القاهرة 04 اكتوبر 2017 الساعة 12:11 م
المحرر الثقافي
في ندوة حول القصة القصيرة جدا، ومحاولات التأطير ، ضمن فعاليات ملتقى الشارقة للسرد في دورته الرابعة عشرة نقاد يتساءلون عن الأطر التي يمكن أن نؤطر بها للقصة القصيرة جدا، شارك فيها الناقدة المغربية سعاد مسكين، والناقد المصريعادل عوض، والناقد العراقي عذاب الركابي، وأدارها الناقد المغربي يوسف الفهري.وقد قام عوض باستعراض النظريات النقديةالتي تناول النقاد من خلالها النوع الأدبي المسمى بالقصة القصيرة جدا، وعرض لأهم المناهج النقدية التي تمثلها نقاد القصة القصيرة جدا في الزطن العربي، وأهم القضايا التي طرحتها كتاباتهم النقدية، وأهم المصطلحات النقدية التي استخدمتها هذه الدراسات النقدية، وأهم المميزات لهذه المقاربات النقدية قوة وضعفا، واستعرض في ورقته الكتب النقدية التي نظرت للظاهرة، وأكد أن هذه الظاهرة بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي، وأنها فن المستقبل.
أما الناقد عذا الركابي فقد تساءل عن الكيفية التي يمكن أن يتعامل بها النقاد مع هذا النوع من الكتابة، أم أنه يحتاج إلى ناقد جديد ومعايير جديدة؟ وقال: إذا كانت القصة القصيرة جدا في تقدير كتابها ونقادها فخ شديد التمويه ومقاربتها محفوفة بالمخاطر وعالم زئبقي وليست سهلة في التناول والإدراك فأي طريق خال من المطبات هذا الذي يسلكه النقاد للوصول بالقارئ إلى رؤاها؟ ويقول :" يؤكد جل نقاد القصة القصيرة جدا الذين اتخذوا منها موضوعا لأبحاثهم ودراساتهم على أنها فن صعب المراس وأنه يحتاج إلى كثير من الخبرة والموهبة والحنكة وااقتناص اللحظات العابرة! ويتساءل ترى هل هذه النماذج التي اشتغلوا عليها قد توفرت لأصحابها هذه الشروط؟ وأن واقع النصوص يبثت عكس ذلك! أم أنهم تعاملوا معها من باب التجريب وفتحأذرعهم لكل إبداع جديد؟ أم ماذا؟.
أما الباحثة المغربية سعاد مسكين التي عرفت باشتغالها على القصة القصيرة جدا، فبعد أن استعرضت حال القصة القصيرة جدا والحاجة إليها ومحاولات التنظير لها وصلت إلى مجموعة من الاستنتاجات منها:
ـ أن القصة القصيرة جدا ليست بديلا عن القصة القصيرة، لأن كل حركة إبداعيةلا شك سوف تأخذ حيزها في الانتشار كي تؤسس لنفسها كيانا مستقلا,
ـ إن تداخل القصة القصيرة جدا مع أجناس أدبية أخرى هو من صنع الكتاب أنفسهم، وليس من صلب النوع السردي ذاته، لهذا لا يعد تحديد خصائصها وأركانها أمرا لصيقا بالنقاد وحدهم، بل على الكتاب أيضا أن يسهموا في هذه العملية إما عبر بيانات أو شهادات.
ـ القصة القصيرة جدا نوع سردي عابر للأنواع السردية، بل قد يشملها في نشوة الخفة وفي ثقل فراشة.
ـ لا يخلو أي أدب من إبداعات جيدة وأخرى غثة، والنقد الأدبي وحده القادرعلى تنخيل وغربلة المنجز القصصي حتى يظل البقاء للأصلح.
القصة القصيرة جدا أفق نظري مفتوح على تعدد الإمكانات الجمالية والدلالية، ويقتضي استراتيجيات جديدة في التقي والقراءة.
وأخيرا تطوير القصة القصيرة جدا، وانفتاحها على الوسيط الإلكتروني سيكون كفيلا بالانتقال إلى مرحلة جديدة في الكتابة الروائية المترابطة.