القاهرة 06 اكتوبر 2017 الساعة 08:18 م
كتب شريف أشرف
لم يمر مهرجان الجونة السينمائي مرور الكرام مقارنة لما يحدث مع مهرجان القاهرة الدولي خلال السنوات السابقة، فعناصر الجذب في مهرجان الجونة أهلته ليولد كبيرا في دورته الأولى، فنجد الأضواء تتلألأ من بعيد، على شاطئ البحر الأحمر. ومن أهم ما تميز به مهرجان الجونة هو إقبال النجوم من مصر باختلاف أعمارهم وتاريخهم على الحضور، وهو ما يفتقده مهرجان القاهرة الدولي. وجود جداول متنوعة ومميزة للحضور، وإقامة ندوات مناقشة بعيدة عن الملل بل مبنية على المشاركة الحية بين الصحافة والجمهور والنجوم وصناع السينما من أهم ظواهر المهرجان. كما أن حالة الاستعداد التي ظهرت بها الجونة استقبالا للمهرجان يشبه ما نراه دائما في المهرجان العالمية مثل (كان) و (فينسيا)، فوجدنا أن المدينة بأكملها مستعدة ومهيئة لاستقبال المهرجان وضيوفه. كما أن الحملة الإعلامية الكبيرة التي صاحبت المهرجان كان لها الفضل في ظهوره كحدث عالمي، فشاهدنا مختلف القنوات الخاصة المصرية والعالمية تقوم بالتغطية وكانت أخبارالمهرجان في مقدمة الأخبار وهذا الزخم الإعلامي استفاد منه القائمون على المهرجان لتسويقه، بل ولوصوله للجمهور. كما أن وجود رئيس مهرجان بثقل السينمائي العراقي (انتشال التميمي) مع فريق مصري من الشباب يظهر لنا أن الكفاءة والإبداع صفتان ستظهران في المهرجان. وهذا كله لن يكون إلا بواسطة دعم مادي ومعنوي مقدم من رجل الأعمال (نجيب ساوريس). فالدعم المالي هو العامل الأهم في استمرار أيّ مهرجان أو فعالية كبيرة تتطلب حضورا وأماكن لعرض الفعاليات. ما رأيناه من المستوي الكبير للحدث يدل أن مصر قادرة على أن تحل الكثير من مشاكلها بطرق، وتصلح من أوضاع الفن والثقافة، بل وحتى الاقتصاد بطرق مختلفة بعيدة عن النمطية التي نعاني منها. فلاشك أن الجونة ستصبح حديث العالم كل عام لما سيقدمه المهرجان من دعاية عالمية ليس فقط للمدينة ولكن لربوع مصر المحروسة. فيمكن أن يكون مهرجان الجونة هو بادرة أمل لخلق أفكار جديدة للترويج الثقافي والسياحي للمحروسة. فالترويج السياحي لمصر عبرالفن والفعاليات الثقافية قد يكون أكثر فائدة ونجاحا من خطط وزارة السياحة التي فشلت حتى الآن في إعادة السياح لمصر بعد حادث الطائرة الروسية المنكوبة. ليتنا نرى مهرجانات سينمائية وغنائية ومسرحية في كل المدن المصرية : الإسكندرية وشرم الشيخ والأقصر وأسوان بمستوى مهرجان الجونة، حتى تروج للسياحة وتقدم وجها .فبرغم وجودمهرجانات في هذه المدن لكن لا يمكن إنكار المستوى المتدني والمشاكل الجمة التينسمع عنها ونشاهدها كل سنة. والأمل مازال قائما لمشاهدة مهرجان القاهرة السينمائي يستعيد رونقه النابع من أصالته حيث أنه أول مهرجان سينمائي عالمي في الشرق الأوسط وأفريقيا ، وكان قد وصل لقائمة أفضل ثلاث مهرجانات عالمية وحفر اسمه حروف من نور في قائمة المهرجانات السينمائية العالمية، ولكننا نجد المهرجانات الخليجية الحديثة أصبحت تتنافس مع المهرجانات العالمية، بل وتعدت مهرجان القاهرة السينمائي الذي يقفدون تطوير، حتى أن بعض الفنانين المصريين فضلوا أن يشاركوا في مهرجان دبي السينمائي على المشاركة في مهرجان القاهرة. ربما نستبشر خيرا بظهور الشكل المتميز لمهرجان الجونة لتكون المنافسة المحلية هي الحافز الرئيسي لكل مهرجان لإمتاع وإبهار الجمهور، واستعادة ريادة المحروسة للقوةالناعمة.
|