القاهرة 29 اغسطس 2017 الساعة 10:12 ص
بقلم: منى لملوم
أرى أن كاتب الطفل لا يحتل المكانة التى تليق به من كونه ينشيء جيل على القيم والأخلاق وينشيء لديهم الوعى والوطنية وكل المعانى الهامة فى تكوين
هويته وانتماؤه
لذلك فكرت أن أجعل من كاتب الطفل نجما ولكن نجما ليس بعيد المنال، نجما تسلط عليه الأضواء وفى نفس الوقت قريبا لأنه يتواصل مع الأطفال من خلال اللقاء، حيث ولأول مرة يناقشه الأطفال حول عمله، فأحيانا يعبروا عن إعجابهم ونتطرق للقيم الهامة فى العمل بالإضافة إلى ربط القصة بحياة الأطفال، ولأنهم نجوم بالفعل وعلى رأسهم ضيفى الكبير أستاذ يعقوب الشارونى حيث كان أول ضيوف السلسلة وهو خير بداية لها فهو رائد أدب الطفل الشهير ومحكم بأكثر من مسابقة لأدب الطفل محليا وعالميا، كان لابد أن نقدم جديدا يجذب جمهور الأطفال فاخترنا سويا إحدى كتب سلسلة المكتبة الخضراء وهو سر الاختفاء العجيب حيث يكون بطل العمل طفل يعرج بقدمه ولكنه من يحل اللغز وينقذ صديقه، وهنا يقدم قيمة هامة وهى أن الإنسان بعمله وقد يقوم شخص لديه عجز بما يعجز عنه سواه فيكونوا هم من لديهم العجز أمام براعته.
وفى خلال اللقاء تناقش الأطفال حول تلك النقطة وكان من بين الحضور إحدى البنات المميزات التى تغلبت على مشكلة ضعف السمع ولم تعيقها عن موهبتها ونجحت فى أعمال فنية رائعة وكان من بين الحضور أ.هالة بطيشة مسؤل جنة الطفل ومشرف المسارح الاستكشافية التى أكدت كلام آية حيث قالت إنها اكتشفت موهبتها وشجعتها وتتوقع لها مستقبل كبير، كما تطرقنا أيضا للحديث عن الآثار وأهميتها وقيمتها لمصر وأهمية الحفاظ عليها من اللصوص، حيث كان أحد أماكن القصة مكان أثرى اكتشفه أطفال صغار فأبلغوا السلطات بالمكان.
أما اللقاء الثانى فقد استضفت الكاتب والشاعر والباحث فى التراث عبده الزراع لنناقش كتابه ألوان عمر، والكتاب يتعرض لأهمية الألوان وأن الكمبيوتر لا يغنى عنها من خلال مجموعة من الألوان الغاضبة لإهمال صاحبها عمر لها، وكيف يقوم كل لون من خلال مدلولة اللونى بجزء من الحوار ثم تسمع مكونات الكمبيوتر الحوار وتقرر أن تتناقش مع الألوان لتغير رأيها.
تناقش الأولاد وسألوا العديد من الأسئلة للكاتب لعل أهمها لماذا بدأت كتابك من حوار الألوان ولم تبدأه بحوار الأم مع ابنها الذى كان سببا فى غضب الألوان؟
فأجاب الكاتب لأترك لكم الخيال ولأنه سيفهم من مضمون القصة.
واستكمالا للسلسلة فإن ضيف ثالث لقاء هو الكاتب والباحث فى التراث أحمد توفيق ليناقش مسرحيته فرفور والماء المسحور، عن فأر لم يسمع كلام
والدته ولم يعجبه ما تقدمه من طعام، فيذهب ليبحث عن طعام فى الخارج ونكون رحلة شاقة ليعرف فى النهاية خطؤه.
أعتمد فى سلسلة كاتب وكتاب( مبدعى أدب الطفل) إلى أن يكون الطفل هو الناقد للعمل، فكما كتب له فمن حقه أن يوصل رأيه فيما كتب للكاتب مباشرة ودون أى وسيط.
وأهتم كثيرا بفكرة تنمية التفكير الناقد لدى الطفل وقد قدمتها سابقا من خلال سينما الأطفال، وهو البرنامج الذى تربى عليه أجيالا كثيرة ولكن بصورة عصرية، يعرض الفيلم مع الأطفال بالقاعة ومن ثم نناقش الفيلم، ما الذى أعجبهم فيه وما الذى لم يعجبهم ولماذا؟ وما الذى يريد أن يقوله الفيلم؟
وحققت كلتا الفكرتين صدى رائع ومن خلالهما أتفاجيء بأسئلة وحوار يوضح تطور عقل وشخصية الطفل كل سنة وليس كل 5 سنوات، خاصة مع تطور التكنولوجيا واشتراك الأطفال فى الكثير من الأنشطة بالمراكز الثقافية مما تجعل عمرهم العقلى يسبق عمرهم الزمنى.
جدير بالذكر أن مركز الحرية للإبداع وهو المكان الثقافى صاحب التاريخ والدور الثقافى الكبير بالإسكندرية ومديره د.وليد قانوش هو من يرعى الفكرتين لحرصه الدائم على تقديم كل ماله علاقة بالإبداع وفكرته أصيلة لصاحبها.