القاهرة 03 اكتوبر 2017 الساعة 11:19 ص
كتبت: تغريد عرفة
جمع هذا الجامع بين الفخامة وضخامة البناء فأستحق أن يوصف بأنه تحفة معمارية خالصة ووصف المستشرق الفرنسي جاستون فييت بقوله "الوحيد بين جوامع القاهرة الذي يجمع بين قوة البناء وعظمته ودقة الزخرفة وجمالها وأثره قوي في نفوسنا إذ له خصائصه التي لا يشترك معه فيها غيره وقال عنه جومار في كتاب "وصف مصر"إنه من أجمل مباني القاهرة والإسلام ,ويستق أن يكون في المرتبة الأولي للعمارة العربية بفضل قبته العالمية وارتفاع مئذنته ,وعظم اتساعه وفخامة وكثرة زخارفه الرحالة المغربي "الورتلاني "وصفه بأنه مسجد لا ثاني له في مصر وغيرها من البلادفخامة البناء ,
كما وصفه المقريزي بأنه لا يعرف في بلاد الإسلام معبد من معابد المسلمين يحاكي هذا الجامع .
أما عن السلطان حسن فهو أحد أبرز سلاطين المماليك ،وهو الناصر حسن بن السلطان الملك الناصر محمد بن السلطان الملك المنصور قلاوون ,ويعتبر ملك مصر التاسع عشر من الممالك الترك ,والسابع من أولاد الناصر محمد بن قلاوون ,تولي السلطنة مرتين ,إحداهما سنة 748ه وكان عمره آنذاك 13 سنة ,ثم تولي ثانية سنة 755ه بعدما لمدة ثلاث سنوات .
بدأ "حسن "يتصرف كسلطان حقيقي بعدما انتهت فترة الوصاية وبلغ سن الرشد ,ولكن بعد شهور قليلة وقع المشهد الذي يتكرر كثيرا في العصر المملوكي وهو صراع الأمراء علي الحاكم وتم القبض عليه وعزله من الحكم وإيداعه السجن ،وتنصيب شقيقة "صالح "الذي لقب بالملك الصالح الدين صالح ,وما لبثت الحرب أن اندلعت من جديد وخلعه الأمراء أيضا وقرروا عودة السلطان حسن ,وفي تلك المرة عاد قويا , بعدما صار شابا ذا خبرة بأمور الصراع في هذه السن المبكرة .وصفه المؤرخون بأنه كان ملكا حازما ,مهيبا ,وشجاعا ,صاحب كلمة نافذة ,لم يعتد شرب الخمر ,ولم يرتكب فاحشة ,فاختلف عن كثير من ملوك وأمراء المماليك كما كان ذكيا وعاقلا ,رفيقا بالرعبة ,ومتدينا وشهما .
أنشئ المسجد علي قطعة أرض كانت باسم ""سوق الخيل "في ميدان الرميلة ,تلك المنطقة التي تقع حاليا في ميدان صلاح الدين والسيدة عائيشة ,كان السلطان الناصر محمد بن قلاوون قد بني عليها قصرا ضخما ليسكنه أحد أمرائه المقربين ,وهو يلبغا اليحياوي ,وعندما شرع السلطان حسن في بناء جامعة سنة 1356م ,هدم القصر وما حوله ’وتكلف إنشاؤه أموالا طائلة (قبل إنها 750 ألف دينار من الذهب ,حتي إن السلطان كان يبدو عاجزا عن إتمام بنائه ,وقال لولا أن يقال ملك مصر عجز عن اتمام بناء بناه لتركته بناء هذا الجامع من كثرة ما صرفت عليه ,بسبب ضخامة البناء وشموخه واتساع
مساحته.
ويعتمد تصميم مسجد السلطان حسن علي تخطط المتعامد , يتوسطه صحن مفتوح محاط بأربع إيونات ,كل منها مغطي بقبو ,أعمق هذه الإيونات الذي يقع في إتجاه القبلة ,ويضم المحراب والمنبر ,وتوجد في وسط الصحن نافورة ’تعلوها قبة بنيت علي ثماني أعمدة ,ويضم الصحن أربعة أبواب تفتح علي أربع مدارس تمثل المذاهب الأربعة التي كان أكبرها المذهب الحنفي ,وتضم كل مدرسة صحنا وأيونا مفتوحا ,وفي وسط الصحن نافورة ,وتطل علي الصحن طبقات من الحجرات بعضها فوق بعض ,وتقع غرفة الدفن خلف حائط القبلة ,وللمدرسة مئذنتان تقعان عند الواجهة الشرقية ,ويقع المدخل الرئيسي عند الركن الغربي للمواجهة الشمالية ,ويظهر نمط المدرسة السلجوقي علي العمارة المصرية .