القاهرة 17 اكتوبر 2017 الساعة 11:31 ص
بقلم : أمل جمال
تعد المرحلة العمرية فوق سن السادسة عشرة من المراحل الصعبة في كل بيت في مجتمعنا ننظر إلى أبنائنا و كأننا لا نعرفهم .
من هؤلاء كلما نظرنا حولنا لا نجد سوى جياد برية عصية على الترويض. نفس الشكاوى و نفس المعاناة و نفس التفاصيل العناد الردود الحادة التمرد على كل أشكال الحياة و رفض التفاوض و كسر الوصاية الوالدية بكل عنف و محاولة إثبات الذات. لعلها ثورة الهرومونات لعلها التغيرات الانفعالية و عدم ثباتها لعله الخيال الخصب و أحلام اليقظة و الشعور بالقلق و محاولة الاستقلالية و إثبات الذات.
ناهيك عن الاهتمام بالمظهر و مشاركة الأقران و الحساسية الشديدة للنقد بل و الجدال الذي قد يصل إلى التشكيك في أمور الدين لا العادات و التقاليد فقط. كلنا كنا جزء مما نقرأه الآن و لكن بدرجات مختلفة و كلنا للأسف نقول ماذا جرى لهم؟ لقد مررنا بكل ذلك لكنا لم نفعل مثلهم! نحن نتناسى الفارق الزمني و التطور التكنولوجي و الانفجارات العلمية المبهرة و الثقافات المتنوعة و السموات المفتوحة و العولمة الثقافية.نتناسى ما أطلق عليه مصطلح المراهق الكوني. أو المراهق العالمي.أو المراهق الذي تربى و تشبع بثقافة العولمة.
فاختلطت لديه المعايير و الجسور الفاصلة الواصلة بيننا و بين الآخر الجسر فاصل يحدد مكانك و ملكيتك و هو واصل في ذات اللحظة بينك و بين الآخر.من هنا ينصحنا علماء النفس وخبراء تعديل السلوك بالتعامل معهم من منطلق يمتاز بالتقبل و التقدير و تفهم السلوك. كما أننا يجب أن نبتعد عن السخرية أو النقد أو العقاب هذا غير تنمية الثقة بالنفس و تقبلنا بسعة صدر للنقد من قبلهم في بعض الأحيان عندما يضعونا في خانة اختبار القوى و لعبة فرض السيطرة أو الابتزاز العاطفي.يجب علينا أيضا التعامل معهم بذكاء و اشعاره بأهمية اختيار رفاقه و اشعاره بأهمية التعاون الاجتماعي و القدوة العملية حتى لا نفقد مصداقيتنا.
و أخيرا استخدام مفتاح النجاح السحري و هو الصداقة.نحصر دورنا في المساعدة و نقلل التوجيه و نناقش الأمور بأريحية حتى و إن كنا على وشك أن ننفجر.لقد كنا في يوم ما هم. كنا نميل إلى الانطواء و منا من كان يخجل من تحولات جسده أو مشاكله العاطفية و هو يجرب مشاعره التي تصاحب نمو جسمه. كنا و جميعا كل ذلك مع فارق الخبرة و التغيرات الاجتماعية. علينا إذن الدعم و الحب و العطف والقبول حتى نأخذ بأيدهم إلى بر الأمان.