القاهرة 05 يناير 2018 الساعة 01:46 ص
هالة موسى
استضاف بيت الشعر بالأقصر اليوم الأربعاء 3 يناير2017 الكاتب الصحفي الكبير محمد سلماوي في ندوة ثقافية بعنوان " بين الصحافة والأدب" والتي كان من ضمنها حفل توقيع مذكراته " يومًا أو بعض يوم" وقام بتقديم الندوة الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر والذي بدأ الندوة بالتعريف بالكاتب الضيف ومسيرته، فهو الكاتب الصحفي والأديب والسياسي محمد سلماوي، درس اللغة الإنجليزية بكلية الآداب - جامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1966، ثم حصل على دبلوم مسرح شكسبير بجامعة أكسفورد بإنجلترا عام 1969، ثم التحق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وحصل على درجة الماجستير في الاتصال الجماهيري عام 1975.
وكان محمد سلماوي قد عين مدرسًا للغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب - جامعة القاهرة عام 1966، وفي عام 1970 انتقل إلى جريدة الأهرام ليعمل بها محررًا للشئون الخارجية، وفي عام 1988 انتدب وكيلاً لوزارة الثقافة للعلاقات الخارجية. وفي عام 1991 عين مديرًا للتحرير بجريدة «الأهرام ويكلي» الصادرة باللغة الإنجليزية، ثم عين رئيسًا للتحرير بجريدة «الأهرام إبدو» الصادرة بالفرنسية. وإلى جانب ذلك عمل محمد سلماوي كاتبًا بجريدة «الأهرام» اليومية، ورئيسا لمجلس أمناء صحيفة«المصري اليوم»، اليومية المصرية المستقلة، ثم رئيسا لمجلس تحرير الصحيفة، في الثالث من يناير، من العام 2014.
وله من المؤلفات في مجال مسرح: «فوت علينا بكرة ؛ اللى بعده» (1983) - «القاتل خارج السجن» (1985) - «سالومي» (1986) - «اثنين تحت الأرض» (1987) – «الجنزير» (1992) - «رقصة سالومي الأخيرة» (1999). وقد قام محمد سلماوي بتأسيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1988 وكان أول أمين عام للمهرجان.
كما صدرت لمحمد سلماوي المؤلفات القصصية والروائية التالية في مجال القصة: «الرجل الذي عادت إليه ذاكرته» (1983) - «الخرز الملون» (1990)، «باب التوفيق» (1994) - «وفاء إدريس وقصص فلسطينية أخرى» (2000)- «أجنحة الفراشة» (2011)، التي تنبأت باندلاع ثورة 25 يناير المصرية، في العام نفسه، الذي شهد ميلاد عمله الإبداعي.
وقام محمد سلماوي بإجراء العديد من الحوارات مع الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وتم نشر هذه الحوارات وترجمتها إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وقد اختار نجيب محفوظ محمد سلماوي ممثلاً شخصيًا له في احتفالات نوبل في ستوكهولم عام 1988.
وقد حصل محمد سلماوى على العديد من الأوسمة والجوائز منها: جائزة الدولة التقديرية، في الآداب، عام 2012، وسام التاج الملكى البلجيكي من الملك ألبير الثاني، عام 2008 - وسام الاستحقاق من الرئيس الإيطالي كارلو تشامبى، عام 2006 - وسام الفنون والآداب الفرنسي، عام 1995. وحصلت مسرحيته «رقصة سالومي الأخيرة» على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان قرطاج المسرحي عام 1999، وفازت مسرحية «الجنزير» بجائزة أفضل نص مسرحي في افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1996، كما حصلت مسرحيته «سالومي» علي درع مهرجان جرش الدولي بالأردن عام 1989، واختيرت مسرحيته «فوت علينا بكرة» كأفضل عرض مسرحي لعام 1984 في المهرجان الأول للمسرح العربي،
.
وقد تناول الأستاذ الكاتب الصحفي محمد سلماوي في حديثه فترة كتابة الدستور بما أن فترة السبعين عامًا الأخيرة كانت أكثر ثراءً من أي سبعين عام مضت فقد شهدت هذه الفترة نهاية عهد الملكية في مصر و بزوغ شمس ثورة 23 يوليو التي ساهمت في قهر الاستعمار و تحرير الكثير من الشعوب العربية و شعوب آسيا و أفريقيا و دول أمريكا اللاتينية و إنشاء حركة عدم الانحياز و تعميق الاحساس و الاعتزاز بروح القومية العربية و بداية السعي نحو تحقيق أحلام الشعوب أ بتحقيق مثل الوحدة مع سوريا و في داخل مصر بدأت خطوات تحقيق العدالة الاجتماعية بصدور قوانين الإصلاح الزراعي و المشروعات الكبرى في الصناعات الوطنية و مجانية التعليم ثم بناء السد العالي وبعد نكسة يونيه 67 تغيرت الأحوال و رغم الهزيمة فقد برزت روح التحدي و المواجهة حتى تحقق انتصار أكتوبر 1973 ثم بداية مرحلة جديدة تحت حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومرحلة مناقضة للمرحلة التي سبقتها (بدات مرحلة الانفتاح الاقتصادي و التوجه نحو الولايات المتحدة الأمريكية) والتي شهدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ثم انتهت هذه المرحلة باغتيال رئيس الجمهورية لأول مرة في التاريخ المصري، ثم استطرد متحدثًا عن كتابة دستور 2014 والذي كان من المفترض أن يضع مصر في مرحلة جديدة تمامًا، وتحدث أيضًا عن مذكراته الشخصية بوصفها تأريخًا لما عايشه خلال مسيرة حياته لكن من منظوره الشخصي بشكل مباشر أحيانًا وبشكل غير مباشر أحيانًا أخرى، وهذا النوع من التأريخ انتشر في العالم كله في الفترة الأخيرة، فمثلًا كانت هناك الروايات البوليسية مثل روايات الكاتب "كونفلت" والتي لا يعتبرها سلماوي أدبًا جادًا قياسا على ثلاثية القرن وهي الثلاثية العظيمة التي كتبها كونفلت فيما بعد، فعندما تقرأ هذه الثلاثية يتكشف أمامك عالم جديد رغم أنك تعرف الأحداث التاريخية لهذا العالم لكن من منظور ينير ويلقي الضوء على أحداث لا توجد في كتب التاريخ.
ثم أعطى الكاتب محمد سلماوي مثالًا على موضوع بناء الأهرامات التي ظن الكثيرون في فترة من الفترات أنها بُنيت عن طريق السخرة بواسطة العبيد، إلى أن تم اكتشاف مدينة عمال أثرية في الفترة الحديثة، ومن خلالها قرأنا ما قاموا بتدوينه على هذه البيوت بجوار الأهرامات، وعرفنا كيف كانت حياتهم بينما كانوا يشيدون هرم الفرعون أو الإله، وهكذا سقطت نظرية السخرة أو العبيد، ثم استطرد قائلًا :
"إذن هناك تأريخ ليس فقط من المؤرخين"
ثم استدلًّ بأحداث ذكرها في مذكراته عن فترة عمله في جريدة الأهرام أيام الرئيس الراحل السادات وفترة خطابه عن ذهابه للكينيست الإسرائيلي بنفسه، حيث يؤرخ سلماوي لهذه الفترة من خطاب الرئيس والجدل الذي كان قائمًا حينها بين القوى السياسية في السلطة والتي تباينت بين معارض وموافق على نشر الخطاب، ثم تحدث سلماوي عن معاصرته للسيدة أم كلثوم التي كانت حينها بصدد إقامة حفلها الغنائي الكبير في أكبر قاعات باريس دعمًا للمجهود الحربي، ثم يذكر تفاصيل تؤرخ لهذه الفترة متحدثًا عن لقائه بالسيدة أم كلثوم، ثم يتحدث الكاتب عن المجالات التي ساقه قدره على حد قوله أثناء حياته حيث لم يكن مجرد صحفي ثم رئيس تحرير ثم متقاعد فقد كان رجلًا أديبًا أيضًا يكتب القصص القصيرة والروايات والمسرحيات وكانت له مواقفه السياسية والتي اعتقل بسببها فكانت حياته تجاذبًا بين الصحافة والسياسة والأدب.
ثم تحدث عن منجزاته الصحفية حيث أسس جريدتي الأهرام ويكلي الإنجليزية والأهرام إبدوالفرنسية وكان رئيس مجلس تحرير جريدة المصري اليوم ووكيل المجلس الأعلى للصحافة وكان عضو مجلس نقابة الصحفيين، ورئيس اتحاد الكتاب العرب، واستطاع أن يُرجع مقر الاتحاد إلى القاهرة مرة أخرى، ووصل في الخدمة النقابية إلى مرحلة يستطيع أن يكون راضيًا عنها على حد قوله.
ثم تحدث عن حياته حيث عاصر ثورة 52 التي قامت وهو في السابعة من عمره فتربى على مبادئ الثورة وعدم الانحياز والقضية الفلسطينية وحلم الوحدة العربية وكل هذه المبادئ العظيمة.
كما تحدث عن كواليس كتابة مذكراته والتي استغرقت عامًا كامًلا واشتملت مائة وخمسين صورة نشرت لأول مرة كتوثيق لبعض الأحداث التي مر بها بما فيها الفترة التي قضاها أثناء اعتقاله في السجن.
وفي نهاية الليلة بعد أن استمع لمداخلات الجمهور قام الأستاذ سلماوي بتوزيع عدد 30 نسخة من كتاب مذكراته كهدية لجمهور بيت الشعر واعدًا إياهم أن تكون مناقشة الجزء الثاني من مذكراته في بيت الشعر.