القاهرة 15 يناير 2018 الساعة 03:22 م
تحقيق: إنجي عبد المنعم – محمد علي
عاشقة للفلوت، اَداة اختارتها عن حب وتمكنت منها ومن أدائها ، منذ التحاقها بالكونسرفتوار بالقاهرة في سن مبكر، ورشحت لمنحة دراسية في فرنسا حتى أوائل 1990، وعينت معيدة بقسم الفلوت عام 1982م، وحصلت على الدبلوم العالي لآلة الفلوت 1984 و1985م، ومن ثم الماجيستير والدكتوراة من المدرسة العليا للفن في باريس.
تولت العديد من المناصب، مديرا لأوكسترا القاهرة السيمفوني عام 2003م، ورئيسًا لمعهد الكونسرفتوار 2004م، ورئاسة دار الأوبرا المصرية منذ عام 2013م، واليوم صدر قرار رئاسي بتوليها وزارة الثقافة.
وقد توجهت مصر المحروسة لعدد من المثقفين المصريين بالسؤال عن رد فعلهم لتولي أول امرأة منصب وزير الثقافة؟ وهل يتوقعون تغيرا في السياسات الثقافية في الوزارة بعد تولي إيناس عبد الدائم هذا المنصب أعلن البعض تفاؤله بهذا الاختيار، والبعض الآخر تحفظ، معلنا أن ليس المهم من يتولى المنصب، بقدر أن يكون هناك رغبة حقيقية للنهوض بالثقافة المصرية.
صرحت الدكتورة فينوس فؤاد، رائدة التنشيط الثقافى فى مصر ووكيل وزارة الثقافة، أن الدكتورة إيناس عبد الدايم من أفضل الشخصيات فى الساحة الثقافية والفنية.
وأضافت فؤاد: "من الجيد أن تكون هناك إمرأة تحمل الحقيبة الثقافية، مما يعني الاعتراف بدور المرأة كعنصر فاعل في المجتمع وبداية حقيقية لعصر التنوير والتواصل الثقافي بين فئات المجتمع، وأتمنى منها أن تُصلِح ما تم التغافل عنه فى الفترة السابقة وتصلح ما افسده الدهر" .
وقد وجهت فؤاد في كلمتها بملتقى الخيال واحة الفن بدار الأوبرا أول أمس الخميس الشكر للدكتورة إيناس عبد الدايم، وأشادت بدورها في الثقافة، مشيرة إلى الطفرة التي شهدتها دار الأوبرا المصرية بقيادتها المثقفة التي طبقت مفاهيم الحداثة على الأوبرا، فأوجدت مجالًا للتنوع الفكري واتساع دائرة التلقي لتشمل كافة أنواع الفنون.
ومن جانبه صرح دكتور محمد العلاوي، أستاذ النحت الميدانى المتفرغ بقسم النحت، بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، أن بقاء أي مسئول فى منصبه مدة طويلة يفسده، ويقتل الإبداع داخله.
وتابع العلاوي: "سر قوة أمريكا هو تجديد الدماء دائما، لذلك فأنا مع الوجوه الجديدة، وضد البحث فى الدفاتر القديمة، وكونها امرأة، وأول امرأة تتولى وزارة الثقافة، بعد توليها مسئولية الأوبرا، قد يكون فى صالحها وهى فنانة موهوبة، وربما تستطيع تقديم رؤية جديدة، فلا تخضع لسيطرة الشلل المعتادة، وتحرك المياه الراكدة".
وأعرب الفنان عبد الرازق عكاشة، ناقد الصالون الفرنسي، الذي يتابع الحركة الثقافية والفنية بمصر رغم إقامته بباريس، عن إعجابه الشديد لتولي أول إمرأة حقيبة الثقافة المصرية لأول مرة، ويأمل أن تُحدِث تغييرًا شاملًا في الحركة الثقافية.
وأضاف الدكتور صلاح المليجي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية سابقًا، أن تولي الوزارة لأول مرة إمرأة، له مدلول على المستوى الغربي، فوزيرة الثقافة بباريس إمرأة، لكونها فنانة من الطراز الأول في أوركسترا القاهرة السيمفوني، ولديها القدرة على إحداث تغيير في الفنون المختلفة للثقافة، وكوني عملت معها ومع احمد مجاهد لفترة من الزمن، فهي جادة وحاسمة في عملها، وأدارت الأوبرا بشكل جيد لفترة طويلة وصعبة أثناء احتجاجات الموظفين، فهي محبوبة من قِبل موظفي الأوبرا لتواضعها ولتفاهمها الجيد لما يحيط بها، ففكرة الإدارة تحتاج إلى نوع من السياسة والدبلوماسية.
وتابع المليجي: "أتمنى بعد توليها ذلك المنصب الهام، أن تهتم وتُحدِث تغييراً تاماً لقصور الثقافة، التي تحوى 600 قصرًا بجميع انحاء الجمهورية، هذه القصور لها ذائقة فنية وفضل كبير، فقد صنعت إناسا في فترة الستينيات، أثناء ثروت عكاشة، كما تدعم قطاع الفنون التشكيلية بماليات يقدر اقامة الفعاليات الدولية، كبينالي الخزف وترينالي الجرافيك، وأن تُعيد استكمال تطوير المتاحف.
وتأمل الدكتورة أمل نصر، أستاذ قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، أن تكون إهتماماتها متعددة، ولا يكون هناك إنحياز لأي مجال أو تخصص محدد، وأن تعين معها مستشارين يهتموا بجميع المجالات الثقافية، وأكدت على أنها تتمنى أن تضع الفن التشكيلي في أولويتها، وتخصيص ميزانية ملائمة للفنون التشكيلة.
وأيضا توفر ما يمد المتاحف المصرية من إهتمام مثل "كتالوجات لتوثيق الأعمال المتحفية وتوفير وحدة بحوث لدراسة المقتنيات والفنانين"، واسترجاع الفاعليات الدولية بينالي الاسكندرية وبينالي القاهرة وترينالي الجرافيك وغيره من الفعاليات.
وصرحت نصر: "أن وزارة الثقافة من أصعب الوزارات، ولذلك تود أن نعطيها الوقت والمساحة في العمل والتغيير".
وكان للكاتب المسرحى سعيد حجاج رأى اَخر : أحاول التفاؤل قليلا بشأن تعيينها وزيرة للثقافة لكن الأمر الأهم هو ليس من يتولى أمر الثقافة فى مصرلكن الأهم هل الحكومات المتعاقبة نفسها تريد شعبا مثقفا حقيقيا معاد للسلفية والوهابية وعلى استعداد للتفاعل الديمقراطى ؟ اظن ان الأمر اكبر من وزير ثقافة او غيره . لذلك كله أرى انه على شرفاء المثقفين ان يتفاعلوا معا ويتخلوا عن ابراجهم العاجية وفزلكتهم الفنية والأدبية ويكونوا داعمين اقوياء لثقافة حقيقية وعندها سيكون الوزير نفسه متفاعلا ايضا وداعما للمثقفين ومدعوما بهم وهذا ما سوف يخلق واقعا ثقافيا مختلفا وجيدا حتى لو لم تكن هناك وزارة ثقافة فيما بعد .