القاهرة 12 سبتمبر 2017 الساعة 01:18 م
سام هاميل شاعر أمريكا الكبيرأيقونة المناهضة للحرب على العراق في 2003م . تجسّد موقفه في تأسيس موقع «شعراء ضدّ الحرب» الذي نشر فيهالآلاف من القصائد ،لشعراء من جميع أنحاء العالم , فور مغادرته للبيت الأبيض محتجاعلى قرار الغزو . كانت لورا بوش هي من دعته للمشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للشعر.صديقي الذي أفتخر به و الذي زارني في بيتي بالمنصورة و جلس معنا في الفيشاوي و تجول معنا في منطقة الأهرامات و ابتسم و هو يرانا نأكل طائر السلام على حد قوله في المطعم الذي طلبنا فيه حمام و كباب و الذي كتبقصيدة القاهرة قبل مغادرته لمصر و ذكر بها اسمي في ديوانه "يقاس بالحجر". صديقنا جميعاو صديق محمود درويش و سميح القاسم و صلاح الحمداني. صديق الفلسطينيين و العراقيين و الرهبان في التيبت و الرعاة الافغان و كل المظلومين الذين يعانون في شتى بقاع الأرض .
أكتب عنك الآن لأقول لك في مرضك في عامك الرابع و السبعين أننا جميعا ممتنون و سعداء بفيض عطائك و أن نور الحقيقة الذي جاهدت من أجله و مازلت. و أنت في هذه السن لابد أن يصل إلى الجميع. أنت الذي عُنّفت و عُذبت كطفل متبنىفهربت من البيتوصرت طفل شوارعبين المخدرات و سرقة السيارات عشت. فقبض عليك و قضيت مدة عقوبتك في قاعدة حربية ،وخدمت في قوات المارينز. ثم بدأت علاقتك بالكتبلتقرربشجاعة أن تضع سلاحك(بعد قراءة ألبير كامو و فلسفة البوذية والزِّن ) وتخرج لتكمل تعليمك الجامعي في جامعة سانتا بربارا - كاليفورنيا مع كينيث ريكسروث.آمنت أن الشعر قد أنقذ حياتك، فصرت منقذا لحياة الكثيرين.
إننا كأدباء فخورون بك .سعداء لأنك واحد منا، نموذجا للبطولة و الانتصار على الألم الذي دفعك أن تخففه عن غيرك لأنك ذقت مرارته ، فتقرر أنتتطوع للتدريس للمساجين داخل السجون الأمريكية لأكثر من أربعة عشر عاما ، وتفتح مأوى مع زوجتك الرائعة الرسامة الراحلة جراي فوستر لتساعدا النساء المعنفات والأطفال المضطهدين.تركت لنا ما يقارب الأربعين كتابامنهاأربعة عشر ديوانا اختار منهم على سبيل المثال .إمتنان-الوجهة صفر-الجنة تقريبا - حظ أبكم - يقاس بالحجر.
بالإضافة إلى ترجماتك عن اليونانية واللاتينية والاستونية و اليابانية والصينية شكرا لأنشائك كوبر كانيون برس و عملك بها محررا وناشرا منذ عام 1972و حتى 2004 ، حيث نقحت و حررت وأعددت و قدمت الكثير من الكتب منها الأعمال الكاملة لكل للشاعر الرائع كينيث ريكسروث وقصائد طوماس ماكجراث وهايدن كاروث.و هنا لا أنسى ترجمتي لديوانيك الجنة تقريبا و يقاس بالحجر و اللذان صدرا عن المركز القومي للترجمة فوصل صوتك ووصلت رسائلك إالى لعالم العربي. حصلت على جوائز وطنية و دولية من بينها جائزة مؤسسة جوجنايم المنحة الوطنية للفنون، وجائزة هيئة الصداقة الأمريكية اليابانية، وجائزة حاكم ولاية واشنطن للفنون و جاء دورنا الآن لنقدم لك جائزة المحبة و الشكروأمنياتنا الطيبة بالشفاء، نقول ببساطة.أنت بعيد جدا تفصل بيننا مسافات و طائرات لكنك أقرب ما تكون .أنت في قلوبنا.هذه رسالتنا إليك في كل يوم و في أي يوم. لأن كل يوم لنا معك جدير بالاحتفال.