القاهرة 10 اكتوبر 2017 الساعة 11:16 ص
شراييني صغيرةٌ ومنسية ، يترنَّحُ الدمُ فيها كأنهُ مخمور.
يستندُ على خوفهِ و ينادي: قبلةً يارب حتى أعدو ، ضمةً لأطير...
لكن لأنكِ هناكَ ،أبعدَ من جزيرةٍ تهيمُ في السماوات وفي المَرايَا
يصحو الدمُ محسوراً وينامُ عجوزاً...
هكذا تتوحشُ ملامحي وتتيبسُ العِظامُ في قبرِ أمي... يهرُبُ ظِلِّي من جُحرهِ ويطير...يُرَمِّمُ القَتَلةُ طينَهم بلحمي ويحقنونَ ذكرياتهم بحواسي...
حواسي التي تُدفَنُ كل يومٍ حيةً في ظِلِّكِ...
ظلُّكِ القاسي قلبه...
2ـ
"جنتي البعيدة"
على سريرنا الوحيد
ينامُ أولادي
وينامُ ظلي وأنا معهُ على الأرض.
أحلامُ الأرض فَظَّةٌ وخشنةٌ:
مَلاكٌ يُخرجُ مُديَةً ويطعنُ النظرةَ الأخيرةَ
أو رقصةُ صقرٍ تطولُ وتطولُ
حتى تَهِلَّ المذبحةُ...
أما أحلامُ السريرِ فناعمةٌ وليِّنة:
جثةٌ تتهادى على الماء كأنها نغمةٌ
أو قبرٌ تشُدُّهُ الزهورُ من ذكرياتِهِ
ويزرعُ الأريجُ على ظهرهِ
الخوفَ
والسخريةَ...
هذا السريرُ جنتي البعيدةُ
والمربعات التي ارتسَمَت عظامي
على مِقاسها
لا تشبهُ البلاطات
وإنما هي خرائطُ
للآلهةِ
التي كلما جاء الليلُ
تهيمُ وتهيمُ...