القاهرة 19 ديسمبر 2017 الساعة 10:37 ص
أجرى الحوار: أحمد مصطفى الغـر
عملي هو شريان حياتي للإبداع ،و وسيلتي للتواصل مع المبدعين في مصر والوطن العربي !
الرواية الآن تعيش عصرها الذهبي ، لكن القصة القصيرة لها قدرتها على التواجد بقوة ،على الساحة الأدبية !
هو أحد المخلصين للأدب ،وخاصةً القصة القصيرة ،أسس مجلة مبدعون للقصة القصيرة ،وأنشأ مسابقة سنوية باسمه للقصة القصيرة على مستوى الوطن العربي، يمنح بموجبها جوائز مالية وشهادات تقدير للفائزين ،ثم سرعان ما جعلها شقين أحدهما للكبار ،وآخر للنشء ،كي يفتح باباً لاكتشاف كتّاب القصة من صغرهم ،هو عضو اتحاد كتاب مصر، وعضو نادى القصة بالقاهرة، هذا بخلاف العديد من الجمعيات الأدبية ، إنه الكاتب المصري ( صــلاح هــلال ) ، الذي التقته مجلة (مصر المحروسة) ،وكان لنا هذا الحوار:
غنيٌ عن التعريف .. لكن لو أعطينا الفرصة لـ "صلاح هلال" ـ الإنسان ، كي يقدم نفسه للقراء ، فماذا سيقول؟
محب لعلوم المعرفة بأنواعها ،وبخاصة الأدب ،عندما كنت في الصف السادس ا?بتدائي قرأت قصة "خيال المآتة" ،أحببتها ،كنت أقرأها كثيراً ، كتبت قصص صغيرة ،ومازالت موجودة فى أدراجى إلى الان، ثم كتبت رواية على الاَلة الكاتبة، ومازالت عندي بعنوان (حتي لا تضيع الأرحام) ،ثم تعرفت علي صديقي الشاعر "ابوالعينين شرف الدين" في منتصف التسعينيات بالصدفة ،وبعد أن عرفني علي جمعيات أدبية بالقاهرة والاسكندرية ،وفزت بالمركز ا?ول بجمعية المواهب بالقاهرة وجماعة الأدب العربي بالاسكندرية ،وفي آخر التسعينيات تعرفت علي أ. د/ يسري العزب ،كان رئيس مؤتمر الأقاليم المنعقد بالدقهلية وقت ذاك ومعي الأديب ابو العينين شرف الدين، ومازلنا نواصل الإبداع ومع المبدعين فى أوائل الألفية الثالثة ،
تعمل في مجال بعيد بعض الشئ عن الأدب ، لكن هذا لم يمنع موهبتك من الظهور ،ولم يمنع إبداعك من فرض نفسه، برأيك.. هل تجد أن المهنة تحول بين المبدع وبين مواصلة الإبداع بالشكل الذي يرتضيه؟
عملي بشركتى فى البحر يمنعني من التواصل مع المبدعين،أو ممارسة الكتابة، لأنه يأخذ كل وقتي ،ويحتاج مني إبداع أخر فى أرض العمل ،وأنت تعلم ان المؤلفات الأدبية لا تأتي بأموال لتنفق علينا ،بل تحتاج الي أموال للطبع، بينما عملي هو شريان حياتي للإبداع ووسيلتي للتواصل مع المبدعين في مصر ،أو المبدعين في الدول العربية ،فالأديب يعاني كثيراً ولا يتفرغ للإبداع .
أسست مسابقة سنوية للقصة القصيرة تحمل اسمك ، حدثنا عنها قليلاً ؟ ، وإلى أي مدى لمست تجاوب كتّاب القصة من مختلف بلدان الوطن العربي مع مسابقتك؟
فى أواخرالتسعينيات أخدت جوائز متنوعة ،فثقلت مواهبتي وتأثيرها داخلي ،مما شجعتني على الاستمرار في مجال الأدب ،وتحدثت مع الدكتور يسري والأديب ابوالعينين شرف الدين ،فكونا معا المثلث الإبداعي . وتأسست المسابقة ومجلة مبدعون عام2001 وفاز أدباء عظام من مصر في السنوات الأولي ، بالنسبة للوطن العربي بدءاً من الدورة الخامسة الأديبة "مني وفيق" من المغرب ،ومنذ الدورة العاشرة إزداد التنافس بين مصر وادباء العرب
والمسابقة أفرزت تقريبا 170 أديبا مصرياً وعربياً قد فازوا بها ،وتم توثيق الأعمال الفائرة منذ العدد الأول لمجلة مبدعون حتي العدد 28 والأخير.
هذا يدفعني لسؤالك .. هل المبادرات الفردية كفيلة بتحقيق الهدف المرجو من إكتشاف المواهب وإبرازها على الساحة الأدبية، ألا ترى ضرورة مساندة مؤسسات الدولة لتلك المبادرات ؟!
المواهب بأنواعها لابد أن ترعاها مؤسسات الدولة لأنهم هم مستقبل الوطن .علي مؤسسات الدولة أن تقيم مسابقات شهرية في كل الفنون وأن تكون لجان التحكيم من أساتذة الجامعات في كل قصور الثقافة بالمحافظات ،لاكتشاف المواهب ،ومازال الأدباء هم يكتبون للطفولة سواء للمراحل العمرية الأولي ،أو الطفولة المتأخرة ،فنحن نرى جيدا أن الطفل لديه مواهب متتعددة وأخيلة في هذا العمر ،وبالتالي أخذنا جانبا ،وهو الأدب، فمنذ اربع سنوات أنشأنا مسابقة للقصة القصيرة من عمر 11 عاما حتي 18عاما ،هذه المبادرات حركة تنورية ثقافية ،فهي بصيص من نور لاكتشاف المواهب.
تقنيًّا، كيف تحكم بالجودة على قصةٍ ما؟
الرؤي النقدية تختلف من شخص لأخر، القصة الجيدة لدى أي كاتب لديه القدرة في وضع فكرة جديدة في فنيات القصة القصيرة ،ويعطي القارئ مساحات للفكر والتدبر ،فالقارئ يعيش معها ،وتختلف من كاتب لأخر حسب أدواته ،و عوالمه الخاصة ،بمعني الشخصية المحورية تتصاعد مع الحدث ،مع المضمون، سواء تتفاعل مع الزمن الداخلي ،أو الخارجي، وتتماسك لغة السرد مع وحدة الصراع ،والهدف ،والحدث ،والانطباع ،وهذا من أساسيات القص الجيد.
لك مدونة على الشبكة العنكبوتية باسمك، فإلى أي مدى انت مرتبط بالانترنت ،وكيف إستفدت منه ككاتب وقاص؟
أرتبط بالانترنت منذ 2003م ،عندما كتب الكاتب المسرحي الشاعر الدكتور/حسين علي محمد رحمه الله، في مدونته عن المسابقة ،ونشرها وهو قائم بعمله في جامعة الإمام بالسعودية عبر السنوات الأولي ،مما أسعدنا جميعا ،وكان سبب انتشارها علي الشبكة العنكبوتية ،وكذلك الأديب مجدي شلبي له دور كبير في نشرها علي علي الشبكة العنكبوتية عام 2009 ،واستمر مسئولا عنها الكترونياً حتى عام 2014 ،كما انشأ موقع خاص باسمي لاستقبال أعمال المسابقة ،و أنشا لي مدونة مجلة آن الالكترونية ،ومدونة أخري للمسابقة ،واخري لمجلة مبدعون.
كيف تقيم هذا الكم الهائل من السرد الذي تقذف به دور النشر يومياً؟ .. هل أثر إيجابا أم سلبا على المشهد الأدبي؟ ، ألا تراه نوعاً من الترف أدى إلى إستهلاك الساحة و تسطيح الأدب؟
الطبع محدود بعدد من النسخ في دور النشر ،ويهم دور النشر الكسب السريع فقط ،مع ارتفاع سعر الكتاب يحيل بينه وبين القارئ مسافات طويلة، فاصبح الكتاب موجود وفي الحقيقة غير موجود، وبالتالي أثر ذلك سلبيا علي الثقافة بصفة عامة ،وحرمان الجمهور من الثقافة والمعرفة.
لك رواية يتيمة بعنوان" ظلال النهار" ،هل الكتابة الروائية لا تستهويك؟
نعم صدرت لى رواية بعنوان (،ظلال الشمس) . الرواية كتابتها متعة في تشكيلاتها وتعيش معها من حيث المكان والزمان ،لأنها تكوّن صراع بين طبقات
وشخص وشخوص وسيكلوجيات مختلفة، فتجد نفسك تتقمص هذه الشخوص لتصبح منهم ،و تتمني الا تنتهي .
بالرغم من إنتشار قصور الثقافة والمؤسسات الثقافية الأخرى في مختلف محافظات الأقاليم،هناك من يتحدث عن أنها مظلومة أدبياً ! ، برأيك .. هل هذا صحيح ؟!
بالنسبة لإقليم شرق الدلتا الثقافى برئاسة الأستاذ محمد مرعى، ومع نخبة كبيرة تترأس قصور الثقافة ،تقوم بدور فعال من خلال عمل ورش فاعلة فى قصور الثقافة لتنمية المواهب بأنوعها طوال الإسبوع ،ومن خلال نوادى الادب والاشراف عليها ،خاصة قصر ثقافة نعمان عاشور يساعدنا فى العرس الثقافى فى تنظيم المسابقة الأدبية للقصة القصيرة على مستوى الوطن العربى سنوياً.
هناك من يرى أن عالم السرد يعيش عصره الذهبي، فهل أنت مع هذا الرأي؟ ،وهل ما زالت الفنون السردية محتفظة بقدرتها على الإدهاش والتأثير؟
منذ بداية الألفية الثالثة تعالت أصوات النقاد أن الرواية الآن تعيش عصرها الذهبي ،حيث أن عالم السرد من الفنون السردية الممتعة وتشكلاتها المتنوعة لانها تجذبك الي قراءتها بمساحات زمنية طويلة سواء يكون الحكي منذ زمن بعيد أو قريب ،أما فنون القصة القصيرة وخاصة في السنوات الخمس الماضية لها قدرتها في التواجد بقوة علي الساحة الأدبية ،لدي الدليل بأعمال لكبار كتاب من مصر والدول العربية في المشاركات في المسابقة للقصة القصيرة علي مستوي الوطن العربي في كل عام الحد الأدني من كل عام 250 أديباً مصرياً وعربياً.
هل لديك طقس معين تقوم به عند الشروع في الكتابة؟
ليس لدي أية طقوس ،لكن من الممكن أن أكتب علي قصصات أوراق بالية في العمل ،وأحتفظ بها ،وعندما أرجع إلى البيت ،فأقوم بتدوينها.
هل تفكر بالقارئ أثناء كتابتك؟ ، وأي نوع من القراء يشغلك؟
المبدع يكتب ،ويترك للقارئ مسافات ليفكر معه بين السطور إحتراماً لعقله، أما اذا كان يكتب للطفل ..فهو يكتب بوعي ،ويترك له مسافات للتخيل و للعيش معها ليبدع هو الآخر.
أمامك سلة محذوفات، ماذا سترمي بها من سلبيات المجتمع الأدبي والثقافي المحلي؟
من السلبيات أنه ما زالت الهيئة العامة تنفق ملايين علي النشء لمؤلفات الادباء ،والاديب يأخذ 50 نسخة فقط ومكافئة بسيطة ،والباقي في المخازن ،من المفترض أن تتحد قصور الثقافة وتفتح منفذ للبيع بسعر طبع الكتاب ،ليصبح ملكاً للجميع ،وبالتالي تساعد علي نشر الوعي بين الشباب ،فهم أساس التقدم والإزدهار للدولة .
ما هي مشاريعك الأدبية القادمة؟
بعد صدور ثلاث مجموعات قصصية ورواية ظلال الشمس ،و مسرحية بعنوان ( زلزال 90 ) في دور نشر ،وكذلك مجموعة قصص قصيرة جدا بعنوان (سأعيش) ، أتمنى أن تستمر المسابقة ومجلة مبدعون ، وذلك لتنمية ثقافة القارئ العربي ،ولإكتشاف المواهب الأدبية من النشىء وترسيخ ونشر أعمال الكبار من مصر والدول العربية لإثراء الحركة الأدبية العربية.