القاهرة 12 سبتمبر 2017 الساعة 12:14 م
بقلم :حسين عبد العزيز
عندما قامت ثورة 25 يناير بتلك الطريقة العبقرية. فقلنا أن أهم نتائج تلك الثورة هو تخليص المصري من آثار العبودية التي تحتل نفسه وذاته وكيانه كله وان كان عالي التعليم والدخل.. لكن لأن روح العبيد بقت ملازمة له (وكأنه ما تعلم ولا قرأ ولا فهم) ففي أي مكان نرى ونلمس تلك الروح والتي تتجلى عندما يحتك المصري بالمصري وكأنهم أعداء .. لا دم ولا لغة ولا وطن ولا دين ولا مصلحة واحدة تجمعهم.
أنها أعلى مراحل تنفيذ فلسفة العبيد – فالعبد لا يحب العبد ولا يتمنى له الخير بل ويعمل جاهدا على ايقاعه في الخطأ مع تمنى موته – ولأن العبد منهزم في ذاته فهو يتغلب على انهزامه باللغة واللعب بها.. أي أنه يأخذ حقه عن طريق اللغة.. ونجده قد أوجد عدّة أمثلة تنتقم ممن هو أقوى منه.. الذي يرى في القوى بأنه ظالم .. مع هذا القوى قد يكون قويا عن طريق عمله وعمله.. قويا لأنه يحب أن يكون قويا. لذا فهو يحافظ على قوته تلك بكل الوسائل العملية والاجتماعية والأخلاقية.
بعكس العبد الذي يقف أمام هذا القوى بقوله (نوم الظالم عبادة) لأنه يرى في أفعال القوى ظلم وتجني لذا فما أن ينام حتى يرتاح هو من قوته وظلمه.
ولأن العبد لا يحسن قراءة الواقع ولا يقدر عواقب الأشياء ولا يقدر على التخيل فهو يعبر نفسه بقوله لذاته (جبتك تكون ليا عون طلعت عليا فرعون) وهو هنا يعمل دائما على تشويه وإفساد من لا يستفيد منه بطريقه أو بأخرى.. بمنطق ان لم تكن معي فأنت ضدي.
ولأن العبد فاشل في مشاريعه حتى في أبسط الأشياء. والتي هي البيع والشراء .. فنجد يعوض فشله بقوله (ما يمدح السوق إلا على كسب فيه).
وتلك الروح التي تحتل الإنسان المصري الذي لسان حاله مع كل حاكم يحكمه يقول (اتوصوا بينا ياللي حكمتنا احنا العبيد وأنتم اشترتونا) يعني هو لا يريد تغير الحال والواقع فقط يطلب ويتمنى نظرة عطف وقليلا من الرحمة.
وعندما قامت ثورة 25 يناير عن طريق نفر من الشباب .. جلسوا في الميدان وجعل الله في جلوسهم في الميدان حل مشاكل مصر النفسية على ممر العصور فتحرك الجيل وانفعل الناس.. وخرجوا من عباءة العبودية ووجدوا انفسهم لأول مرة في تاريخهم أحرارا أقوياء أسياداً.. فعاشوا الحلم الواحد وصنعوا المعجزة بأن تحرروا من عبوديتهم ومن النظام القديم. ولكن مع أسرع أن هرب الحلم من بين أيديهم لأن الناس دي ولو عاشت باقي حياتهم بنفس روح طريقة الثماني عشر يوماً تلك .. فلن يقدر عليهم أحدا كما الشعب الأمريكي الذي بهر العالم في التعامل – سندي .. وفي اختياره للرجل الذي يعمل من أجله.
لكن السادة المتشوقون للكرسي وللأفكار الفردية عملوا بسرعة لقتل تلك الروح الحرة.. وإعادة روح العبيد من جديد لكي تحتل المصري وبهذا تم وائد فلسفة التناغم التي عمت المجتمع المصري.. التي بدأت تنتشر وتتفاعل بين أبناء الوطن جميعا بكل أنواعهم وأشكالهم خلال الثامني عشر يوما التي نجحنا فيها أن نكون احرار لأننا نريد أن نكون احرار نجحنا في أن نتحرر من روح العبودية التي كانت تجعلنا عبيداً لا أمل فيهم ولا خير منهم.
لكن ريمة عادت إلى عادتها القديم وعادت روح العبيد تحتل جسدي المصري وهو يتمنى أن يكون في حلم ويفوق منه فلا يجد شيء مما سمعه عن ثورة واخوان وسلفيين – وغسيل الدماغ من جانبهم.. من أجل الاقناع الخفي .. والتحويل الفكري.. وغرس عقائد جديد.. فيبقوا إلى آخر الزمان الذي سوف يكون غدا.
وهم هنا يطبقوا علم راجل غير مسلم عربي .. فكيف لهم هذا .. لأن العلم هذا صاحبه العالم الروسي الشهير (بافلوف – 1448 / 1936) والذي يعد الرائد الأول في هذا هذا المجال حيث تجرابة كانت على الكلاب والأغنام.
ففي أحدى عرف مختبراته في (لينتجراد) كانت هناك مجموعة من الكلاب ذات العادات المستحدثة التي أجرى عليها العالم الروسي با فلوف تجاربه حيث أن الكلاب كانت في اقفاص عند حدوث فيضان (لينتجراد) عام 1924 ودخل الماء من تحت الأبواب وأخذ في الارتفاع في أقفاس الكلاب حتى بلغ رقابهم فشعروا بالرعب والهيجان وأنقدها احد مساعدي (بافلوف) في اللحظة الأخيرة وعندما حضر (بافلوف) إلى كلابه كي يكمل تجاربه. فوجد أن غالبيتها قد نست أو فقدت تماما العادات التي تعلمتها وأصبحت في حالة مشوشة.
وأيضاً لدينا حادثة حدثت أثناء الغارات الجوية الألمانية على لندن أثناء الحرب العالمية الثانية – حيث بلغ الأرهاق والخوف والتوتر العصبي لدى الناس مبلغ جعل الجميع أو العامة على الحافة الحرجة. أو موقف غسيل الدماغ وكان أهم سلاح في يد المانيا هو سلاح الاشعاعات التي كانت تنقل من فم إلى فم. أو بلغة علمية سليمة من عقل مغسول إلى عقل مغسول وكان الكل يستمع إلى راديو الماني (اللورد هو – هو -).
وهذا ما يحدث بالضبط بعد 19 مارس 2011م.