القاهرة 1 أكتوبر 2017 الساعة 01:51 م
أحمد طوسون
التقرير:
اسم العمل: خريطة مصر أم الدنيا
تأليف: عبدالله مرشدى
من بين النصوص التي تقدمت لمجلة مصر المحروسة وعددها 11 قصة، اخترت قصة "خريطة مصر أم الدنيا" للكاتب عبدالله مرشدي.
التقييم الفني:
نبذة عامة: الكتابة للأطفال تعد من أصعب أشكال الكتابة الإبداعية، فبخلاف القواعد العامة للكتابة الإبداعية، تتطلب الكتابة للطفل مراعاة قواعد إبداعية خاصة بأسلوب الكتابة واللغة المستخدمة والأفكار المطروحة والقيم التي يرسخها العمل داخل الطفل والقواعد التربوية المرتبطة بالفئة العمرية الموجه إليها العمل الإبداعي، كما يتطلب النص الموجه للطفل مراعاة استخدام رسوم تساعد في استيعاب الطفل للنص وقد تضيف إليه بشكل مواز، ومراعاة الأسلوب الإخراجي والألوان المستخدمة، إلى جانب أحجام الصور، وغيرها الكثير، حتى تصل الأفكار بسهولة ووضوح إلى الطفل.
فكرة القصة: تقوم فكرة قصة "خريطة مصر أم الدنيا" على تعرض خريطة مصر التي يروج لبيعها الولد الصغير عند سفح الأهرامات_ مساعدة لوالده_ للتمزيق من شخص مخيف الشكل (في دلالة تقليدية على قوى الشر)، وتكون مهمة الأب حين يلجأ إليه الابن لانقاذ الخريطة بعد تمزيقها مساعدته على جمع أجزاء الصورة وإعادة تجميعها ولصقها من جديد بالاستعانة بالصورة الآخرى الملازمة لخريطة مصر (في ظهر الخريطة)، وهي صورة المسجد الذي يحتضن الكنيسة، والتي تساعدهما بسهولة على استعادة تجميع ولصق الخريطة بشريط لاصق من القلوب الحمراء (في إشارة إلى الحب)، لتصير الخريطة أشد قوة وصلابة وتماسكا.
لماذا اخترت هذه القصة:
1- حاول الكاتب من خلال قصته أن يقدم مفهوما مبسطا لأهمية الوحدة الوطنية بين ابناء الوطن الواحد من مسلمين ومسيحيين، ما بين المسجد والكنيسة، في الحفاظ على خريطة مصر قوية متماسكة ضد محاولات تمزيقها وتفتيتها، من أعداء ربما يعيشون بيننا وعلى أرضها، كما حدث في القصة.. فالعدو الذي قام بتمزيق الخريطة يعيش بيننا، وقد يكون واحدا منا أو زائرا لزيارة الأهرامات، هذا ليس مهما، الأهم هو الجدار القوي الذي يحمي وحدة خريطتنا، وهو الحب الذي يجمع بين عنصري الأمة المصرية المسلمين والأقباط، من خلال الشكل الكلاسيكي لبناء القصة وحبكتها من مقدمة وعقدة وحل، حين يقوم صاحب الوجه المخيف بتمزيق الخريطة عند سفح الهرم، ويلجأ الولد الصغير إلى أبيه ليساعده في الوصول إلى حل يعيد تجميع الخريطة ولصقها من جديد، ويجد الأب الحل في الصورة التي يجدها مرسومة على الوجه الآخر من الخريطة لجامع يحتضن كنيسة تساعده على إعادة تجميع الخريطة بسهولها ولصقها بلاصق قوي من القلوب الحمراء لتعود الخريطة أشد قوة وتماسكا، وتصل الفكرة بسهولة لعقل ووجدان الطفل، دون الوقوع في المباشرة الفجة التي يسقط فيها كثيرون حينما يتعرضون للكتابة الأدبية في هذا الموضوع وبخاصة عندما يخاطبون الطفل.
2- وفق الكاتب في اختيار عنوان القصة: "خريطة مصر أم الدنيا".. فالخريطة تعبر عن الوطن بوضوح، ولا يحتاج الطفل إلى جهد لمعرفة سبب تسمية مصر بأم الدنيا، فالقصة تحيله سريعا إلى سفح الأهرامات في إشارة إلى العراقة الضاربة في عمق التاريخ.
3- الجامع والكنيسة كانا السبيل الذي هدى الأب لإعادة تجميع الخريطة ولصقها بما يحملاه من رمز ديني، وأهمية مكانة الدين عند المصريين، وبما يحملاه أيضا من فكرة ثقافة التعدد والاختلاف داخل الجسد الواحد على أهميتها، وأهمية زرع ثقافة التنوع والتعدد في نفوس أطفالنا.
4- أسلوب الكاتب نجح في اجتذاب القاريء الطفل من البداية حين تعرض الولد الصغير لتمزيق خريطته من صاحب الوجه المخيف، ليتفاعل الطفل القاريء مع الحدث ويتابع مع الكاتب كيفية انقاذ الخريطة بعد تمزيقها.
5- رغم قصر القصة نسبيا، إلا أن الكاتب لم يكتف بالسرد واستعان بالحوار الذي أضاف الكثير من الحيوية إلى النص، كذلك الحركة بين أكثر من مكان داخل النص والانتقال من سفح الأهرامات إلى الأب.
6- تدريب الطفل على أهمية الصورة، وربط موضوع القصة بلعبة "تجميع الصور" الشائعة بين الأطفال.. ويعد استخدام ألعاب الأطفال في نسيج القص واحد من أسباب جذب الطفل إلى العمل.
7- اللغة سلسة وجذلة ومناسبة للفئة العمرية التي يتوجه لها النص من 6 إلى 12 سنة.
8- يحرص الكاتب على بث القيم التربوية وتمريرها بشكل غير مباشر، من خلال الحدث، وليس من خلال مقولات جاهزة، كما في موضوع القصة الرئيس الذي يحرص على أهمية الوحدة الوطنية والحب الذي يجمع ما بين صورة الجامع والكنيسة وكان سببا في إعادة تجميع الخريطة ويعد كشريط لاصق يقوي خريطة مصر ويزيد تماسكها.
9- أو كالأشارة إلى أهمية القراءة والكتابة.. حين يستنكر الولد الصغير على أبيه قدرته على الوصول إلى الحل في مواجهة تمزيق الخريطة وهو لا يجيد القراءة والكتابة.. (مسح الأب بيده على شعر ولده الصغير بحنان، وقال له: لا تحزن يا ولدى، سوف نعيد الخريطة كما كانت فى ثوان معدودة.
قال الولد الصغير باستغراب: كيف ذلك يا أبى، وأنت لا تجيد القراءة والكتابة ؟!)
10- وكذلك الإشارة إلى مساعدة الابن لأبيه في اكتساب الرزق ببيعه للخرائط، وأهمية مساعدة الابن للأب التي تتوازى مع أهمية الاستعانة بخبرات الكبار عند مواجهة المشاكل كما حدث حين لجأ الابن إلى أبيه حين مزقت الخريطة للاستعانة بخبراته في إعادة تجميعها.
رابط القصة الفائزة بمسابقة مجلة مصرالمحروسة
http://www.misrelmahrosa.gov.eg/NewsD.aspx?id=51637