القاهرة 12 سبتمبر 2017 الساعة 02:11 م
قامت من نومها بعد منتصف الليل. تأففت من البرد. صبرت نفسها أنها ستدفأ بعد قليل. فهذه ليلة السبت، وقد استرخى الناس بعد أن قضوا إجازة يوم الجمعة. وسيكون ضغط الماء قوياً، بخلاف الليالي الأخرى، التى لا يصعد فيها الماء إلى الأدوار العليا، ولا بالنيابة .
سُرت وقد صح توقعها واشتعل السخان .
خلعت ملابسها، واستمتع جسدها بالماء الساخن ينساب من فتحات الدش، أمسكت الصابونة واللوفة. خدش السكون صوت موتور. أصغت إليه. صوته متقطع كأنه مصاب بالزغطة. الحمار الذى تحتها، لم يكفه غسيل المواعين نهاراً، والهانم ممددة على الكنبة والسيجارة في يدها، ويزاحمها ليلاً، ويسحب الماء. تحرجت أن تزعق عليه في هدأة الليل ليتوقف، كما تفعل نهاراً، ليتيح لها فرصة للانتهاء مما في يدها .
توقف الموتور. صبنت رأسها بسرعة، ووضعتها تحت الماء، دار موتور.. أرهفت السمع. مزعج ويشبه دوران موتور جرار الحرث، أم محمد التي تزجج حاجبيها، وتضع كحلاً ثقيلاً، وابنها على وشك الزواج. كف الموتور عن النهجان. أسرعت تزيل الصابون الذى حرق عينيها. دار موتور الحمار ثم توقف فجأة. ضحكت.. خاف مني. وأخذت تليف عضواً وتغسله بسرعة ثم آخر وهكذا، حتى إذا انقطع الماء نهائياً، غير ملقِ بالاً لعويل الموتورات، شطفت باقي جسدها من ماء حجزته في جردل من البلاستيك، قبل أن تشرع في الاستحمام. انسحب الماء، دون أن تسمع صوت موتور. اقتربت من نافذة الحمام المطلة على المسقط.
سمعت صوتاً به شخللة كصوت الخلاط يطحن الفول السوداني، الذى لم تعد أسنانها تقوى عليه . موتور راتب البقال. ما الذى أيقظه الآن، وهي معتادة على سماع دوران موتوره قبيل الفجر، ليتوضأ، فتفقد قشة النوم التي كانت على وشك التعلق بها، وتتابع خطواته المتسللة على السلم ذاهباً إلى المسجد، لعلها زوجته التي قامت. أدارت موتورها، وبعد قليل توقفت، وتتابع تشغيل الموتورات ، كل منها مدة، ثم يتوقف ، وهكذا .
جلست على حافة البانيو، تنفض شعرها، وتلفه بفوطة، وجففت جسدها، وقد زالت الرعشة التي انتابتها بعد توقف الماء. ومنت نفسها بنومة لذيذة ، في ليالي السبوت.