تراث إفريقي ضخم وعريق والمزيد في المستقبل، فهي تقفز قفزات أيديولوجية وثقافية وعلمية عالية ومن المتوقع أن تتزعم وتقود الكثير من المناصب العالمية في العقد القادم من الألفية
الحالية.
وعليكن يا نساء القارة الإفريقية الفخر والاعتزاز بإفريقيتكن العريقة وعلى كل واحدة منكن الترديد بينها وبين نفسها وفي المجتمع الذي تعيش فيه كل واحدة منكن "أنا إفريقية وأفتخر".