القاهرة 25 اكتوبر 2017 الساعة 10:10 م
كتبت: سمية سليم
"كنت ومازلت اعتقد أن الفن بنية مماثلة لبنية الواقع، فهو يتطلب التأمل والمعرفة، ومن هنا فلابد من طرح الواقع اليومي البسيط، ومن هذا الواقع يستطيع اليوم غير التقليدي أن يولد، أن نمتلك ذلك المستحيل الخارق".. تلك كانت قراءة الكاتب والناقد محمد الرفاعي في الفن بكافة أشكاله كما وصفها مع فلور مونتانارو منسقة الجائزة العالمية للرواية العربية.
وقد رحل هذا الناقد أمس الثلاثاء، بعد أن ظل حياته يسخر من الأوضاع السياسية في الوطن، لا يعرف الخوف له طريق؛ لذلك فقد تم تسطير إسمه بين شُجعان الوطن الذين حُفروا في تاريخه.
بالرغم من كونه ناقدًا فنيًا له صفحة بعنوان "قضية فنية" في مجلة صباح الخير منذ عام 1975، التي عُين رئيسًا لتحريرها لمدة 3 سنوات فيما بعد، إلا أنه بعد ذلك بسنوات عديدة قد انتقد بسخرية لاذعة الوضع السياسي في مصر من خلال عموده الأسبوعي بجريدة روز اليوسف، ومقاله الأسبوعي كذلك في صوت الأمة والذي كان يحمل عنوان "يوميات مواطن مفروس".
فالكاتب الغرباوي، الذي تخرج من كلية الآداب جامعة الأسكندرية، قد أزعج المسئولين بهذا المقال الأسبوعي "يوميات مواطن مفروس"، ولما لا وقد انتقد حرم الرئيس وابنه وأكثر الرجال سلطة في النظام حينذاك.
ويذكر في هذا الأمر، مقال بعنوان "يا مزورني وناسي هواك"، الذي سخر فيه من انتخابات 2010 المزورة، قائلًا:"فهل كانت هناك صفقة غير معلنة بين الحزب الحاكم حماه الله ورعاه وبين أحزاب المعارضة ربنا يهد حيلها البعيدة علي تقسيم الغنيمة، يعني حد ياخد اللحمة وحد ياخد الكوارع وحد ياخد الفشة والممبار والمستقلين بقي يبقوا ياخدوا اللية جايز تكتم علي نفسهم، ثم فقعهم الحزب حقنة شرجية طلعت من نافوخهم فراحوا يهللون مرة أخري".
لم تكن أعماله فقط مقالات في الجرائد والمجلات، بل أصدر عدة كتب في النقد الفني، ومنها كتاب تجارب في المسرح العربي إصدار مهرجان المسرح التجريبي، كتاب فلسطين في المسرح المصري، السؤال المراوغ، والفعل المستحيل، و كتاب عرَبه اسمه "المسرح ثقافة وفن وحكايات تموت من الضحك" وهو من إصدار الهيئة العامة للكتاب عام 1999 عن مجموعه مقالات الكاتب في مجله صباح الخير.
وكانت أخر الأعمال التي نشرت له رواية "كائنات الحزن الليلة" عن دار ميريت للنشر، وهى رواية عن الطفولة والصبا وسنوات التكوين وكتب ماركس ولينين، الأحلام الصغيرة وأيام الحنين لشاعرية اللحظات الجميلة المفقودة.
أما الإذاعة، فقد كتب لها:"رحلة في الزمن القديم،90 حلقه الفردوس المفقود،90 حلقه اوراق البردي، 90 حلقة سنوات المجد،30 حلقه شعاع الحري، 30 حلقه نبع الينابيع، 30 حلقة و مجموعة سهرات خاصة".
وللتلفزيون كتب:"سهرة المعطف عام 1979 عن رواية جوجول بطوله عبد السلام محمد، و مسلسل البيضاء عن رواية يوسف إدريس بطولة شيرين سيف النصر ومصطفى فهمي عام 2001، كما كتب مسرحية "أهو ده اللي صار"والتي اعترضت عليها أجهزة الدولة وقتها لما فيها من نقد وسخرية للأوضاع في مصر ولكن بعد ثورة يناير 2011 قررت الدولة أن تعرض المسرحية في افتتاح مسرح الهناجر.
وحصل "رفاعي" على عدة جوائز ومنها: جائزة مصطفى وعلي أمين للصحافة عن العمود الأسبوعي بمجلة صباح الخير عام 2000، كما اختيرت رواية كائنات الحزن الليلية ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر لعام 2012 لتأخذ مكانها كأفضل الروايات في ال