القاهرة 19 سبتمبر 2017 الساعة 01:04 م
قصة/ عبدالله الحداد
رجع الولد الصغير ـ الذى يساعد والده فى بيع خريطة مصر للزائرين عند الأهرامات ـ مسرعاً.
وقال لوالده بصوت حزين : رجل شكله مخيف يا أبى عندما رآنى وأنا أنادى وأقول "خريطة مصر أم الدنيا أخذ منى الخريطة ومزقها بقوة.
مسح الأب بيده على شعر ولده الصغير بحنان وقال له : لا تحزن يا ولدي سوف نعيد الخريطة كما كانت فى ثوان معدودة.
قال الولد الصغير باستغراب: كيف ذلك يا أبى وأنت لا تجيد القراءة والكتابة ؟!
قال الأب: اجلس بجانبى يا بنى وسوف تعرف.
جلس الولد الصغير بجوار والده، وراح ينتظر بشوق ماذا سيفعل والده ليعيد الخريطة كما كانت؟!
أمسك الأب بقطع أوراق الخريطة الممزقة، ثم قلَبها على الوجه الآخر، وراح يضع أجزاء الصورة المرسومة على الوجه الخلفى للخريطة بجوار بعضها البعض، فظهرت صورة المسجد، ففرح الولد الصغير كثيرا، وراح يساعد والده فى تكوين الصورة الأخرى ، فهو يعرفها تماما فقد شاهدها مرات و مرات، وهو يبيع الخرائط، ولكن لم تخطر بباله هذه الفكرة ، وعندما اكتملت الصورة، وظهرت صورة الكنيسة وهى تحتضن المسجد.
أسرع الولد الصغير، وأمسك شريطًا لاصقًا قويًا ، وراح بمساعدة والده يلصقان الصورة حتى صارت قوية ومتينة جدًا.
وبسرعة شديدة أعاد الولد الصغير اللوحة إلى الوجه الأول، فوجد خريطة مصر قد عادت كما كانت.
فرح الولد فرحًا شديدًا، ثم رفع الخريطة عاليًا، وراح يلف ويدور وهو يغنى :"مصر أم الدنيا ...مصر أم الدنيا "
ابتسم الوالد، ثم قال لولده الصغير : أحتفظ بهذه الخريطة معك يا بني وقل لمن تبيع لهم خريطة مصر، إذا تمزقت الخريطة ذات يوم، فأقلب الخريطة على الوجه الآخر، وقم بترتيب أجزاء الصورة المرسومة فى الخلف، عندئذ ستعود الخريطة كما كانت ، ثم أعطهم هذا الشريط اللاصق القوى الذى رسم عليه قلوبًا حمراء جميلة ، وبداخلها نفس الصورة المرسومة على الخريطة من الخلف.
فرح الولد الصغير كثيرًا ، وراح يتنقل من مكان إلى مكان كالحمامة البيضاء، وهو ينادى بقوة وشجاعة : خريطة مصر أم الدنيا ...خريطة مصر أم الدنيا.
رابط التقرير النقدى لـ أحمد طوسون عن القصة الفائزة بمسابقة مصر المحروسة
http://www.misrelmahrosa.gov.eg/NewsD.aspx?id=51638