القاهرة 27 سبتمبر 2017 الساعة 11:27 م
استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع دبي مساء أمس الثلاثاء، الشاعر الإماراتي، د. طلال الجنيبي، وذلك لإلقاء الضوء على تجربته الشعرية، من خلال ديوانه "على قيد لحظة" أنموذجاً، قدم القراءات النقدية، الناقد السوري الدكتور أحمد عقيلي، أستاذ النقد الأدبي بجامعة الغرير، والناقد المصري الدكتور شعبان بدير، المحاضر بجامعة الإمارات، قدم للندوة الإعلامي عبدالعليم حريص، وذلك بمقر الاتحاد بمكتبة دبي العامة بالطوار.
وذلك بحضور رئيس الهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب فرع دبي الهنوف محمد، وجمهور كثير من محبي الشعر والأدب.
في بداية الندوة قدم عبدالعليم حريص، الدكتور طلال الجنيبي بقوله: حين نتحدث عن الجنيبي شاعراً، فنحن نتحدث عن تجربة فريدة ومتنوعة ومتوقدة بالتخييل والتجديد.
وتابع حريص، ويأتي شاعرنا من بيئةٍ إماراتية أصيلة ساهمت في صقل موهبته الشعرية بالوطنية، وحين سار في طريق العلم ليحمل شهادة الدكتوراه في الموارد البشرية وبتخصصٍ في علم السلوك، وأنه قد مارس العمل الأكاديمي والتدريبي مما ساعده في فهم الوجدان الإنساني و كيفية التلقي و التأثر، واكتشاف التوقيع الصوتي للقصائد، والذي يعتبر بصمة واكبت قصائده التوقيعية.
وتعمد في ديوانه "على قيد لحظة" والذي سيشارك هذا العام في جائزة أفضل إصدار إماراتي مطبوع، أن ينوع الأغراض الشعرية من وطني إلى وجداني إلى اجتماعي وعاطفي..
ومن ثم بدأ الدكتور أحمد عقيلي كلمته بقوله: ليست هذه القراءة دراسة نقدية لديوان الشاعر "على قيد لحظة"، إنما هي توطئة تضم في حناياها رؤية نقدية تحاول أن ترسم ملامحه الأساسية فحسب.
وأوضح، والمتتبع في سيرة الشاعر، يجد أنه منذ بداياته الشعرية في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، كان مثالاً للشاعر الإنسان، الذي تنبض حروفه جمالاً ورونقاً، وإيقاعاً وجدانياً هامساً، فقد برزت موهبته الشعرية الإبداعية في مرحلة مبكرة من حياته، لتتبلور بعد ذلك من خلال تجربته الجمالية، وهي تجربة ازدادت عمقاً عبر سني حياته، وهي تجربة متنوعة، فهو يكتب القصيدة العمودية ويتقن فنونها، والأمر ذاته مع قصيدة التفعيلة، وهو في ذلك كله مرهف الأحاسيس، تنبع حروفه من نفحات ذاته المتمردة المسكونة بالدهشة، والمحلقة في عوالم روحية خفية، تحلق فيها الصورة الفنية وتؤنسن فيها الطبيعة.
وتابع عقيلي، يطلّ علينا الشاعر الدكتور طلال الجنيبي في هذا الديوان بحلة شعرية جديدة، أساسها التنوع والبعد عن الأحادية، فتارة يلامس قضايا وطنية، وتارة قضايا إنسانية وجدانية، وتارة قضايا عاطفية واجتماعية، وتارة أخرى قضايا فكرية وفلسفية وجودية.
واختتم، ويحتوي الديوان على خمسين قصيدة متعددة الأغراض والاتجاهات، ولعلنا نجعلها في أربعة جوانب أساسية، هي: الجانب العاطفي الوجداني /الجانب الوطني/الجانب الفلسفي والفكري/الجانب الفلسفي الاجتماعي.
ثم تناول عقيلي كل جانب على حدة مستشهداً بالعديد من أشعار الجنيبي.
ومن ثم قرأ الشاعر طلال الجنيبي نصين من ديوانه على قيد لحظة أحدث عنك وسأخبر الغيم، أعقب ذلك قراءة نقدية للدكتور شعبان بدير، حيث قدم بدير قراءته حول البنية الفنية والدلالية في تجربة الشاعر وديوانه.
مؤكداً أن أول ما نلاحظه في هذا الديوان التداخل بين البنية الشكلية والبنية النفسية، ويأتي العنوان في المقدمة؛ فالعنوان نص صغير لنص كبير هو الديوان.
وتابع بدير، ولقد اهتم الشاعر طلال الجنيبي بعنوان ديوانه والعناوين الداخلية لقصائده اهتماما كبيرا؛ فتألف عنوان الديوان (على قيد لحظة) من ثلاث كلمات: تعبر عن جماع العمل أو عن الفكرة الرئيسة التي تهيمن عليه، فهو مفتاح تأويلي يسعى إلى ربط القارئ بنسيج النص الداخلي والخارجي ربطاً يجعل من العنوان الجسر الذي يمر عليه.
ومن ثم تناول البنية اللغوية للنصوص، ومن ثم تطرق بدير إلى جماليات الاستفهام في تجربة الجنيبي الشعرية، وصفاً إياها بقوله: يعد الاستفهام من المفاصل المركزية التي تتأسس عليها الرؤى الشعرية في شعر طلال الجنيبي، وما تعكسه هذه الرؤى من خصوصية في جانبي الفكر والأسلوب.
كما تناول بدير المكان والفضاء الخارجي في شعر الجنيبي، واختتم بالبناء الدلالي لشعره:
من خلال ما ينقلنا البناء اللغوي والصوتي في شعر الجنيبي إلى البناء الدلال، فالكتابة بنية موحدة أي أنها بنية لها مكوناتها الداخلية ، هي تحتل موقعا هاما إلى جانب البنيات الفوقية التي تنظر للحياة الواقعية أو الفعلية الممارسة.
وقد أجاد الجنيبي، طوال الجلسة تقديم نماذج مختلفة بصوته من بين الإلقاء والتوقيع الصوتي وقد اختتم الأمسية بقصيدة لغة الصمت التي يقول مطلعها:
يغتشني الصمت إذا انطلقت
في الكون حمائم أشجاني
ومضت تختال على فنن
ربضت في موطن أفناني
فكان الحسن يسامرني
فيذوب الحزن بوجداني
وكأن الشوق يحاورني
لأجيب الشوق بتحناني
وكأني أطياف حملت
ترنيمة صدق تغشاني
تتغلغل في داخل نفسي
لترابط دوما بكياني..
وفي الختام تم تكريم المشاركين في الندوة، من قبل الهنوف محمد، رئيس الهيئة الإدارية لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع دبي.