القاهرة 05 يناير 2018 الساعة 12:57 م
أكرم مصطفى
إن ملف حركات الإسلام السياسي، ودوره في ما سُمّي بالـ " الربيع العربي" الذي فتحته مجلة " ذوات " الثقافية الإلكترونية التي تصدرها مؤسسة مؤمنون بلا حدود ما يزال مفتوحا على طروحات ووجهات نظر مختلفة، فقد فتحت هذا الملف الشائق منذ العدد 41 الذي صدر في ديسمبر 2017، وها أسرة تحرير المجلة وعلى رأسها الإعلامية المغربية سعيدة شريف تواصل طرح أسئلة هذا الملف الشائق، حيث ترى أن أسئلة صعود وأفول الحركات الإسلامية لم تجد الأجوبة الشافية لها، حيث تتباين التحليلات والتفسيرات المقدمة من قبل الباحثين، ولهذا الغرض يحاول ملف العدد (42) من "ذوات" مقاربة هذه الأسئلة انطلاقًا من إشكالية ظاهرة الإسلام السياسي، ومن تجاربه السياسية في العالم العربي.
يضم الملف الذي أعده الباحث المغربي في العلوم الاجتماعية، محمد قنفودي، وقدم له بمقال يحمل بعنوان: "حركات الإسلام السياسي في العالم العربي بين مسببات الصعود وبواعث الأفول"، أربع مقالات لكتاب وباحثين من العالم العربي، الأول هو للدكتور المغربي رشيد جرموني تحت عنوان "من الإسلاموية إلى ما بعد الإسلاموية: في تحولات الإسلام السياسي"، أما الثاني، فهو للباحث التونسي أنور الجمعاوي بعنوان "الإسلام السياسي في تونس بعد الربيع العربي (قراءة في تجربة حركة النهضة)"، والثالث للباحث المصري مصطفى زهران بعنوان "الحالة الإسلامية السياسية والراديكالية في مصر: ما بين الـ25 من يناير/ كانون الثاني وأحداث الـ3 من يوليو/ تموز"، والرابع للباحث المغربي منتصر حمادة بعنوان "تجربة "الإسلام السياسي" في المغرب بعد مرحلة "الربيع العربي"".
أما حوار الملف، فهو مع الباحث الأردني إبراهيم غرايبة، الذي تناول فيه تفاعلات الإسلام السياسي بعد مرحلة الانتفاضات العربية، وأيضًا تقييم صعود التجربة السياسية لهذه الحركات في مجالات الحكم والتدبير السياسي، والبواعث التي كانت سببًا في أفولهم، فضلًا عن مستقبل هذه الحركات، وإمكان استرجاع قوتها التنظيمية والسياسية وتتصدر المشهد الانتخابي والسياسي من جديد.
ثم ظاهرتان تبدوان محيرتين في علاقة الإسلام السياسي بـ "الربيع العربي"، كما يرى الباحث الأردني إبراهيم غرايبة في حواره في ملف هذا العدد، "إذ من المؤكد أن الربيع العربي حراك مجتمعي غير منظم، ويقوم على أسباب اجتماعية اقتصادية، ولا علاقة له بالإسلام السياسي من قريب أو بعيد، لكن من الواضح أيضًا أن جماعات الإسلام السياسي صعدت بعد الربيع العربي صعودًا غير مسبوق، فكيف تؤدي حركة اجتماعية لا علاقة لها بخطاب الإسلام السياسي، ولم يكن للجماعات الإسلامية دور فيها، إلى صعود هذه الجماعات، وأن تقطف ثمار الربيع العربي وتستولي على نتائجه كلها، وكأنها هي التي صنعته؟ وكيف اكتسحت جماعات الإخوان المسلمين والإسلام السياسي الانتخابات التي جرت في دول عربية عدة؟"
أما باب "رأي ذوات"، فيضم ثلاث مقالات: "المجتمعات العربيّة وصراع المرجعيات" للكاتب والصحفي العراقي بشير الكبيسي، "مشروع الديمقراطية المستدامة في العالم العربي" للباحث المغربي يونس بلفلاح، و"مفهوم الخير بين الاستلاب الغيبي والقيم الإنسانية" للكاتب والمترجم السوري رسلان عامر.
ويشتمل باب "ثقافة وفنون" على مقال للباحثة التونسية حنان رحيمي بعنوان "انفلات التجنيس وتجلّيات ما بعد الحداثة في رواية (أمين العلواني) لفيصل الأحمر"،
ويقدم باب "حوار ذوات" حوارًا مع المبدع المخلص لجنس القصة القصيرة الكاتب المصري سعيد الكفراوي، الذي يتحدث فيه عن هذا الجنس الذي ساعده على "استلهام جماليات الدنيا وقبحها، ومكنه من النبش في المناطق الغامضة من الواقع المصري"، والتحولات الجمالية التي عرفتها القصة لديه. الحوار من إنجاز الصحفي المصري خالد حماد.
أما "بورتريه ذوات" لهذا العدد، فقد خصص للمفكر المغربي عبده الفيلالي الأنصاري، الذي عمل على تجديد الوعي الديني، من خلال إصدار العديد من الكتب والدراسات والترجمات، أبرزها ترجمته إلى اللغة الفرنسية لكتاب علي عبد الرازق الموسوم بـ "الإسلام وأصول الحكم"، هذا إضافة إلى كونه قدم قراءة موسعة في الفكر العربي والإسلامي عبر الانغماس في قضايا الإسلام المعاصرة، والدعوة إلى إجراء مراجعات عميقة في التاريخ. البورتريه من إنجاز الدكتور والباحث المغربي عبد السلام شرماط.
وفي باب "سؤال ذوات"، يثير الكاتب والإعلامي التونسي عيسى جابلي سؤال: "الإسلام السياسي: أيّ مستقبل؟"، ويستقصي آراء مجموعة من الباحثين العرب في موضوع مستقبل هذه الحركات الإسلاموية، التي "ما إن تمكنت إلا وعملت على قبر الكثير من المكتسبات، من قبيل قضية المرأة، والحريات، والديمقراطية، وكونية حقوق الإنسان، وغيرها من الثوابت التي يسعى العالم العربي إلى مزيد ترسيخها لا إلى النكوص عنها واستبدالها بمفاهيم أبدع الإسلام السياسي في نحتها".
وفي "باب تربية وتعليم" يقدم الباحث التربوي التونسي مصدق الجليدي مقالًا حول "الأسس التربوية لمكافحة التطرّف".
فيما تقدم الكاتبة والباحثة السورية يسرى وجيه السعيد قراءة في كتاب "ما بعد الحداثة: مقدمة قصيرة جدًّا" للكاتب البريطاني كريستوفر باتلر، وذلك في باب "كتب"، الذي يتضمن أيضًا تقديمًا لبعض الإصدارات الجديدة لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"، إضافة إلى لغة الأرقام، التي تكشف عن "مؤشر التعليم العالي والتدريب لعام 2017- 2018"، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يوضح التراجع الكبير في المنظومة التعليمية بالعالم العربي.