القاهرة 21 نوفمبر 2017 الساعة 10:27 ص
كتب: محمد علي
المصور/الرسام محمد موسي ناجي، مواليد السابع والعشرين عام 1988 بالإسكندرية، حصل على ليسانس الحقوق من جامعة السوربون بفرنسا بعد أن أتم دراسته بمدرسة الإسكندرية ومن ثم سافر إلى إيطاليا لدراسة الفن، ومن بعد ذلك عمل لفترة قصيرة بالسياسة قبل أن يترأس إدارة كلية الفنون الجميلة -مدرسة الفنون الجميلة العليا- حينذاك، ومن بعدها مديرا لمتحف الفن الحديث، ثم مدير أكاديمية الفنون بروما. أنتج ناجي خلال حياته الفنية أعمالا جعلته من
رواد حركة الفن التشكيلي بمصر واهم المصورين وسط أبناء جيله.
عدا ناجي أول مصور مصري في تاريخ مصر الحديث، لكنه في سنوات قليلة قطع الكثير من المراحل المختلفة في الفن متنقلا من: الكلاسيكية، الرومانتيكية، التأثرية وما بعدها. غير غافلا التراث الشعبي وتتبع النظريات الفنية الحديثة حريصا على تطبيق قواعد الفن في أعماله، جاعلا إياها تنصب في قالب معماري ومضمون غنائي، وهذا الذي جعل منه رساما متمتعا بموهبة صادقة انعكست علي جوهر أعماله وليس مجرد صانع للصور.
في البداية أقتصر ناجي بأن يتابع أعمال الأحياء بالمعارض والمتاحف، فانعكست النزعة الكلاسيكية على أعمال هذه الفترة التي كان يستوحها من زيارته تلك، فيما يتعلق بالثورة اللونية، وتوظيف القالب المعماري للوحة في مضمون غنائي مشكلا نسيج بارع، حتى اختتم تلك المرحلة بلوحة "حلم يعقوب" التي تعد بمثابة الظهور الأول للنزعة الرومانتيكية لناجي.
بداية من "حلم يعقوب" إلى "نهضة مصر" ثم "الصيد في جبال لور ماران" وأعمال أخري، التزاما بقواعد التصميم في فن التصوير وبنفس القالب والمضمون الذي قد أعتاد عليهم، نضجت رؤية ناجي الرومانتيكية، ووضحت أكثر بأعمال تضمن محتواها صور مختلفة لطيور وحيوانات أخري يألفها الإنسان، نسج خيوطها وألوانها مكونا منها صورة تحمل من السمات ما يجعلها أقرب إلى الأسطورة كتصوير القط في لوحة "القرية"، والديك الرومي في لوحة "الطحانة". وتتجلي هذه النزعة في الرسومات الصغيرة والتي صورت شتي أنواع العيون بين الحالمة واليائسة، الثقيلة الأجفان والمتيقظة، الطموحة الباسمة والمثقلة بالهموم. وأيضا في الأضواء والظلال التي كان يلقيها على شخصيات لوحات هذه الفترة.
وفي مرحلة ما من فن ناجي أقبل فيها على تصوير مظاهر الوجود والطبيعة، كتعبير عن كونه راضيا بالحياة التي تدب حوله وبالحركة والواقع. معاصرا تلك الفترة المتقلبة من فترات الفن. فينتج لوحة "منظر في نورماندي" ذات الألوان الشفافة صابغا عمل له النزعة التأثرية ومن ثم يظهر فيما بعد الظلال الثقيلة والألوان القاتمة متحولا من خلالهم إلى مرحلة ما بعد التأثرية.
وقد أهتم ناجي لفترات بالدفاع عن التراث الشعبي والفنون الشعبية باعتبارهم أبلغ تعبير عن قوي الإبداع، على حد قوله. وانعكس ذلك على بعض أعماله،
مثل لوحة "جني القطن" "الصيد بالشباك" "بنات أمينوفيس الرابع" "عازف الأرغول" يمزج التراث بالطبيعة الضارية والألوان الشفافة والحارة بالملابس الأسطورية.
وفي مطلع أبريل من عام 1956 كان ناجي جالسا في مرسمه الخاص بالهرم، وكان هذا الوقت هو ميعاد رحيل ناجي عن عالمنا وهو في عمر الثامن والستين.