القاهرة08 اكتوبر 2017 الساعة 2:17 م
كتبت: سمية سليم
تصنيفه في السينما هو "مخرج"، إلا أنه كان كوكتيل فن يمشي على الأرض، فهو مصمم الديكور، ومصمم الملابس، ومساعد المهندس الفني في عدة أفلام.
الفن السينمائي ليس عمله فقط، فدراسته للفنون الجميلة بجامعة القاهرة ، فقد درس المخرج شادي عبدالسلام المسرح في لندن من الفترة 1949 إلى 1950، وحصل على درجة الامتياز في العمارة، وبذلك فقد كان فنانًا بمختلف المجالات على أثر من مستوى.
لم يعمل في مجال العمارة أو في هندسة الفنون الجميلة، فقد عشق السينما، لذلك استغل دراسته لإثبات جدارته والدخول في عالم السينما، هذه الدراسة التي جعلته مصممًا لديكور الأفلام، بعد أن كان يُدوِن الوقت الذي تستغرقه اللقات في مشاهد الأفلام كما بدأ في فيلم "الفتوة" مع المخرج صلاح ابوسيف.
وبعد عمله كمساعد للمهندس الفني رمسيس واصف عام 1957، عمل مساعدًا للمخرج صلاح أبوسيف في عدة أفلام كـ "الوسادة الخالية، الطريق المسدود، أنا حرة"، وللمخرج حلمي حليم في فيلم "حكاية حب"، الذي بدأ تصميم ديكوره بـ"الصدفة" عندما تغيَب مهندس الديكور، وبعدها وكذلك فيلم "وإسلاماه".
هذه الصدفة في "حكاية حب"، جعلته يخرج خارج السينما المصرية إلى أوربا، جعلته يصَمم يكور وملابس الفيلم الأمريكي "كليوباترا"، وفيلم "فرعون" البولندي عام 1966، وفيلم "الحضارة" في نفس العام مع المخرج الإيطالي "لروسيلليني".
هكذا كان الشاب صاحب الـ 36 عامًا في ذلك الوقت، يعمل في السينما في الخارج والداخل، لكن ليس في المهنة التي يريدها وهي "الإخراج"، إلا أن "لروسيلليني" كانت بمثابة نقطة فاصلة في حياته وحوَله من التصميم إلى الخراج.
لكن قبل إخراجه لفيلم "المومياء" عام 1975، الذي يعد من أهم أفلام السينما المصرية على ا?طلاق وحصل بفضله شادي على العديد من الجوائز بالرغم من أنه لم يرى النور حتى الآن!، قام "عبدالسلام" بتصميم ديكور فيلم "السمان والخريف" عام 1967، و مهندس المناظر في أفلام "رابعة العدوية 1963، عروس النيل 1963، موعد في البرج 1962، شفيقة القبطية 1962، الخطايا 1962".
وقد قام شادي عبدالسلام بإخراج "شكاوي الفلاح الفصيح"، وهو فيلم قصير استوحى فكرته من بردية فرعونية عمرها أربعة آلاف سنة، تتناول قصة قصيرة عن موضوع العدالة، قصة فلاح يستصرخ السلطة لتسترد له حقه وتقيم ميزان العدل.
وفي الفترة مابين عامي 1974 و 1980 قام شادي عبدالسلام بإخراج أربعة أفلام تسجيلية قصيرة، بدأها مباشرة بعد استلامه لرئاسة مركز الفيلم التجريبي التابع لهيئة السينما، وهي (آفاق 1974) وهو نموذج لأوجه النشاط الثقافي المختلف في مصر، وفيلم (جيوش الشمس 1976) ويتناول العبور وحرب أكتوبر 73، ثم فيلم عن إحدى القرى الصغيرة التي تقع بالقرب من معبد (أدفو) الفرعوني في أسوان، كذلك قام بعمل فيلم مدته ثلاث دقائق ونصف عن ترميم واجهة بنك مصر.
انتهت حياة هذا الفنان في مثل هذا اليوم عام 1986.