القاهرة 17 اكتوبر 2017 الساعة 12:11 م
كتبت: نهاد المدنى
ضمن مهرجان المسرح النسوى الذى يقام داخل أكاديمية الفنون تم العرض المسرحى لمسرحية "أنا كارمن" حيث ساد المكان جوا من الترقب والهدوء لتبدأ المسرحية بدخول خادمة تعمل بالمسرح الذى يعرض مسرحية كارمن وتبدأ بمخاطبة الجمهور قبل بدء العرض وكأن الجمهور شاهد علي مشاكل وعناء العاملين بالمسرح .
وتبدأ التنظيف وهي تشكي ضيق العيش وما تعانيه من معاملة مديرها السيئة لها وتهديده بقطع رزقها لرفضها تحرشه بها قائلة عشان معرفش أقول الأه طب أاه مهو من غلبي بقول الاه و حتى الشكوى بقت بفلوس وتصمت وتشرد بخيالها تريد أن تصبح كارمن التي تتمتع بالحرية وتبدأ بالغناء وكأنها تعلن أنها امرأة لها حق في أن تعيش و تعشق وتتحرر حتى لو اتهموها بالجنون وتظل تخبرنا عن مشاكل تواجهها امرأة مثل كارمن فتحكي قصة لمعاناة المرأة التي تسلط عليها زوجها فتلجأ للخلع لتنهي مشكلتها
ثم تحكي عن مشاكل المرأة المطلقة وتشكي مشاكل العنوسة واتهام العانس بتهمة خطف الرجالة وتسرد تلك المرأة قصصها المتعددة متأرجحة بين قصة و قصة تسرد قصة كارمن كما تراها و تقول إن كارمن و إن قتلت فقد عاشت بحق ثم تعود لواقعها لتكمل عملها بتنظيف المسرح خلف الستار حتى يقوم مديرها بطردها من العمل ويتسلل صوت المذيع ويعلو ويطالب الجمهور بإقفال الموبايلات لاقتراب بدء العرض
نسمع أصوات خلف الستار وتخرج لنا بطلة عرض كارمن تتخبط وتشكو من منعها الدخول لخشبة المسرح هناك من أراد قمع صوتها هناك من يستهزأ بقيمة المسرح ودوره الفعال في الرقي فتقول أنا مثل أمينة رزق وتخبرنا عن معاناة الفنانين والنقابة قائلة الفنان زمان كان يعملولوا نقابة اليوم النقابة يعملولها فنان فيكون أسقاط رائع علي وضع المسرح الآن وتحكي وتقول أنا كارمن العاشقة وتجسد تفاصليها وتنتقل بحرفية لتجسد المرأة الفلسطينية ومشاكل غياب الزوج ثم تتمالك نفسها مرة أخرى لتجسد كارمن زوجة البواب الذى توفى أثناء وقوفه فى طابور العيش
فأصبحت رئيسة جمعية تمكين المرأة من رغيف العيش وتتنقل مثل الفراشة وتدمج شخصيات كثيرة للمرأة ورقصت حتى انتهى العرض بالتصفيق الحاد وأمتعتنا سماء إبراهيم كممثلة ومخرجة و مؤلفة وأمتعتنا بأدائها المتقن لعرض مسرحي يعالج قضايا تواجه المرأة ويتخلله أسقاطات جريئة تناقش مشاكل المرأة المتزوجة والعانس والعشيقة والمرأة العاملة ومعاناة المرأة الفلسطينية وتفاعل الجمهور سمح لسماء إبراهيم بمواجتهم بعيوبهم وكان كل هذا من خلال قالب كوميدي متقن وراقي ومميز ولا يخلو من روح المرح والضحك الممزوج بالحقيقة