القاهرة 28 نوفمبر 2017 الساعة 11:42 ص
كتبت: إنجي عبد المنعم
أقيم معرض بيروت القاهرة جسور تواصل فى الفترة من 12نوفمبر وحتى 18نوفمبر، وضم المعرض أعمالاً لفنانين مصريين وعرب من بينهم الفنان أحمد الجنايني (مصر) ضيف الشرف، وثلاث فنانات لبنانيات، الفنانة غنوى رضوان، والفنانة سهام أبو عياش، والفنانة لمياء غرز الدين، وفناناتان مصريات، الفنانة بسنت كردي، والفنانة نهاد الشمبكي.
ويعتبر أتيليه القاهرة منبرًا من منابر الثقافة في مصر، وليس بالجديد عليه، فهو مقرًا للعديد من الملتقيات والأنشطة الثقافية بجميع أنواعها، شعرًا وأدبًا وفنًا تشكيليًا، فدائمًا وأبدًا يساعد على النهوض بالثقافة ونشر ووعي المجتمع بالثقافات والفنون المختلفة، فهو أرضًا للفنانين العرب والأجانب بجانب المصريين.
وفي جولة لـ <<مجلة مصر المحروسة>> في المعرض الذي ألتقينا بالفنان حمدي أبو المعاطي، نقيب الفنانين التشكيلين، أكد أن هذا التواصل الجيد بين الفنانين العرب له بصمة قوية للتعرف على الفن في هذه الدول، وأنه لابد من تبادل الخبرات والثقافات، ونشر الثقافة في المجتمع، وأضاف أن مصر حاضنة لكل الثقافات.
وأعرب أبو المعاطي عن إعجابه لما يقدمه أتيليه القاهرة منذ القِدم لاحتضانه فعاليات مختلفًة كثيرًة، وبالأخص الفنانين المحترفين، كما أشاد بتنوع أسلوب كل فنان على حدة، واستقلال شخصيتهم في أعمالهم المعروضة.
ومن جانبه أوضح الفنان أحمد الجنايني، رئيس أتيليه القاهرة، أن فكرة المعرض أتت لتحدث تفاعل وحالة من الثقافة بين الفنانات المصريات واللبنانيات، ونوه عن إعجابه بأسلوب كل فنانة في تناول أفكارهن وأسلوبهن وتناول التقنيات المختلفة.
ومن ثم أعرب الجنايني على توضيح ما قدمته الفنانات كُلٍ على حِدة في كلمات بسيطة... وقال إن الفنانة غنوة رضوان قدمت تجربتها بأسلوب تجريدي، والتمست الشفافية والروحانية في الألوان الباردة التي تشم رائحة الموف، كي تنقلنا إلى عالم من الروحانيات والحب، ويشكلوا معًا موسيقى لونية هادئة حالمة.
والفنانة سهام أبو عياش اهتمت برصد الطبيعة البنانية، وتناولت اللون الأخضر نسبة لجبال لبنان، والطبيعة الجبلية التي تتميز بها لبنان، وتكسو الجبال مساحات كبيرة من الصنوبر وغيره، أهتمت بالتلخيص اللوني المعبر والتجريد في تناول العناصر.
وقدمت الفنانة لمياء غرز الدين، تجربتين مختلفتين الأولى الرسم على المطبوع، من خلال المزج بين التصوير والجرافيك، والتجربة الثانية هي التلخيص في Figures أي رسم بمفهومه الأكاديمي.
وامتازت ألوانها بالجرأة ومحاولة للاقتراب من التأثيرية، بحسابات دقيقة وتلخيص يقترب إلى التعبيرية.
وأتت الفنانة بسنت كردي بتجربة أقرب مما قدمه جاكسون بلوك الأمريكي في تجاربه اللونية المعتمدة على مزج الألوان عن طريق الصدفة لتفاعل الألوان مع بعضها البعض بطبقات مختلفة، لتحدث نوعًا من الإحساس التأثيري، وليس تابعًة للمدرسة التأثيرية قدر ما اشتغلت على انفعالها الخاص، وطبيعة تفاعلها بشكل مباشر مع كتل الألوان على المسطح، فنسجت التوال عبر كتل الألوان الموضوعة أحيانًا بشكل عشوائي وأحيانًا بشكل قصدي، لتحدث حالة من التوازن بين الساخن والبارد حتى استطاعت أن تظبط إيقاع الموسيقى الذي اعتمدت عليه فيما قدمته من تجربة.
ومن جانبهم الفنانة نهاد الشمبكي التي تقدمت بتجربتها الأولى، بعد دراسة للفن الحر، واستمرارية في تناول الألوان، فقد حضرت لها معرضًا منذ عام في بيت الشاعر وكانت تجربتها أقرب للتصوير الفوتوغرافي، أما في هذه التجربة قدمت أسلوبًا جديدًا مائل إلى التأثيرية، واستطاعت أن تدشن لنفسها أسلوبًا وطريقًا خاصًا.
وأضاف الجنايني أنه في مُجمل ما قُدم من تجارب مجتهدة، لكنها تحتاج بالقطع إلى مزيد من الجهد والتجارب والمعاناة.
وصرح الجنايني بعمل أسبوع ثقافي تونسي مصري في أتيليه القاهرة، باستقبال مجموعة من الفنانين التونسيين، شعراء وموسيقيين وأدباء وفنانين تشكيليين ، ويهدف إلى نقل تاريخ الثقافة التونسية لنا كمصريين.
• بيروت بعيون فنانيها بأتيليه القاهرة
الفنانة لمياء غرز الدين أحدى المشاركات فى المعرض فنانة تشكيلية لبنانية، عرضت خمس لوحات متوسطة الحجم، لوحتان تصوير بخامة الأكريليك، وثلاث لوحات طباعة سلك سكرين مع رسم بالأكريليك
تقول الفنانة عن لوحاتها: تناولت المرأة بأسلوب تعبيري تجريدي، في جميع لوحاتي بإحساسها وجميع حالاتها، شاركت في ثلاثة معارض في لبنان، والعديد من المعارض الجماعية منذ 2001، بكندا والسعودية، وشاركت في سمبوزيم رسم باليونان ومصر ولبنان.
وقالت غرز الدين، إنها لم تتبع أسلوبا محددا في الفن، بل تبحث عن التجديد والاختلاف الذاتي ما بين معرض والآخر، وظهر ذلك في تناول الخامات من سلك سكرين إلى أكريليك.
وأكدت على تأثرها بالفنان <<وجيه نحلة>> لما تركه من بصمة في فنها وأسلوبها، كما أن لبنان بجبالها وطبيعتها المنفردة لها طابع كبير في لوحاتي.
ومن جانبها قالت نهاد طلعت الشمبكي، وهي فنانة تشكيلية مصرية موهوبة منذ الصغر، تخرجت من كلية البنات قسم علم نفس جامعة عين شمس، شاركت في العديد من المعارض الجماعية بجدة، وأول معرض مشترك لها بمصر "ألوان من الحياة" بساقية الصاوي 2015، الذي افتتحه جمال الشاعر، وأقامت معرضًا خاصًا " قصة الأمس" عام 2016م، وأوضحت عدم انتماءها لمدرسة محددة، فكل فكرة تفرض أسلوبها وخامتها، وأعربت أنه في المجمل كل المشاهدين لأعمالها يشاهدونها تأثيرية، وأوضحت أن تأثرها يرجع للفنان المعاصر فلاديمير، وفان جوخ، ومونيه، ومانيه، ودوجان.
• الشمبكي .. أنا بنت الطبيعة
وعن أعمالها أشارت الشمبكي، تأثرها بالطبيعة بكل ما هو فطري، ويظهر في لوحاتي روح الانطلاق والحرية، وأكدت على الطبيعة هروبا لما يفعله البشر في الطبيعة، وأضافت أن لوحاتها تخاطب جمهور الشارع قبل أن تعجب النقاد.
وقد ظهر سحر لبنان في أعمال الفنانة سهام أبو عياش، وفي حوارها لـ مصر المحروسة، قالت مارست الرسم منذ 12 عاما، وشاركت في العديد من المعارض الجماعية بلبنان وباريس وروما، وعلى حد قولها يعتبر معرض <<بيروت .. القاهرة>> جسور تواصل هو المعرض الثاني لها بمصر، وعن الثماني أعمال التي عرضتهم، تقول إنها لجأت للتعبيرية، فأمثل طبيعة لبنان في لوحاتي، وغلب على تجربتي الألوان الزاهية الفاتحة كالأبيض والأزرق والزهري والأصفر.
وأضافت الفنانة التشكيلية غنوة رضوان، وهي لبنانية الأصل وتعيش بكندا، منذ عام 1977 وأنا أمارس الرسم منذ طفولتي، كما تفرغت له منذ عام 2010م، وشاركت فيما يقرب من خمسين معرضًا جماعيًا، بلبنان ومصر ودبي والهند وفرنسا واليونان وقطر وكندا والسعودية، ومعرضًا شخصيًا عام 2016م، وأكثر من 30 سمبوزيوم، وأشارت إلى طول رحلتها مع الفن، فابتدأت من الكلاسكية وتنقلت لمدارس مختلفة، وتناولت التجريدية منذ خمس سنوات.
وأعربت عن أن تجربتها في المعرض تمثل لبنان، وفكرة لوحاتي أتت نتاج لعدة مشاهد وثقافات متعددة، فزرت معظم متاحف باريس، وتأثرت بالفن الأوربي والأمريكي والكندي، كما أني منظمة لمعارض ومهرجانات فنية بلبنان سنويًا، يضم ما يقارب من 70فنانًا تشكيليًا، تحت رعاية وزارة الثقافة وبلدية علين.
وتحدثت رضوان عن ما يميز هذه التجربة نزولها مصر، والتعرف على الفنانين المصريين ولتجاربهم الفنية.
• غنوة رضون : الفنان التشكيلي فنان صامت يعمل بدون ضجة.
ودعت رضوان للاهتمام بالفن التشكيلي فى أن يأخذ حقه مثل باقي الفنون كالموسيقى والغناء والرقص و الثمثيل ، وتسليط الضوء أكثر على الفنان التشكيلي لما يبذله من جهد لإخراج عمل فني راقي.