القاهرة 12 سبتمبر 2017 الساعة 12:29 م
بقلم : أكرم مصطفى
عن سلسلة آفاق عالمية التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة صدرت رواية ميد لمارش لجورج إليوت، وقام بترجمتها الشرقاوي حافظ. . والرواية تتكون من 86 فصلا يتصدر كل فصل اقتباس لكاتب عالمى بلغته الأصلية سواء انجليزية قديمة أو فرنسية أو إيطالية أو أسبانية،أو ألمانية ، وغيرها من اللغات الأخرى ، وقد أوردت الكاتبة الاقتباسات بلغاتها الأصلية دون ترجمتها، ولله الحمد قمت بترجمة هذه الاقتباسات من لغاتها الأصلية ، كما قمت بوضع هوامش توضح أهم الأحداث والشخصيات التى وردت فى الرواية ، فالرواية فعلا أخذت منى جهدا جبارا. أتمنى من الله أن يكلل هذا التعب بقرائتكم لها وإعجابكم بها، فقد تناولت الصحافة الرواية سواء فى لغتها الأصلية أو فى ترجمتى ، التى أرجو من الله أن تنال إعجابكم، وكتب عنها الكثير. والرواية
تتعدى الألف صفحة، مما كتب عنها :
إن أهمية رواية مدلمارش(Middlemarch) تكمن في تصويرها حياة المجتمع الإنجليزي في مطلع القرن التاسع عشر بجميع شرائحه وطبقاته، وإلقائها الضوء على جوانب حياة أفراده الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كافة دون أن تهمل تأثير التطور العلمي والاكتشافات الحديثة في ذلك المجتمع.
كما أن أحد أكثر الجوانب التي برعت بها الكاتبة هو الغور في أعماق النفس البشرية؛ حيث صورت الأحاسيس واللواعج الكامنة هناك، كما استطاعت تحقيق نجاحٍ فريدٍ عندما رسمت ملامح شخصياتها الجسدية والفكرية وكذلك النفسية، ما يجعل القارئ يشعر وكأن الكاتبة قد نقلته في مرحلة ما من مراحل روايتها إلى الواقع الذي تعيشه شخصيات روايتها حتى يظن أنه يعيش بينهم ويكاد أن يشاركهم بعض أحاسيسهم ويتبنى بعض أفكارهم.
أما عن المؤلفة فهي (ماري آن إيفانس Mary Ann (Marian) Evansx ) وهي روائية إنجليزية ولدت في 22 نوفمبر1819وتوفيت في 22 ديسمبر 1880 وهي أكثر شهرة باسمها القلمي (جورج إليوت).
أما عن الباعث وراء اختيارها اسمًّا ذكوريًّا فذلك لأنه - بحسب رأيها- أرادت أن تكون واثقة من أن تأخذ أعمالها على محمل الجد، وحتى لا يعتيرها القراء كاتبة رومانسية لمجرد أنها امرأة، رغم أن العديد من النساء كُن مؤلفات في ذلك الوقت في أوروبا، ويُعتقد أيضًا أنها غيَّرت اسمها لتبتعد عن عالم الشهرة كي لا يتطرق أحد إلى علاقتها مع الفيلسوف (جورج هنري لويس) الذي كان متزوجًا في ذلك الوقت.
وقد شيد لها نصب تذكاري بعد مرور مئة عام على وفاتها أي في عام 1980 وضع في زاوية الشعراء ضمن مقبرة كنيسة ويستمنستر آبي، وهو دير كبير في وستمنستر في لندن، وكان هذا الدير هو المكان التقليدي لتتويج ملوك إنجلترا، وفيه أيضًا كان يدفن ملوكها، وفي هذا دليل على مدى ما بلغته ماري آن إيفانس من حفاوة وتقدير، كما أطلق اسمها وكذلك أسماء رواياتها على العديد من المباني الرئيسية في مسقط رأسها لندن.
يؤكد الكتاب عندما صدرت رواية ميد لمارش عام 1870. التي قالت عنها مجلة "بلا كوود": هذه الرواية تمنح جورج إليوت أحقية الوقوف جنباً إلي جنب مع شيكسبير وميد لمارش هي رواية تمثل طبقات المجتمع الانجليزي جميعها وتشير إلي أحداث حقيقية. تعمقنا فيها جورج إليوت بين عوالم الشخصية ونفسيتها. وعكست- من خلالها- الصراع الانساني بشكل يجعل القارئ يتخيل الشخصية ويعايشها وسيكتشف القارئ لهذه الرواية ان جورج إليوت كانت تؤمن بحياة الريف. كما قال ورد ذورث. بأن العالم يحتوي علي تفاصيل مهمة في الحياة الريفية. ولقد امتدح النقاد هذه الرواية. حتي قال عنها الروائي الانجليزي المعاصر مادتن أميس إنها أعظم رواية باللغة الانجليزية. وقال عنها جوليان باتريك نفسي المقولة. ووضعها هارد لضمن أعظم الكتب علي مستوي العالم.
قالت فرجينيا ودلف "إن ميد لمارش واحدة من الروايات القليلة التي كتبت باللغة الانجليزية للكبار وقال مانسيل إنها تقف بين الرواية القديمة والحديثة. وقال برنارد- عن جورج إليوت- انها تتعاطف مع شخصياتها - وإذا رددنا مع جورج إليوت قولها "أروع لغة هي التي تتألف من كلمات بسيطة وغير متكلفة". لعرفنا ان تلك اللغة- التي نبعت من وجدانها- هي التي صنعت رواياتها التي تحتل هذه المكانة فقد استمرت جورج إليوت في الكتابة حتي جاءت روايتها الاخيرة. دانيال دير دندا عام 1876. التي صدرت في الوقت المعاصر مسلسلاً تليفزيونياً في بريطانيا. وأثارت عليها بعض النقاد العرب. حيث يرون ان اليهود استوحوا منها دافعاً لتكوين الدولة الصهيونية. وهنا اتهمها البعض بأنها يهودية الاصل ارتمت في أحضان جورج هنري اليهودي المتزوج. الذي لم تفارقه حتي مات بعد نشر روايتها الاخيرة بعامين. وكأنما جورج إليوت عندما قالت "الحيوانات أصدقاء ممتازون. فهم لا يطرحون أي اسئلة. ولا يدلون بأي انتقادات" كانت تعني صديقها وعشيقها جورج هنري.