القاهرة 15 سبتمبر 2017 الساعة 1:26 م
كتبت: نهاد المدنى
اختتم أمس المهرجان الرابع لفنون الأرابيسك والمشربيات ببيت السنارى، حيث بدأت الفاعليات بافتتاح معرض للفن التشكيلى والتصوير الفوتوغرافى، يليه ندوة عن فن المشربيات وعرض لفرقة التنورة.
وعلى هامش فعاعليات المهرجان الفني الرابع لفنون المشربيات التقت مصر المحروسة بالأستاذ الدكتور محمد الديب رئيس الجمعية المصرية للأرابيسك والمشربيات وتكلم عن عشقه لفن المشربيات، وصرح أن المشربية مشتقة من كلمة مشربة، وجمعها مشربات أي الإناء الذي يشرب منه. كما أن لها تعريفا آخر، وهو الغرفة؛ لأن المشربية هي غرفة بارزة عن سمت الحائط والمشربية تصنع من الخشب المنقوش والمزخرف والمبطّن بالزجاج الملون. تعتبر المشربية من سمات العمارة على مدار عصور كثيرة واستخدمت في القصور والمساجد والأسبله.
ويكثر استخدام المشربيات في القصور والبيوت، ومن النماذج الناجحة للبيت الإسلامي، بيت السحيمي وبيت السناري وجمال الدين الذهبي وزينب خاتون وبيت الهواري إلا أنها استُخدمت أيضا في بعض المباني العامة مثل: دور الإمارة والمستشفيات المشربية معالجة معمارية تسمح بدخول الرياح الملطفة واسعة الشمس بطريقة سليمة. وبدأت تتلاشي المشربيات في بدايات القرن العشرين حتى عادت في الآونة الأخيرة للظهور بأساليب مختلفة وخامات متنوعة، وهذا ما نسعى إليه لتخفيض تكلفتها وتصنيعها نظرا لأهميتها، فأصبحت تُصنع من الألمونيوم ويُضيف لها الزجاج للتحكم بالأتربة، وهي حل عملي لتحقيق الخصوصية، وأيضا من الخامات البديلة المعالجة لتصنيع المشربيات بتكلفة أقل خشب النخيل المعالج بالمواد التي تقاوم الحرارة والرطوبة؛ لتظل المشربية ذلك الفن الشرقي المبدع أداة عبقرية للاستمتاع بالإضاءة الطبيعية والتهوية الجيدة.
وعن أهداف المهرجان صرح الديب أنه يهدف إلى الحفاظ علي الهويه المصرية ومواجهة الإرهاب بالأساليب المختلفة في الفنون والثقافة والتدريب على الحرف التراثية وإتاحة الفرصة لأن ينخرط الشباب في المجتمع وتنمية روح الفن والثقافة عن طريق ورش العمل والتوصيات التي تنتج من هذه الفعليات، وتدريب الشباب على جماليات العمارة الإسلامية التاريخية التي تتميز بها المشربيات والموجودة في القاهرة التاريخية ومحافظات مصر المختلفه لتطوير صناعة المشربيات من خلالهم وتطبيق مختلف التقنيات الحديثة والديكورات بواجهات الفنادق المتطورة والمباني الحديثة كما من أهدافنا دراسة معوقات الإنتاج الفني والدراما للأفلام والمسلسلات المصرية ووضع خطه لتسويقها بشكل علمي لجيل المسلسلات والأفلام التاريخية مع الحفاظ على العمارة الاسلامية المصرية المتميزة.
أيضا عمل ورش مختلفة لتدريب شباب المدارس الفنية على جماليات الحفر على الخشب والزخارف المختلفة لفنون المشربيات.
كما صرح الأستاذ أيمن منصور مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية ومدير بيت السناري أن مكتبه الاسكندرية منذ أن نظمت النشاطات ببيت السناري لديها هدفين مهمين تسعي لتحقيقهما أولهما بناء على طبيعة بيت السناري الأثري هو الاهتمام بكل ما له علاقة بالتاريخ والتراث والآثار والهدف الثاني هو الاهتمام بثقافة الجمال وهي عنصر أساسي مكمل للآثار والفنون والعمارة في تاريخنا ولكن للأسف نحن نحيا ثقافة قبح في حياتنا اليومية واعتياد القبح أصاب الناس جعلتهم لا يدركون الجمال، لذا أدركنا أننا نبحث عن الجمال ونبرزه حتى نشير إليه فينتبه ويدرك جماله.
وأضاف منصور أن مهرجان المشربية الذي يشرفنا استضافته بالتعاون مع جمعية آربيسك ومشربية يخدم هذين الهدفين من خلال التعرف على جمال التراث والعمارة والفنون الإسلامية من خلال فن المشربية الذي يعتبر عنصرا رئيسيا في أي عمارة إسلامية قديمة وأيضا الأهتمام بتعريف فن المشربية من خلال التعريف بها ودراستها وتسويق طريقة صناعتها من خلال الورش وإتاحة التعمق في تفاصلها.
كما صرح منصور هذه المهرجان سوف يتكرر بصفة دائمة، لكى نزيد وعى الشباب بالتراث والحرف القديمة وإعادة صياغتها بصورة تواكب العصر الحديث.