القاهرة 02 يناير 2018 الساعة 09:33 ص
بقلم: صلاح صيام
نواصل الحديث عن فارس الاعتراف الدكتور لويس عوض ونقول إن مذكراته التى دونها فى كتابه " أوراق العمر" أحدثت فتحا كبيرا فى الأدب العربى ,
وحملت الكثير من الجهد , وصدرت عن مفكر حر وعالى الهمة يتمتع بالليبرالية الراديكالية ممزوجة بالاشتراكية الفعلية,فهو من كبار المثقفين وكلامه محسوب عليه وهذا شأن كل مثقف له موقف يؤمن به ويدافع عنه بكل شجاعة , أما ما جاء فى الإعترافات بشأن أسرته لا يعيب "عوض" فهو اختار بكل حرية أن يعرى نفسه أمام المجتمع مع الأخذ فى الاعتبار أن المبدع نصف عاقل ونصف مجنون , وهو حين يعرى نفسه يستطيع المتلقى أن يكشف خلفيات كتاباته ويفهم ما وراء السطور , ولعل الروائى محمد شكرى فعل ذلك فى رواية " الخبز الحاف" , ورسم لنا صورة واضحة جلية لما يحدث فى جزء بعيد من المجتمع ربما كان خافيا علينا , ومن حق المجتمع أن يعرف سلبياته فيحاول تفاديها , ويقف على ما وصل إليه حاله عن طريق أدب الاعتراف والسير الذاتية.
و اتسمت اعترافات "عوض" بالجرأة الشديدة والروية الثاقبة تناسبت مع طبيعة شخصيته وموقفه الفكرى والنقدى فهو فى حياته كان شخصا صادقا مع نفسه , والمفكر يقود المجتمع ويرى ما لا يراه الآخرون , وما فعله "عوض" محاولة لتحريك المجتمع وتفكيك الهالة التى أحاط نفسه بها , وروايات الاعتراف لها ظلال من الواقع , فالواقع ملىء بالحوادث التى ربما لا يصدقها عقل , فيوسف القعيد عندما كتب فى الثمانينيات عن رجل يبيع ابنه كان ذا رؤية مستقبلية , لأن هذا حدث بالفعل بعد ذلك ولكن فى وقتها أحدثت صدمة, ومذكرات لويس عوض لأنها كانت أول مرة أثارت كل هذا الجدل , ولكن لو تعود المجتمع على مثل هذا النوع من الأدب لما حدث مشكلة, ولتحرر من عقده التى لا لزوم لها .
والخلاصة أن لويس عوض ألقى حجرا فى الماء الراكد ما زال تأثيره ممتدا حتى بعد 27 عاما من رحيله ولا نعلم متى يتوقف؟