القاهرة 22 اغسطس 2017 الساعة 12:01 م
عمر شهريار
يمتلك القاص محمد أمين شلبي قدرة على إقامة نص قصصي متماسك، إذ استطاع أن يغزل نصا متوترا على المستوى الدرامي، عبر لغة مخاتلة، تشي ولا تقول، تلمح ولا تصرح، تبدو لغة مراوغة. لقد بدأ قصته "معركة الجمل" بداية مدهشة ومراوغة، عبر وصف المروي عنه وصفا يشي بغرابة هذه الشخصية ومراوغتها، فهي شخصية مفارقة، لا تنتمي لهذا العالم، لم تخرج من عباءة أحد. فهو شخصية منفردة ومتفردة في قدراتها، كأنها لا راد لقضائها، لا تعرف سوى النصر، ولا قبل ?حد بمواجهتها على أي مستوى من المستويات، فهي تحمل تاريخا من الانتصارات، حتى صارت شخصية أسطورية أو تكاد، هكذا انبنت طبيعة الشخصية على كونها متعالية ومفارقة وأسطورية، عبر تصوير تاريخها في المواجهات.
تتواصل هذه ا?سطورية عبر المواجهة عبر اختيار الراوي البطل لمواجهته، هذا الخيار الذي لم يكن أحد يتوقعه. هكذا تتعقد ا?حداث، وتصل إلى قمة توترها الدرامي، وتتنامى التوقعات، لتنفتح على إمكانات شتى، وتزداد الهواجس والمخاوف في نفس الراوي، خشية من عواقب اختياره مواجهة ذلك الشخص ا?سطوري. تنتهي النص نهاية مباغتة، فالمروي عنه ا?سطوري، يظل أسطوريا حتى في انهزامه، ذلك الانهزام الذي خطط له، واختاره، محبة في الراوي، ليمنحه فرصة أن يكون خليفة له، ومدبرا ?مر العائلة، ليتأكد تعاليه على صغائر التفاصيل الواقعية، وكأنه قطب صوفي، وارتقى إلى مستوى عال من الكشف وانقشاع الحجب، فلا يعرف سوى العطاء، وتغدو هزيمته نصرا، فهو العارف، الواصل، والمفارق، الذي أوتي الحكمة والرؤيا. يتبقى أن نشير إلى أن العنوان (معركة الجمل)، رغم تعبيره عن الجانب الاسترجاعي من القصة؛ وأعني فوز المروي عنه على الجمل، رغم هذه العلاقة، فإن العنوان يبدو صحفيا تجاريا، أكثر منه فنيا، يتمسح في ثوب معركة الجمل الشهيرة خلال ثورة يناير، دون أن أرى أية علاقة بين النص وهذه الواقعة، ويبدو أن الكاتب لم يوفق في اختيار عنوان مناسب، وفي الوقت نفسه أراد استثمار هذه الحدث الشهير؛ لا أكثر..
رابط القصة الفائزة
http://misrelmahrosa.gov.eg/NewsD.aspx?id=51282