القاهرة 02 يناير 2018 الساعة 09:29 ص
وكان أبى..
مثل كل الذين أتوا من هناك
له وجه يوسف
. وإصرار نوح
له صبر أيوب
وأجنحة كالملاك
. وبعض الأهازيج والأغنيات
وفيض غريب بكل المديح
وكل القراءات
كل الأناشيد
بعض السواك
يعلمنى كيف اصطاد نهرا ..
واغرس حبات لؤلؤ. فى غيمة فى السماء.
يعلمنى كيف تلد الأمهات المدائن
. كيف ترفع أمى غطاء المساء. اذا جاء صيف شديد التسحر.
كان أبى يكره الدائنين
ويكره أن تستحم البنات عرايا
. أبى كان لايعرف السحر ولا يرتضيه
لكنه كان يحتفظ ببعض وريقات شمس المعارف
تعلمت - حين أكون بجانبه
أن أراجع كل الحروف وكل مخارجها
حين أفتى ابى (أن عشق المحبين جرم كبير
) فما العشق إلا له. وله وحده...
تمردت البنت التى كنت اعشقها
وقالت: أبوك الذى فى المدينة يقصدنى فقط
ليت أمى هنا
ليتها تدرك الآن أن الذى كان زوجا لها ملك من ملوك التصوف
مدد من مدد
فى الصباح يراه المريدون عند مصب المياه
وبين الحقول
وفى الليل
يجلس فى حجر إسماعيل
أو سابح فى الطواف
وكان أبى يملك الليل
. ليل طويل وسجادة من حصير
ومسبحة من حقول البنفسج
حين يسبح...
تخرج من بين أصابعه جنة ونهر
وسرب من الطير
مسك.
وبعض الكواكب
وفى ذات عطر
لمست يديه اقبلهما ..
فطوقنى بجناحيه
قبلنى بين عينى
أخرج قنينة من المسك
مررها فوق ظهر يدى
فشممت قصور الجنان
وطار بجسد نحيل إلى أول العشق
لامست دون مقاومة. . كل هذى المقامات والأضرحة
استرحنا قليلا
منتهى الوصل
امى هنا
أنها منذ وقت بعيد تراقبنا
ثم تدعوا لنا
علها تقرأ الفاتحة