القاهرة 19 سبتمبر 2017 الساعة 10:08 ص
علي ازحاف ..قاص وشاعر _المغرب
حافلة سريعة عبرت الشارع
خلفت وراءها سحابة غبار
سحابة غبار ملأت الهواء
هبت عليها ريح صرصر عاتية
نفخت فيها من روحها
وقادتها نحو شعاب الغابة...
لكن الغابة لم تكن في حاجة
إلى ريح كي تنحني أشجارها
ولم تكن الأشجار عارية
لتسقط عن أغصانهاأوراقها
ولم تكن الأوارق قد اصفرت
ليغطيها لون الطين الأرمد
ولم يكن الطين قد جف من ماءه
ليتحول إلى غبار مكين
لكن الغبار كان في كل مكان
وانتشر ما يشبه الذباب
أحمرٌ غطى ًوجهَ السماء.
فاشتبك الشجر بالهباء
وبطين الأرض فحجب
عن الخليقة الأنظار..
وتسرب الى البصيرة والأبصار
فأعلنت الطبيعة على بعضها
حربا ضروسا ضارية
ومرت الأيام خافية
كماسفن سارية جارية...
فغض الماء وتلف الزرع
وجف الضرع وانتشر الوباء
واسود وجه الأيام و اكفهر...
ثم بعد كر وفر وتعب مُستقَر
أعلنت الريح والأشجار
والغبار والطين مرة واحدة
هدنة على جميع الملأ ،
(إلا الحافلة التى كانت قد إبتعدت في المسير)
واتفقوا دون أي جهد عسير
على أن:
( السعادة ليست فراشة في السماء تطير)