القاهرة 14 نوفمبر 2017 الساعة 12:30 ص
. كتب / محمد زين العابدين
فى أجواء من المشاعر الدافئة والحب للشاعر الكبير فريد أبو سعدة واحتفاءاً بتجربته الشعرية الممتدة والبالغة الثراء واحتفالاً بصدور أحدث دواوينه"أطيرُعالياً"،أقام المجلس الأعلى للثقافة وفى تقليد يحدث لأول مرة ندوة وحفل توقيع لديوان أبو سعدة الصادر عن المجلس،وذلك بحضور أمين عام المجلس د.حاتم ربيع ورئيس الشعب واللجان الثقافية بالمجلس الكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف وجمع من كبار الأدباء والمثقفين من أبرزهم الأساتذة إبراهيم عبد المجيد وسعيد الكفراوى وفوزى عيسى وأدار الندوة المصاحبة لحفل التوقيع الشاعر عادل جلال وتخللتها قراءات من الديوان تناوب إلقائها مع أبو سعدة كلاً من الشاعر عادل جلال والأديب الكبير وحيد الطويلة،وفى بداية هذه الأمسية الجميلة تحدث أمين عام المجلس د.حاتم ربيع فأشار إلى أن البدء فى إقامة حفلات لتوقيع الأعمال الصادرة عن المجلس يهدف لإيجاد نوع من التواصل بين المبدع والجمهور وأكد أن المجلس سوف يقوم بتوزيع الكتاب موضوع المناقشة فى الحفل مجاناً على المشاركين فيها لتتم مناقشته بشكل فعال. شاعرٌ فريدٌ فى أناقة شعره وخفة ظله: فى تقديمه لفريد أبو سعدة قال الشاعر عادل جلال"إنه بحق فريد في رسم البهجة والمرح على كل المحيطين به ويمتاز بأناقة شعره حتى وهو يتناول أجرأ الموضوعات والتى يتناولها بخفة ظل وهو شاعر دائم الإبتسام وعاشق للحياة والناس والبهجة التى لا يكف عن إشاعتها فى شعره وبين أصدقائه حتى أنه يكون قادماً من المحلة ويستمر فى سهرته معنا على المقهى بوسط البلد حتى الصباح ونشفق عليه من التعب خاصة أنه سيغادر عائداً للمحلة لكنه يشجعنا على السهر وهو جميل فى تشجيعه لأصدقائه من شباب الشعراء فلا يتعالى عليهم بشكل بطريركى بل يفتح صدره للجميع ويتبسط معهم وكثيراً ما يتصل بشاعر شاب أعجبه شعره ليثنى عليه". حرص على إثارة الدهشة والقرب من المتلقى: تحدث أبو سعدة عن ديوانه وتجربته الشعرية فأشار إلى أن الديوان يضم قصائد قديمة كان قد كتبها فى السبعينات ولم تنشر من قبل لأن الناقد الكبير د.عبد القادر القط عندما كان مسئولاً عن النشر رأى أنها وقتها تخترق التابو السياسى بشكل كبير وأضاف"صحيح ما قيل عن سعيى لإشاعة البهجة فى شعرى ولكنى أيضاً حريص على إثارة الدهشة سواء فى هذا الديوان أو فى غيره أو فى الدواوين القادمة.كنت أعتقد أن العالم كله مبنى بشعرية بالقوة وأنا أستدرجها وأنا أراها كشاعر وليس كعابر فقد الدهشة وأنا أسعى لتوليد الدهشة من المألوف كى أوظفها لرؤيتى الكبرى للكون،وأنا لم أعد مشغولاً بفصاحة الكلمات لأن هناك العديد من المصطلحات الدارجة فرضت نفسها وأصبحت متداولة وأنا أريد أن أكون متماساً مع ما يقرؤه الناس الآن دون أن أرتكب أخطاءاً كبيرة فى اللغة لأن اللغة تنمو و لم تعد المعاجم ولا المجامع اللغوية تلاحق نموها"وأكد أبو سعدة أنه يسعى دائماً لاستخدام لغة قريبة من كل الناس وأن تصل دلالات شعره الظاهرة لهم أما دلالاتها الباطنة فتصل للخاصة فقط منهم ممن يعرفون كيف يصلون لأعماقها وأشار إلى أنه استفاد فى ذلك من خبرته الصوفية. *شهادات عن فريد أبو سعدة: تلا ذلك شهادات عن الشاعر الكبير قدمها عدد من الأدباء حيث أشار الأديب الكبير سعيد الكفراوى إلى أن فريد أبو سعدة يمثل صوتاً فى الشعر العربى له فرادته وأضاف"هو رفيق درب ورحلة طويلة بدأناها معاً منذ عام 1964 وظللنا نكدح معاً ليس لنا إلا إجادة ما نكتبه وأنفقنا عمرنا فى سبيل الكتابة وكوننا جماعة بقصر ثقافة المحلة كان من أبرز أعضائها نصر حامد أبو زيد الذى كان يعمل ببوليس النجدة وقتها وجابر عصفور الذى كان تلميذاً ثم انضم لنا فريد أبو سعدة وجار النبى الحلو ومحمد الحلو وكنا نستمع لكتاباتنا ونختلف فى آرائنا وخياراتنا وقناعاتنا وكان أبرز المواهب المنطلقة من الشعر والعائدة له فريد أبو سعدة فقد منَّ الله عليه بموهبة شعرية أشاد بها الشاعر الكبير الراحل أمل دنقل والذى قال عنه وهو ما زال طالباً فى ثانية جامعة بأنه يمكن أن يكون أعظم شاعر فى مصر وأعتقد أنه بموهبته الفطرية كان عند حسن ظن أمل دنقل،فانطوت تجربته على سؤال المصير الإنسانى وكتب القصيدة التفعيلية والنثرية وكان أفقاً مفتوحاً على كل جديد وعانق الصوفية وكتب التاريخ فى الشعر وهو دائماً يذكرنى بأنه الشاعر الذى نزل إلى أعماق الجحيم وعندما عاد منه حوله إلى غناء"،فيما تحدث كاتب هذه السطور عن فريد أبو سعدة فقال أن أهم ما فتنه فى شخصيته عندما قابله لأول مرة لإجراء حوار معه بمكتبه بدار المعارف وكان أحد رساميها ومصمميها البارعين هو قدرته الرائعة على توظيف خبرته التشكيلية فى رسم لوحات شعرية عبقرية فى اهتمامها بالتفاصيل الصغيرة وإبراز الجوانب الجمالية الخفية وهذه المشهدية التى يمتزج فيها التشكيل بإيقاع هامس دافىء ثم التقاطه للمفردات التراثية وإعادة صياغتها فى صور مدهشة الجمال والتفرد ومن أهم ما يدعو للإعجاب فى تجربته عدم تحيزه بشكل أيديولوجى جامد لشكل معين من الكتابة مما يؤكد أن الشعر هو الشعر الحقيقى أياً كانت طريقة كتابته وأن الجمال له أشكال ومذاقات متنوعة.
|