القاهرة 12 ديسمبر 2017 الساعة 11:44 ص
كتبت : نور سليمان أحمد
السرقة الفكرية أو الأدبية هي إدعاء شخص صراحة أو ضمنيا بكتابة ما كتبه آخر أو النقل مما كتبه آخرون كلياً أو جزئياً بدون اعتراف مناسب؛ أي باختصار إعطاء الانطباع بأنك كتبت ما كتبه غيرك. , ويسمى انتحال علمي و هو نوع من السرقة .
وإذا كانت شبكة الإنترنت ساهمت في نشر السرقة الأدبية واتساع مجالها لتشمل مختلف المجالات الأدبية والفكرية والعلمية، فإنها ساهمت أيضا في كشف اللصوص بالبحث الواسع عن أصل النص على الشبكة، ويتوقع اختفاء السرقات الأدبية في المستقبل بعد ظهور برامج جديدة.
ويطالب أدباء ونقاد بضرورة مراعاة الأمانة العلمية بالإشارة إلى المصدر في الهامش بعد تنصيص النص ذاته، كما طالبوا بالتفريق بين السرقة والدسيسة، وعقد مؤتمر أدبي موسع يناقش أبعاد الظاهرة.
فى حديث أدبى فنى مع صديقى المخرج المسرحى والممثل الكبير / مسعد الطنبارى حول مسرح ( سعدالله ونوس ) أخبرنى بحادثة غريبة على المسرح والمسرحيين وعلى مؤلف بحجم سعدالله ونوس .
فى منتصف التسعينات كان منتدبا لإخراج عمل مسرحى لوزارة الثقافة بأبى ظبى فى دولة الإمارات العربية المتحدة وكان العرض بمناسبة تكريم المؤلف السورى سعد الله ونوس وهذه اللفتة تدعمها (دائما ) دائرة الإعلام هناك مع وزارة الثقافة حرصا منها على تشجيع الأدب والمسرح والفنون بجميع أدواتها وطبيعتها واختلاف أنواعها .. وكان المخرج السالف الذكر قد أعد (توليفة ) مسرحية جمع فيها بعض أعمال الكاتب الراحل سعد الله ونوس اسماها ( سهرة مع سعد الله ونوس ) ازهلت الجميع بما فيهم سعد الله ونوس نفسىه .
وكتبت الجرائد عن العمل وعن براعة المخرج فى دمج ( الفيل يا ملك الزمان مع رحلة حنظلة مع مغامرات رأس المملوك جابر الخ الخ ) إلى هنا والأمر شديد التأثير .. وعندما أراد المخرج أن يظهر سعادته لسعد الله نوس دار بينهم الحوار الذى قلب الموازين رأسا على عقب .
ففى حواره الودى الملئ بالتأثر أظهر له إعجابه بالمسرحية الرائعة ( رحلة حنظلة ) وبمدى دقة سعد الله ونوس فى نقل وترجمة العمل الرائع (السيد موكوينبوت ) لمؤلفه الألمانى الأشهر (بنتر فايس ) وبراعته فى ترجمة أحداثه بدقة مع( حذقة) فى تعريب الموضوع ليصبح مسرحية رائعة اسمها ( رحلة حنظلة من الغفلة لليقظة )
هنا والأمر عاديا بالنسبة للمخرج لم يكن يتوقع كل هذه الثورة والهجوم غير المبرر من المؤلف / سعد الله ونوس .. وهو الذى يعرف النص الأصلى الذى ترجم فما من سعد الله ونوس إلا أن ( ثار وهاج وماج وأرغى وأزبد ) .
واتهم المخرج بالعنصرية وشدة مبالغته فى تمجيد المؤلف المصرى على حساب المؤلفين العرب ومن يكون توفيق الحكيم ونعمان عاشور والفريد فرج ومحمود دياب ونجيب سرور بجانب سعد الله ونوس ؟؟؟ وكتبت الجرائد عن الموضوع وغضب المخرج وغضب المؤلف وانتهت الحدوتة باتهامات متبادلة بينهما .... العبرة فى هذه الحدوته أنه يجب علينا كمبدعين أن نعطى كل ذى حق حقه .
وأن نشير فى اقتباستنا إلى المؤلف الأصلى للعمل وليس عيبا فى الكاتب أو المؤلف أن يذكر فى هوامشه ( اقتباساته ) أقول هذا بعد انتشار ظاهرة السرقات الأدبية .. وبعد أن طالعتنا الصحف بخبر الحكم بغرامة مالية كبيرة على شاعرشهير واتهامه
بالسطو على ديوان ( واو ) للشاعر الصديق / عبد الستار سليم
الإبداع وليد المبدع ابنه فلذة كبده وأن تسرق عملا أدبيا فأنت غير أمين على عقلى الذى تسرقه منى لاستمع إليك ...
.............................................................................................