القاهرة 28 نوفمبر 2017 الساعة 10:47 ص
فردوس عبد الحميد : عظماء الفن بدؤوا بمسرح المدرسة .
مسرح مدرسة صلاح سالم بحلوان أقدم المسارح المدرسية وبفعل الروتين تسكنه الأشباح رغم جمع التبرعات لإعادته.
مسرح المدرسة قادر على تهذيب أجيال وإبعادها عن طرق الضلال والتطرف.
كتبت: عبير عبد العظيم
طالب العديد من الفنانين والمسرحيين والمبدعين والقائمين على الفن فى مصر بإعادة المسرح المدرسى لكافة مدارس الجمهورية ، وإحياء نشاطه من جديد لأنه كان السبب وراء اكتشاف مواهب كثيرة على مدى العصور الماضية.
وسلط الفنانون الضوء على أهمية المسرح المدرسى وذلك خلال ندوة الفن والمجتمع التى عقدت على هامش منتدى الشباب العالمى الذى عقد مؤخر بمدينة شرم الشيخ ، وأكد أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية على أن المسرح فى المدارس الثانوية والإعدادية كان قادرا على اكتشاف جيل كبير من العملاقة عملوا بالفن وتبوءا مكانه كبيرة فى الستينات والسبعينات مثل شكرى سرحان ومحمود المليجى ومحمود مرسى ونور الشريف ومحمد صبحى وغيرهم ،
وأضاف أن أصحاب المواهب فرضت نجوميتها وبشدة على الساحة الفنية خلال السنوات الماضية ، أما اليوم فقد اختفى المسرح المدرسى من الوجود وإن وجد لا يفعل ولا تفعل معه مسابقات دورى المسارح المدرسية التى كانت أشبه بحلقة صراع الكل فيها يعمل وبجد من أجل الحصول على الجائزة الأولى وكان يسعى عظماء الفن لحضور نهائى هذه المسرحيات.
الواقع اليوم يؤكد اختفاء المسرح المدرسى من الساحة الفنية على الرغم من كونه البذرة الأولى لاكتشاف الموهبة وإعدادها بالطريقة الصحيحة وتأهيلها لتكون نواة فنان أو فنانة دارسة وصاحبة موهبة.
كان مسرح المدرسة وسيظل السبب فى ظهور العديد من المواهب الفنية التى سطعت فيما بعد على المسرح المصرى ، وأى فنان فى مصر يقول دائما وبكل فخر، إنه فى بدايته قدم عددًا من الأعمال المسرحية ما زالت رائدة فى الفن حتى اليوم.
تقول الفنانة فردوس عبد الحميد : تجد العديد من الفنانين المصريين يتذكرون و بكل فخر الأيام الأولى لهم بمسرح المدرسة، وكيف أنها خطوة أولى وجادة لاكتشاف الموهبة وثقلها والاشتغال عليها حتى تكتسب المزيد من الخبرات، لهذا نطالب وبشدة عودة الحياة لهذا المسرح ، لأنه الخطوة الأولى لاكتشاف المزيد من المواهب الفنية فى مصر.
وأضافت اتذكر حكايات وقصص عظماء الفنانيين عن مسرح المدرسة ومنهم العظيم شكرى سرحان وكيف أنه شاهد أخوه يمثل إحدى المسرحيات على مسرح المدرسة الثانوية فى الأربعينات من القرن الماضى فقرر الاشتراك فى المسرح المدرسي الذي كان له شأن كبير في الحركة المسرحية وفي نشاط وزارة المعارف فى ذلك الوقت ،وكانت الوزارة تشجع على الفن الراقي وتشرف على إقامة مسابقة في نهاية العام الدراسي كل سنة بين تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات وكان الكل يتنافسون للفوز بكأس الوزراء في التمثيل ، وغيره كثيرين
والمسرح المدرسى يفرز الممثل والسيناريست والمخرج والفنييين إنه طاقة لابد من استغلالها وحان وقتها ودورها لتعود وبشدة فى إثراء الحركة المسرحية فى مصر.
وترى موجه التربية النفسية بوزارة التربية والتعليم عزه سليمان أن : المسرح المدرسي يساهم في إكساب الطلاب مهارات العمل في مجموعات والتعبير عن مواهبهم عبر التمثيل ، كما يعودهم على القراءة الصحيحة،والإلقاء خاصة وأنهم يتقمصون أدوارا معينة تتطلب منهم قراءة النص الخاص بالدور وفهمه ومراجعته
ويعتبر من أهم أسباب غياب المسرح المدرسي هو عدم إيمان المسؤولين عن الأنشطة الطلابية بدور المسرح الفاعل في إنشاء جيل مبدع من الأدباء والفنانين، على الرغم من أن ميزانية مسارح المدرسة تقوم بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمجتمع المدنى ولا تحمل الدولة أى أعباء ، كما أن وزير التربية التعليم صرح فى أكثر من مرة بأن هناك 140 مسرحا مدرسيا جارى إعادة تجهيزهم وإطلاق العمل بهم مع مطلع العام الدراسى الجارى إضافة إلى 50 مسرحا يعملون بشكل كامل و20 مسرحا جاهزين للافتتاح ، والعدد طبعا قليل مقارنا بعدد المدارس على مستوى الجمهورية .
ويعلق محمود عسكر أستاذ التاريخ بمدرسة المعادى الثانوية وأحد المهتمين بالمسرح المدرسى قائلا: المسرح المدرسي هو أحد طرق التعليم التفاعلية المهمة جدا كالرسم والابتكارات العلمية والتعليم الإلكتروني التفاعلي . فبرغم أن المسرح المدرسي يعتبر من أقدم طرق التدريس الناجحة ، لكنه يتعرض للتهميش حاليا بسبب عدم اقتناع البعض بأهميته فى العملية التعليمية.
كما أن المسرح المدرسي تأثر بشكل كبير بالمشهد المسرحي ككل فى مصر كمسرح الكبار ،المسرح الجامعي بعدما كان نشاط المسرح الجامعي في فترة من الفترات مساهم بشكل كبير في نشاط المسرح المدرسي ، بحكم أن مخرجاته هي من أدارت دفة المسرح المدرسي. ومع ذلك يرى أن عدم استقرار مسرح الكبار والمسرح الجامعي حاليا يعتبر مؤثرا جدا في عطاء المسرح المدرسي ، بحكم أن المسرح نشاط اجتماعي أيضا ويرتبط كل من يعمل به بعلاقات اجتماعية تتأثر ببعضها البعض.
ويضيف أن أهم مشكلات المسرح المدرسي عدم وجود القناعة الحقيقة لدى الجهات و المسؤولين عن اتخاذ القرار بأهمية المسرح المدرسي ، وأيضاً عدم وجود كوادر مؤهلة لتطبيق المسرح المدرسي في التدريس.
وفى جولة بعدة مدارس حكومية وخاصة باحثين عن حجرة المسرح وفريق التثميل بالمدارس لم نجد إلا فى بعض المدارس التى تحتفظ بها كنوع من الديكور فقط وفريق المسرح لا يوجد، حتى فرق إلقاء الشعر لا تجتمع حتى فى المناسبات، بل يكفى أن نعلم أن مسرح مدرسة صلاح سالم الثانوية بنيين بحلوان والذى يعد أقدم مسرح مدرسى أنشاؤه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر يعتبر خرابة ايل للسقوط ورغم قيام المدرسين بمشاركة رجال أعمال فى جمع تبرعات لترميمه وتسليمها للمحافظة والإدارات الهندسية إلا أنه لم يرمم وايل للسقوط ولا يسمح للطلبة بدخوله خوفا على حياتهم..!!؟