القاهرة 28 نوفمبر 2017 الساعة 10:18 ص
ربما أنا دون غيري نجحت في اصطيادي ، لما تركت كل من بالقاعة الكبيرة المزينة ، بألوان مبهجة وأضواء مميزة ، وتقف في هذه اللحظة بالذات علي وجهي ، وهل هو حملها الآن؟
حتي تترك الكراسي المكسوة بالستان الأبيض ، والطاولات الكبيرة المربعة مفروشة بمفارش ذهبية اللون ، فيبدو التطريز المشغول عليها جميلا واضحا من فوق قرص الزجاج السميك ،أليس كل هذا كاف؟
تسلل إلي وجهي حرارتها رغم تعدد الألوان إلا أن الصهد الذي شعرت به يشوي وجهي كان مصدره واحد وبنفس الدرجة في القوة.
انزويت في إحدى الأركان من القاعة ، ولكنها ازدادت اتساعا حتي غمرتني كلي بلونها الأصفر .
كان لثبوتها في منتصف سقف القاعة ميزة تمكنها من الدوران بكامل حريتها ، وفي كل الاتجاهات فتلامس السماعات الضخمة الموجودة علي جانبي "الكوشة" المزدانة بالورود ، وتارة أخري تلمس شازلونج الجلوس ، ومع انبعاث صوت الموسيقى، تعاود رحلتها فتتقلب وتتعدد ، وهي تظهر الحضور ، بوجوه وأجسام مختلفة وسط الظلام الدامس ، فيبدون كأنهم وحوش مخيفة ، لهم نفس أصوات البشر يزداد الجو حرارة .
تراءي لي وجه طفلة أفلتت يدها من يد فتاة ، كدت أن أتعرف علي ملامحها ، وهي تجري ناحيتي فتتبعتها بقعة الضوء، حتي تجلي وجهها لي بلونه الأحمر ، خلت نفسي مت ودخلت (جهنم والعياذ بالله) ولماذا أدخل جهنم!!
الحب ليس حراما؟!
وإلا لماذا خلق الله لنا القلوب؟
لكن السرقة حرام.
جنيهات بسيطة لن تؤثر أبدا ، في ثراء صاحب المعرض ، عندما أوفرها من ثمن شراء المقابض ، القليل مثل الكثير ، كله سرقة ، حتي نظراتك لابنته سرقة ، أنت لص .
وقفت أمامي وهي تبتسم وتشاور ناحية وجهي ، ثم هربت بينما الفتاة التي بينت لي بعض الأضواء لون فستانها الزهري ، مازالت تتفحصني وهي تبتسم ، حتي تغير لون وجهها هي الأخرى إلي اللون الأزرق الصافي.
انطفأت الأضواء كلها إلا تلك الكرة الأم ، التي راحت تنثر ألوانها علي كل شيء ، لم أكن أنتوي الحضور ، للمرة الثانية تكذب ، إلا من أجلها ، ليس شرطا أن أجامل صاحب المعرض ، الذي أعمل عنده ، وهل سيتقبل عذري؟
مد لي بالقبضية أمس وهو يبتسم عقبالك؟
كان يكفي أن أقول له مبروك لابنك ، الذي أكبره بعامين
هل سيشعر بعدم حضوري؟
كل شيء حولي سكت حتي الكرة المتحركة ، وعم الضوء الأبيض القاعة المزدحمة ، فعاد لكل شيء صورته الأولي ، تحسست جيبي باحثا عن منديل ، فاصطدمت يدي ببعض العملات الفضية ، مع بدأ مراسم الزفاف ، بينما طفلة جميلة ترتدي فستانا زهري تهديني وردة بيضاء ، وأنا أستعد للانصراف وصوت الموسيقى يصدح من جديد مع دوران الكرة مرة أخري..