القاهرة 14 نوفمبر 2017 الساعة 09:42 ص
نور سليمان أحمد
أن أرى أفيش الفيلم معروضا أمامى فى دار سينما فى وسط البلد ... أو فى مهرجان سينمائى دولى أو محلى ... أن تتهافت علينا كاميرات وأقلام الصحفيين لتخطف منى حديثا أو تلتقط لى صورا ... أن تعقد ندوة تضج القاعة بالتصفيق عند صعودى إلى المنصة الرئيسية ... أن أوقع أوتوجرافات للمعجبين واستقل السيارة عائدة إلى بيتى لأنام وأحلم بما حدث هذه الليلة تلك هى ( حلم ليلة عرض ).
السينما المستقلة هى الحلم الكبير لعقول شابة جديدة تمشى حثيثا باتجاه خلق عالم سينمائى مستقل لا تحده محاذير ولا توجهه أيدلوجيات ... عالم خلق فى خيالهن وخيالهم فقط ... سرعان ما تمخض لينتج لنا سينما مستقلة نظيفة خالية من كل عيوب صناعة السينما التجارية
فلا ألوان صناعية تعطى بريقا مؤقتا تزيله ماكينات العرض أو طعما مائعا لا تستسيغه أغلب الأسر المصرية بل تخشاه
فما السينما المستقلة ؟؟؟
السينما المستقلةهي تسمية أو تعريف للأفلام السينمائية التي يتم إنتاجها خارج منظومة الاستوديوهات وشركات الإنتاج والتوزيع الكبرى التي تتحكم في هذه الصناعة
.تميزت السينما المستقلة في البداية بخروجها عن الخط التجاري الاستهلاكي كما تميزت بتقديمها محتوى إبداعي أكثر حرية ورقياً، وغالباً ما تكون معبرة بقوة عن آراء المخرجين الذين يتحركون ويعملون بقرارهم كسينمائيين أصحاب أفكار ورؤى ومواقف إنسانية محددة وقضايا مجتمعية، يحاولون جاهدين المساهمة في طرح حلول لها. هذا التميز قد يخالف القوالب التجارية التقليدية وضرورات تحقيق الأرباح السريعة والمضمونة, مما يجعلها غير سهلة الوصول للمشاهد لعدم امتلاكها لشركات توزيع وصالات العرض الخاصة بها. وعلى الرغم من أن السينما المستقلة غالباً ما تنتج بميزانيات صغيرة وبلا نجوم كبار ولا يسبقها الإعلان الكثيف.. إلا أنها سينما نقيّة وجدت لتسمع العالم خيارات الإنسان الإيجابية وتوفير ثقافة الحياة.
والسينما المستقلة هي رافد مهم في الصناعة هذا لو استطاع القائمون عليها استيعاب كيف يفكر الجمهور .
والموزعين بشكل عام لا تعجبهم فكرة السينما المستقلة لأن دورهم مع نجاحها سيصبح أقل تحكما وسيطرة على صناعة السينما .. وفى تجربة حية لمعرفة مشاكل مخرجات السينما المستقلة كان لنا لقاء مع بعضهن والتى شرحت لنا مشاكل السينما المستقلة من وجهة نظرها ومن وجهة نظر زملائها وزميلاتها من المخرجات الشابات
وفي تصريحات خاصة لهبة عبد الباقى وهي واحدة من مخرجات الجيل الجديد واللواتى حملن على أكتافهن مهمة إخراج سينما مستقلة تقول عن تجربتها : أنا مخرجة سينما مستقلة وسيناريست قابلت الكثير من مخرجى السينما المستقلة واتفقنا جميعا على أننا نواجه نفس المشكلة فى خروج أعمالنا إلى النور وإلى الجمهورالمصرى حتى فى ظل سقوط السينما المصرية وفى ظل تدهور الحالة السينمائية التى وصلنا إليها . وفى ظل عدم وجود مادة سينمائية جيدة تليق بالذوق العام المصرى رغم كل هذا إلا أن السينما المستقلة التى يبذل صناعها الكثير من الجهد لإنتاج عمل يليق بالمصريين والمستوى الذى يجب أن يقدم إليهم كذلك يعطون كل ما يمتلكون تقريبا لصنع أفلامهم ولحبهم الشديد لمجال عملهم وللفن عموما وذلك لعدم رضائهم عما يقدم حاليا وشعورهم بالمسئولية ومن أجل الارتقاء بالسينما المصرية والذوق العام عند الشعب المصرى .
و عن المشاكل التى يواجهها الشباب ( شباب السينما المستقلة ) تقول : تبدأ من أول نقطة انطلاق لصنع الفيلم وحتى نهايته فى البداية تقابلنا مشكلة تسجيل السيناريو الخاص بنا فإما أن تسجله فى الشهر العقارى والذى لا يعلم معظمهم كيفية تسجيل سيناريو وربما يرفض موظف الشهر العقارى تسجيله ؟؟؟ وهذا ماقابلناه بأنفسنا فنعود من حيث بدأنا .
وإذا حاولنا التسجيل فى وحدة المصنفات الفنية نقابل مشكلة المبالغ الباهظة التى لا يمتلكها أى سيناريست مستقل ثم ننتقل إلى المشكلة الأخرى وهى الإنتاج فيظل السيناريست والمخرج يبحثان عن شركه إنتاج تقبل أن تنتج لهم فيلما مستقلا فلا يجدوا ؟؟؟ وقد أضاعوا من وقتهم فى البحث عن منتج ما يكفى لإنتاج عدة أفلام ... فالمنتجون اليوم إذا لم يكن بالفيلم نجم من نجوم الشباك أو الصف الأول والذين يأخذون الملايين لا يقبلوا على إنتاج الفيلم ...وآخرون يشترطون وجود راقصة ...أو مشاهد إغراء أو بناء فيلم يعتمد على بلطجى يتعاطى المخدرات وإلا فلن يقبلونها ....وبعد أن يمل ويتعب صناع الفيلم من البحث عن المنتج الذى يقبل العمل المحترم اللذين يريدون تقديمه فيقررون إنتاجه بأنفسهم .
وبعد أن يقرروا إنتاج الفيلم بأنفسهم ويأجروا معدات التصوير الباهظه الثمن كما نعلم ويبدؤون أول مراحل التصوير ... تأتى إليهم الشرطة وتوقفهم وتحتجز معداتهم وتحتجزهم شخصيا ... ماذا فعلوا ؟؟؟؟؟وفيما أخطأوا ؟؟؟؟وما الأذى الذى فعلوه بالشارع كى يحتجزونهم على إثره ؟؟؟ تكون الإجابة : لعدم وجود تصريح ؟؟؟ ولا يخرج تصريح تصوير إلا لمن يملكون كارنيه النقابة وأعتقد أن جميع من يعمل بالسينما ومن لا يعمل قد سمع عن الكثيرين ممن يعانون من مشكلة الحصول على كارنيه النقابة ومنهم المخرج الشاب الرائع الذى عانى كثيرا ودفع الأكثر فى الحصول على كارنيه النقابة حتى يستطيع العمل بمرونة فى المجال الذى يعشقه هو المخرج عمرو سلامة لا نعلم نحن السينمائيين المستقلين ماهى شروط الحصول على كارنيه النقابة رغم وجود أناث معهم الكارنيه ليس لهم أى الحق فيه لكن هذا ليس موضوعنا اليوم وننتقل من أزمه التصريح فتم حلها بعمل الفيلم بأكمله داخلى وبعد أن دفعوا كل مايمتلكون تقريبا وبدأ حلم ليلة أول عرض تأتى المشكلة الأكبر وهى التوزيع وعرضه فى السينمات مبدئيا فالسينما القصيرة التى تأخذ العديد من الجوائز التى لم ولن يحصل عليها أى فيلم من الأفلام التى تملأ السينمات الآن ليس لها دور سينما لعرضها أما عن الأفلام الروائية الطويلة المستقلة فأيضا ليس لها سينمات يحاول الصناع أخذ الفيلم ويذهبون به لوزارة الثقافة وإلى جميع ملاك السينمات ولا يجدوا أى استجابة وفى حالة وجود استجابه من أحد تأتى المشكلة الأكبر والنهائية والتى تؤدى إلى وقوع الفيلم ووقوع دافع صناعة وإجبارهم على عدم خوض مثل هذه التجربة مرة أخرى مما يقودنا إلى انتظار الأسوأ للسينما المصرية واضمحلالها وهى عدم الدعاية للفيلم بشكل كافى مما يؤثر بشكل سلبى على نجاح الفيلم وعزوف الجمهور عن دخول الفيلم .