القاهرة 04 اكتوبر 2017 الساعة 01:42 ص
المحرر الثقافي
ضمن فعاليات ملتقى الشارقة للسرد في دورته الرابعة عشر أقيمت جلسة نقدية حول القصة القصيرة والشبكة العنكبوتية..تواصل أم انقطاع. شارك في الجلسة د. فهد حسين من البحرين و د. محمد آيت ميهوب من تونس و د. سعداء الدعاس من الكويت.
وقد قدم فهد حسين ورقة بحثية بعنوان" القصة القصيرة وأفق الانتشار الإلكتروني" وقد أكد فيها أن ثمة معضلة أساسية في العلاقة بين الكاتب العربي والعالم الإلكتروني، بمعنى آخر رأي أن العرب كثيرا ما يستهلكون ما ينتجه الآخر من سلع مختلفة مادية وفكرية وحتى العاطفية ـ بحسب رأيه ـ وهذا يمثل عجزا واضحا في التواصل مع ما ينتجه الآخر ليس استهلاكا وإنما مشاركة في المنتج فكرا وصناعة وتسويقا، وبخاصة أن المسافة بين البشر والشعوب والمناطق تقلصت وضاقت مكانيا وزمانيا. ويرى فهد حسين أنه كلما تأخر العرب في التعامل مع النص التفاعلي كلما تأخروا في عمليات الاتصال ومواكبة الثورة المعلوماتية وتطورها السريع، ويرى أننا بحاجة ليس للمواكبة، بل للممارسة بوعي واستيعاب وقناعة أيضا.
أما التونسي محمد آيت ميهوب فقد قدم ورقة عمل بعنوان: القصة القصيرة في الشبكة العنكبوتية : انبعاث أم غروب؟ تجدد أم تحلل؟حيث يرى أنه سيكون من الظلم أن نغض أنظارنا عما أضافته الشبكة العنكبوتية إلى القصة القصيرة العربية، ويقول " صحيح أننا لم نلمس قطيعة حقيقية أحدثتها النصوص المنشورة على الشبكة العنكبوتية مع تراث القصة القصيرة العربية في القرن العشرين مراوحة بين الثبات والتحول، وتمزقا بين التمسك بمنوال محدد في الكتابة يتوهم أنه النموذج المثالي للقصة القصيرة من جهة، والسعي إلى الخروج عليه وابتداع مناويل جديدة من جهة ثانية. مع ذلك فإن للانترنت فضلا كبيرا على بث الحيوية في القصة القصيرة العربية بعد أن طغت الرواية واستبدت وكادت تلتهم كل الأجناس من حولها، وهي الوحش الآكل الأكول على حد قول باختين/ فحين أخذت الإصدارات القصصية تتراجع أمام الإصدارات الروائية، وحين انفض كتاب القصة القصيرة وولوا وجههم شطر الرواية ظهر الأنترنت فأعاد إليها الروح واستعادت المواقع الإلكترونية كتاب القصة من جديد، وجلبت إلى القصة القصيرة أعدادا بالمئات بل بالآلاف.
في حين أن الكويتية سعداء الدعاس ترى أن شبكة الاتصالات على عملية نشر المنجز الأدبي والقصصي خاصة، من خلال النشر الإلكتروني حيث لجأ العديد من الكتاب إليه، فهو يتيح للكاتب نشر كتابه جون خوض في عملية النشر الورقي بما تحمله من تكاليف مادية، كذلك أتاح الفضاء الإلكتروني عملية التشويق الإلكتروني عبر مواقع بين الكتب, كذلك النشر الإلكتروني الموازي وتقصد به الدعاس كل ما ينشر على شبكة الإنترنت بعد طباعة الكتاب ورقيا، عبر تحميل الكتب وعرضها للقراءة الإلكترونية سواء كان ذلك بموافقة المؤلف أو بعدم موافقته، عبر مواقع شخصية.كذلك أشارت الدعاس إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي في التسويق للمنجز القصصي عبر تسويق المنجز من قبل المؤلف أو دار النشر، وتبادل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بعض الفقرات والجمل من روايات وقصص بما يساهم في عملية نشرها، وأخيرا أكدت على أن العديد من المواقع الإلكترونية تستخدم لعرض وتقييم الكتب، المنجز الأدبي تحديدا، من قبل القراء.