القاهرة 19 سبتمبر 2017 الساعة 02:16 م
بقلم:ميرفت عياد
تمتلك مرسى مطروح العديد من المناطق الآثارية الهامة منها متحف روميل الذى قام الدكتور خالد العناني وزير الآثار بافتتاحه مؤخرا بعد تطويره بتكلفة بلغت 2.5 مليون جنيه بعد إغلاقه أكثر من 10 سنوات
يعتبر هذا الكهف من أهم المواقع التي تروي فصول وأحداث الحرب العالمية الثانية، حيث كان الفيلد مارشال إيرفين روميل يخطط فيه لمعاركه، وهو واحد من أهم المعالم السياحية التي تتضمنها جولة الحرب العالمية الثانية التي تبدأ من طبرق في ليبيا ، ثم السلوم حيث مقابر جنود الحرب، ثم مرسى مطروح حيث متحف روميل ومسار القوات حتى العلمين، ثم الإسكندرية حيث مقابر الكومنولث بالشاطبي، ثم مقابر الكومنولث في البساتين بالقاهرة.
يقع متحف كهف القائد الألمانى إرفين روميل على شبه جزيرة روميل المواجهة لمدينة مرسى مطروح من الناحية الشمالية، وهو عبارة عن تجويف فى بطن الجبل، على شكل حدوة حصان له مدخل ومخرج عند طرفيه يفتحان على البحر.
يعد متحف روميل كهف أثري أيضا لأنه يعود للعصر اليوناني الروماني، حيث استخدم كمخزن للقمح والشعير، والمياه، لتصديرها إلى الولايات الرومانية، كما استخدم لإمداد السفن وتزويدها بالمؤن اللازمة، لقرب موقعه من البحر، وقد عثر عليه روميل وحوله لمقر له ولقواته المسماة الفيلق الأفريقي، حيث جاء من شرق ليبيا مخترقاً الحدود المصرية الليبية محققاً انتصارات مدوية مذهلة على قوات الجيش الثامن البريطاني، فتمركز في مرسى مطروح، واستمر في زحفه حتى وصل إلى العلمين، حيث دارت معركة العلمين الشهيرة بين القوات الألمانية والإيطالية تحت قيادته ضد القوات البريطانية بقيادة الفيلد مارشال برنارد مونتجمري في شهر نوفمبر عام 1942م.
يستقبلك المتحف بممر صخري طويل ثم يظهر مقر قيادة روميل، حيث مكتبه وهاتفه والتلغراف الذي يتواصل به مع مقر القيادة الألمانية، تعلوه مدخنة دقيقة تتولى مهمة إدخال الأكسجين للكهف، حيث يختفي ثعلب الصحراء عن الأعداء.أثناء تجوالك ستجد على مقربة دولاب عرض يحتفظ بمعطفه الذي يدل على رتبته العسكرية، وعليه آثار الرمال الصحراوية الصفراء، وخرائط للمنطقة عليها علامات حمراء.
يتضمن المتحف مجموعة من الأدوات الحربية وخريطة للمواقع العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، وبعض الأسلحة الصغيرة والخريطة التفصيلية لمعركة "الغزالة" التى تؤكد مهارة القائد الألمانى التى خاضها بالصحراء الغربية، والمعطف الجلدى الشهير للقائد الألمانى، والمنظار الخاص به، ويضم المتحف البوصلة والخرائط التى تحوى ملاحظات روميل بخط يده، إضافة إلى بعض نياشينه وقلاداته العسكرية.
وترجع أسباب غلق المتحف قبل 10 سنوات بسبب ظهور بعض التصدعات والشقوق بالكهف مما يمثل خطورة، وأنه مع بداية أعمال الترميم، تم تعقيم الكهف من خلال رش مادة لتثبيت حبيبات التربة لمنع عمليات النحر، كما تم تبطين الكهف بقميص خرسانة مسلحة، لحمايته من النحر أو الانهيارات ثم تغطيته بمواد مشابه لطبيعة الجبل، ليأخذ الكهف مظهره الطبيعى.
روميل من أهم قادة الجيش الألماني
إرفين روميل من أهم القادة العسكريين في الجيش الألماني ، استطاع أن يحفر اسمه في التاريخ ، ولذلك لقب بثعلب الصحراء نظرا لبراعته وقوته في الحرب فلم يلبث في أي مكان إلا وقد حقق انتصارات عظيمة ، فسيرة حياته مليئة بالقصص والمغامرات ، ولد إرفين روميل في عام 1891 في بلدة هيندنهام الألمانية ، ثم التحق روميل بفرج المشاة الرابع والعشرين كضابط وذلك في عام 1910 ، شارك روميل كملازم في الحرب العالمية الأولى في فرنسا ورومانيا وإيطاليا وأخذ على عاتقه هذه المهمة حتى أنه أصيب ثلاث مرات ، ولكن حصل على وسام الصليب الحديدي من الدرجة الثانية . فضل روميل البقاء في منصبه وأن يعمل كقائد ميداني بدلا من أن يحصل على منصب أركان حرب ، حيث كان لديه الرغبة والحب في أن يدرس في يوم من الأيام في الأكاديميات العسكرية ، وفي غضون الحرب العالمية الثانية تمكن روميل من الحصول على منصب قيادة الفرقة السابعة بانزر في عام 1940 من خلال ترقيته لهذا المنصب ، أي قبل ثلاثة أشهر من غزو فرنسا وهولندا مما جعل هناك غيرة من قبل زملائه الضباط ، فقد رفض روميل هذا المنصب منذ البداية ولكن تمت موافقته بعد إشادة الجميع حوله بخبرته الواسعة .
كان لرومل الدور الأكبر في عام 1940 وذلك بعد فشل فرقة البانزر للوصول إلى بلجيكا وفرنسا بسبب وجود الجسور المدمرة وانتشار القناصة ونيران المدفعية البلجيكية ، فأمر روميل بحرق عدد من المنازل لإخفاء الهجوم مما ساعده على نجاح هذه المهمة ، – تم تكليف روميل في عام 1941 بدعم القوات الإيطالية وذلك بشمال أفريقيا وكان له النصيب الأكبر بأن يحقق أقوى وأعظم الانتصارات حتى أن أخباره قد وصلت إلى هتلر في ألمانيا مما جعل هتلر يأمر بترقيته ، أمر روميل بسحب الجيش الألماني من شمال افريقيا نظرا لقسوة حرارة الجو في الصحراء ، ولكن فور علم هتلر بذلك رفض ذلك وأمر الجيش الألماني أن يهاجم القاهرة وبالفعل زحف الجيش الألماني نحو الهدف ولكن القوات البريطانية قد أوقفته على بعد 200 كيلو من الإسكندرية.
حقق روميل انتصارات عدة في مصر ، مما تسبب في نقص أسلحة القوات الألمانية وترتب عليه خسارة معركة العالمين الثانية في مصر على يد الجنرال الإنجليزي مونتغمري قائد الجيش الثامن البريطاني عام 1942، كان لروميل الدور في قيادة القوات الألمانية والإيطالية في معركة مدنين بالجنوب التونسي وهي آخر المعارك التي تمت في شمال إفريقيا ، وهذه المنطقة تمت انتصارات عدة على القوات البريطانية وكانت سببا رئيسيا في تراجع القوات البريطانية من مدينة طبرق بليبيا إلى مصر حتى منطقة العالمين بشمال غرب مصر .
عاد روميل إلى ألمانيا وذلك رغبة منه في ذلك وخاصة بعد انتقادات روميل لقيادة هتلر في عام 1944 ، تعرضت سيارته إلى الهجوم الجوي آنذاك ولكنه استطاع أن يهرب مع وجود إصابات عدة في رأسه وتوفى روميل وتمت له جنازة عسكرية .