القاهرة 19 سبتمبر 2017 الساعة 10:55 ص
ارتكن بجوارها و هو يلقف أنفاسه . نظرت نحوه نظرة بائسة :
- ماذا بك ؟ .
- أنفاسي متعبة .
- لماذا ؟ .
- أنا مريض قلب .
قالت ، و هي تشد الغطاء لتداري عريها :
قال و هو يغلق جفنيه :- أمعقولاً .. منذ متى ؟ .
- منذ سنوات خمسة .
قالت هي ترتدي ملابسها الداخلية تحت الفراش :
- لم تقل لي قبل الزواج .
قال بخجل :
- لم أرد إزعاجك .
- أنت الآن سببت لي شديد الازعاج .
قال آسفاً :
- توقعت أن العلاج أعاده إلي سيرته الأولى .
يا حظك يا هبة بعد تلك السنين يكون زوجك مريض قلب .. دائما لا حظ لك برغم كثرة حسادك على جمالك .
لقد ظلت تسع سنوات من بعد طلاقها دون زواج حتى ظهر لها مصادفة برغم تقدم العديدين لها . كان المعيار الأول الذي كانت تقيس به الشخص المتقدم هو مدى استقباله لآدهم طفلها ذي العشر سنوات هل يقبل وجوده معهما دون ضيق أو تفرقة مع اخوته فيما بعد و الأهم مدى استقبال ابنها له . لذلك كل من تقدم لها يعرف رضا الابن هو بداية الطريق إليها . من يحضر علبة شيكولاتة أو لعبة أو كتاب أطفال أو قميصا أو تي شيرت الأهلي الفريق الذي يعشقه . يأخذ الهدية بفرح ثم في الزيارة الثانية يعود بها و يتركها أمامه صائحا و هو ينظر نحو أمه :
- لا أريدها .
قد يأخذه مع أمه في خرجة إلى إحدى ملاهي الأطفال بعد أن يلعب اللعبتين التي يعشقهما الحصان الكهربائي أو العربات المتصادمة يعود باكيا نحو أمه التي تجلس مع المتقدم لها و يصر على انصرافهما .
أما معه .. الأستاذ رياض كما تسميه هبة أو جدو رياض كما يسميه آدهم لأنه يقترب من شكل أبيها من انسحاب شعر الرأس و بياضه و الشارب الكثيف و كرش البطن . كان تعامله مختلفا عن الآخرين -لم يحضر له هدايا عند قدومه أو يأخذه في نزهة - كل ما فعله يضمه معانقا بحرارة مرتبا على ظهره كل تقدم نحوه مسلما :
- ازيك يا جدو .
مع إن كلمة جدو تضايقه برغم أن سنه يقترب من جده الحقيقي .. ثم يجذبه ليجلس على إحدى ساقيه .
يتكرر مشهد اقبال الابن على العريس المتقدم مع كل زيارة و لا يتركه إلا إذا نهرته الأم ليتركه :
- أدهم اترك عم رياض يجلس براحته .
أمام انسجام العلاقة ما بين الابن و العريس الجد المتقدم قبلت به برغم أنه أكبر من تقدم لها .. المهم الولد . كانوا جميعا في سن الشباب و الرجولة . تشعر من ضمة اليد لها أن من يشتعل رغبة سيشعل كل مكنونها ، و يخرج منها المخزون المقبوض عليه لسنوات . لا تنسى منهم مفتول عضلات الصدر و الذراعين .. عرض الواحد منهما بعرض جسم الابن كله . كلما جذبه ليضمه عند زيارته شعر بضغط رهيب على جسده النحيل مع أنه يظهر له رفقه . أصبح يجري منه هاربا كلما تحرك نحوه ماداً يده نحوه مسلما . بينما يخاف الابن من ضمته كانت هي كلما رأته تحلم أن تقع بين ذراعي ، و يعصر جسدها البض ، و تلصق ثديها البارز بصدره الصلب .
صحبهما في جولاتهما هم يشترون ما يفرشان به شقتهما ، لم يبخل عليها في أي شيء اختارته . لذلك اكتمل فرش شقتهما بكل ما كانت تحلم به ثلاجة مستوردة ببابين .. ديب فريز .. غسالة فول اتوماتك .. غسالة أطباق و أثاثاً مصنوعاً في دمياط . ألفه آدهم . في كل مرة يطلب منه شيئاً مختلفاً ، و لا يتردد جدو رياض في شراء ما يريده قطاراً .. سيارة .. حصاناً و طبلة ألح في طلبها صدع بها دماغ أمه بعدها .. حلويات بالذات البسبوسة التي يعشقها .. ملابس تي شيرت مكتوب عليه الأهلي حديد . لم يضايقه مرة مصاحبته لهما .
و آخر رفيع الجسد ذو سمرة طويل القامة يعمل حلاقا للسيدات .. تعرفت عليه و هو يصفف شعرها أخترقها بنظراته " نظرة الثعلب المكار " كما تسميها . تدور عيناه في محجريهما و فجأة تثبت عليها و ابتسامة تعلو خذيه كأنما تقول أني أراك من الداخل .. أرى تقوس خصريك و بروز بطنك تود يداً مثل يده تجري في انثناءتها . أرى استدارة ثدييك و الحلمتين البارزتين تنتظران من يلقفهما بين أنياب فمه . ما تحت البطن أرى الحوض الملتهب ينتظر من يخترقه ليطفأ لهيبه . حركت نظراته الوقحة مياها من الداخل . حاولت أن تبتعد بعينيها عن سهام نظراته حتى لا ينكشف مكنونها أمامه فيزداد هجوم نظراته عليها و يقوى اختراقه لها . عندما فاجأها بطلب التقدم لها انفتحت نفسها لنظراته المتلصصة . قبلت به برغم أنه متزوجا . لكن الابن من أول نظرة تلطف مصطنعة من الثعلب المكار نفر و فر منزعجا .
مضت ثلاث ليال بالتمام هانئة ولا بأس بها . الليلة الأولى للزواج أرضتها .. كانت في غاية الاشتياق للقاء الرجل . و الحق الرجل أبلى بلاء جيدا بعد تناول العقاقير المساعدة أوصلتها إلى ذروة الاستمتاع . ارتجف الجسد و تأوهت بعلو الصوت كما كانت تحلم في لياليها المنفردة أن يعلو عند لقائها بالرجل الفحل و هو يخترق عمق أحشائها . تحرك جسدها في تموجات متتابعة ، و ضمت الكهل قابضة عليه بكلاي ذراعيها برغم أنها شعرت أنه يريد أن يفك نفسه منها لا أن يقبض عليها كما قبضت عليه . لكن بعد اللقاء أسند ظهره لخلفية السرير و أخذ يلقف أنفاسا سريعة متتابعة . لمحت أن القلب يضرب صدره بقوة . لم تسأله عما به .. لو سألته و أفاد بتعبه فعليها الابتعاد عنه .
الليلتين التاليتين لم تصلا فيهما إلى ذروة الأولى لكنها سارت معه شوطا حرك فيها أشياء جميلة بلا تأوه أو رجرجة .. رضيت بها متنازلة عن الوصول إلى مشاهد الجموح التي كانت تدخل عليها عبر الشبكة العنكبوتية .
و ... في الليلة الرابعة توقف برغم أنها تمص شفتيه بعنف و تدخل لسانها داخل فمه و حاصرته داخل ذراعيه .. أبعدها ثم صدمها و هو يلقف أنفاسه بأنه مصاب القلب .
- نصحوني أن ابتعد عنك . على الأقل حتى تتحسن الحالة .
قالت في ريبة :
- من الذين نصحوك ؟ .
- الطبيب .
قالت بحدة :
- لماذا لم يقل لك قبل الزواج ؟ .
- لم يبلغني الطبيب مباشرة لكن أبلغ الأولاد الذين ذهبوا إليه قبل زواجنا و الأولاد أبلغوني .
قالت و هي تهز رأسها :
- آه .. العيال هم السبب .
قال حاسما :
- المرض هو السبب .
صاحت و هي تضرب بكفيها على ظهر فخذيها ضربا متكرراً :
- الأولاد السبب .. المرض السبب .. أنت السبب المصيبة واحدة .. حرام عليك لماذا تزوجتني . لماذا تزوجتني .. لماذا ؟ .
- الزواج لا يكون إلا بتلك الأشياء ؟.
تحولت إلى قطة شرسة قفزت عليه أنهشت أظافرها بجسده ، و جذبت ياقة جلبابه نحوها مرات متعددة :
- لا يكون .. لا يكون .. لا يكون .
أخذت ترفسه بقدمها مرات متتابعة :
- حرام عليك يا أخي .
و من خلفها كان الابن يحاول جذب أمه و هو يصيح باكياً :
- حرام عليك يا ماما .. لا تفعلي هكذا مع جدو رياض . حرام يا ماما .
تركت الرجل و ضمت الولد و أجهشا سويا بالبكاء .