القاهرة 15 اغسطس 2017 الساعة 09:52 ص
حاورها محمد علي
شاعرة ومترجمة وكاتبة أطفال، أصدرت العديد من الدواوين الشعرية منها: "لا أسميك" و" ?من أجل سحابة" و"?حدث في مثل هذا البيت" و "بحيرة الضفدعة" و" كأنها أنا"و "زهوري السوداء السرية" و " فضاء لجناح" كما أصدرت كتاب تحت عنوان" إطلالة" يضم العديد من الدراسات في الرواية والقصة القصيرة، كما لها عدد من الإصدارات للأطفال منها : " السنجاب الأحمر" و " حكايات من الغابة" و" حين يحكم الثعلب" وهو ترجمة لقصص أطفال لتولستوي. كذلك ترجمت ديوان " الجنة تقريبا "و " يقاس بالحجر، مختارات مترجمة للشاعر الأمريكي سام هاملي،.
ترجم ديوانها: (حدث في مثل هذا البيت) للإنجليزية بأمريكاوقد توجهت إليها مصر المحروسة لتحاورها، بعد إصدار ديوانها الأخير "لا وردة للحرب"
ـ ما مدي إختلاف لا وردة للحرب عن دواوينها الأخرى؟
ـ لا وردة للحرب يأتي تميزه بوضوح من اسمه.هو ديوان خاص بأجواء الحرب وآثارها
على البشر والحجر. في جميع القصائد هناك وقفة للتأمل والتفكير أو للمشاركة في الألم بشكل ما او الاحتجاج على ما يحدث. يخر الديوان من دائرة الشخصي والمعاش إلى الإنساني الأوسع يحتفى بالدرجة الأولى بالنساء والأطفال. باللاجئين بالشهداء من كل نوع وبالمواطن العادي أيضا. الديوان سياسي بالدرجة الأولى وإنساني أيضا يصل إلى المتلقي العادي والقارئ المتخصص. الدواوين السابقة اكتشفت أن بها هاجس سياسي أو ظلال سياسية في بعض المواضع منذ الديوان الأول الذي صدر في التسعينات. لم أكن أعلم أنها ستزداد كلما كتبت ديوانا حتى اجتمعت في هذا الديوان. أنا لا أستطيع أن أكتب إلا من واقعي المعاش الواقع هو الملهم ثم تأتي بعده حنكة اختيار اللحظة وخبرة تقديمها للقارئ في قصائد.
هل ثمة صلة بين أحداث حياتك الواقعية وبين ما يرد في قصائدك من أحداث وصور؟
إذا لم نكتب من واقعنا فمن أين ستأتي الكتابة التي تتماس مع القارئ المرجو والذي يعيش في محيطك الحياتي والمجتمعي بلوالإنساني لو اتسعت دائرة القراء. كل كاتب يحمل إبداعه جزءا من روحه واهتمامه في ديوان لم يصدر بعد بعنوان (الأغنيات الحزينة لبنت الحطاب) كتبت تجربة لصديقة لي كانت تمر بأزمة شديدة للخيانة تجربتها تماست مع اهتمامي فأثارتني التجربة وكتبت قصائد أحبها جدا. وفي (حدث في مثل هذا البيت) مثلا كانت تجربة شخصية جدا لكنها تتماس مع الآلاف من تجارب النساء في المجتمعات العربية. كانت تحتاج إلى شجاعة في التناول والحمد لله كسرت الخوف وأنجزت معركة لم أندب فيها حظي بل ناقشت قوانين الطلاق والحضانة والخيانة وازدواجية معايير التعامل عند الرجل العربي في تعامله مع المرأة في أمريكا والمرأة في المجتمعات العربية. وفي (كأنها أنا) ناقشت حال المجتمع بعد حقبة النفط وظهور الامتداد السلفي الجلاليب القصيرةوعباءات النساء السوداءوشرائط عذاب القبرونعيمه وغيرها مثل تلك التي وضعها صاحب لحيته طويلة اشتريت منه ملابس دفعت الحساب وفي البيت فوجئت بالشرائد كل هذا لأنه وجد سيدة غير محجبة. كنت أود الرجوع إليهم ثانية والتشاجر معه لكنني كنت قد سافرت. رحلة سفري إلى لندن أيضا ومظاهرات العالم ضد غزو أمريكا للعراق. حسان حتى لا أطيل أنا اكتب من الواقع وللواقع وأضئ مواطن لابد أن يشاركني فيها القارئ. المهم هو كيف تقدم ذلك وكيف توسع دائرته ليشمل آفاقا جديدة تأويلات
متعددة تثري النصوص أكثر.
ما رأيك في شباب الشعراء وهل إنتاجهم تجديد للشعر أم هي مجرد نصوص لها سجع؟
الشعراء الشباب رائعين وأنا أحبهم وأدعم تجاربهم وأفرح بهم، لكن قلة منهم أقرأ بعض بوستاتهم على فيس بوك مثلا. يلغون من سبقوهم من شعراء وحتى الكبارمنهم كل جيل لابد أن يختلف ولكن ليس من حقه أن يلغي أو يسفه. نحن أيضا ليس من حقنا التقليل من شأنهم ولا من شعرهم حتى وإن اختلفنا عنهم لابد لمياه النهر أن تجري حتى لا تأسن. الأمر في رأيي الشخصي تواصل وليس انفصال. الساحة تتسع للجميع والتجاور يثري المشهد كله.
الشاعرة التي يروق لذهن أمل جمال قراءة أعمالها؟من
كل الشاعرات سواء في جيلي أو سابقات أو شابات أحب تجاربهن وجميعا لكني أقرأهن على عجل. أبتعد قدر الإمكان عن التوغل أو القراءة بحماس شديد لأنني أخاف من خطوط التماس أو التأثر:""" ككل المساكين/ أخاف/ القارب يترنح/ والقادم أعمى/ وليس سوى كهف الغول/ الجاثم فوق البركان" هذه مقطوعة من ديواني الأخير "لا وردة للحرب "
إنك تكتبين أدب الأطفال ما الذي يدفعك لكتابة أدب الطفل؟
أنا لدي دبلومة مهنية في الحضانة ورياض الأطفال. كتبت لهم بعدما صرت أما. لأنني كنت أحكي كل يوم وألون وأقرأ قصصا عربية وإنجليزية كل يوم. صار لدي رصيد معقول أخذتني الأيام في رحلتها إلى أن قررت نشر المخزون لدي في سلسلة قصر الندى لجأت إلى الجهات الحكومية لأنها توفر عددا كبير من النسخ ورخيصة الثمن يستطيع أن يشتريها الفئة التي أستهدفها دائما وهي أطفال القرى والبيئات الفقيرة التي يعتبر الكتاب بالنسبة لعائلاتهم عبئا اقتصاديا. هذا واجبي وما أؤمن به ومن أجله أتحمل أن أقف في طابور انتظار النشر سنوات وسنوات وبالمناسبة أنا أسأل وزير الثقافة الآن رأسا ومن هنا لدي كتاب في سلسلة قطر الندى منذ سنوات أعتقد أنه مرسوم أيضا وحبيس النشر إلى متى؟ أنا وغيري ننتظر من سنوات لا أعرف في الحقيقة لماذا تتأخر الكتب التي هي خبز الفقراء. إذا لم نعتني بأطفالنا منذ صغرهم ونقدم لهم قيم الحق والخير والجمال وقبول الآخروالتسامح فلا تسألونا الإرهاب.
في ديوانك "حدث في مثل هذا البيت" ما الهم الأساسي الذي أردت كشفه فيه؟
الهم الرئيسي في ديواني حدث في مثل هذا البيت هو وضع المرأة في معظم المجتمعات العربية.قوانين الأحوال الشخصية. ونظرة المجتمع إلى المطلقات والأهم من ذلك كله هو ازدواجية معايير تعامل الرجل الشرقي مع المرأة العربية والأوربية والأمريكية. مهم جدا أن نعثر على منطقة شائكة في الحياة ونملك الشجاعة لدخولها وكشف أدرانها. ما من امرأة شرقية إلا وتشاركت معي جزء من أنفاسي في هذا الديوان كان به من الرسائل ما رشحه للترجمة
أيضا من دار نشر أمريكية منذ سنوات.
هل يمكن للشاعر أن يكون صوت الثورة؟ وما الذي أضافته لمشروعك ثورة 25 يناير؟
بالطبع إذا لم يكن الشاعر ثائرا فماذا يكون الشعر ثورة بالأساس. ثورة مشاعر. غضب وحب وأمل دائم في غد أفضل. الشاعر يستشعر التحولات والعطب قبل الشخص العادي وهي طبيعة جبله الله عليها
أضافت لي ثورة يناير رؤية أكثر صدقا لجوهر المصريين. ورؤية أعمق لعبقرية المرأة المصرية. وصلابتها. ومنحتني الكثير من القوة والمعارك في مواجهة الأخويان كاد ابني أن يقتل منهم وكاد أن يفصل من المدرسة في حينها. أضافت لي مشاهد كنت اسمعها من جدتي بعد ثورة 52 والحلم الكبير بالقومية العربية. أن أكون شاهدة على التاريخ وهو يصنعوأن أشارك فيه هذا مالم أتخيله مطلقا.
كيف تري أمل جمال الهموم التي تسيطر على المرأة الشاعرة مقارنة بغيرها من النساء؟
هموم المرأة الشاعرة لدي هي الاغتراب، الوحدة، الشعر أصبح غريبا ونحن معه. بالإضافة إلى الحساسية الشديدة في التعامل مع الأشياء ومفردات الحياة التي قد تصيبنا بالكآبة. وفي الحقيقة أرى نوعين من الشاعرات نوع سعيد بما يكتبنه ويشعرن بتميزهن وكأنهن يمتلكن العالم ونوع آخر على العكس تماما أنتمي إليه لا أمتلك يقينا لا حقائق في كفي. أمضي في العالم والعالم يمضي في ولا أراهن سوى على الصدق. أما عند المقارنة بغير الشاعرات فلنا الله أنا أحسدهن لديهن عمل المنزل والزوج والعمل والحياة البسيطة بهمومها الصغيرة أما نحن فلا نكاد نفتح أعيننا حتى تتقفز حولنا علامات الاستفهام فوق الوسائد وتستبقنا إلى الحمام ونجرجرها معنا في الطرقات. عقل الشاعرات حسب تجربتي الشخصية يعمل طوال الوقت بأدوات الاستفهام لأن همنا الوحيد هو محاولة الفهم الدائمة أو التحذير لما قد يصلنا من أمور بشكل أسرع.
هل الثقافة العربية قادرة على إنتاج وعي حقوقي جندري يمنح النساء حقوقها؟
الثقافة العربية عاجزة ولن تستطيع إنها ببساطة تقمع المرأة مرتان مرة من قبل الرجل ومرة من قبل المرأة. لن يحدث أدنى تغير بعد سنوات التراجع للخلف إلا بثورة من الرجال أنفسهم. الرجال من بيدهم أمر التشكيل الأسري والنساء من خلفهم. عندما نتأمل صور أمهاتنا وجداتنا وعماتنا وسيطرة العباءةالسوداء وفصل الرجال عن النساء في الأفراح والعقيقة والنقاب وغيره من مظاهر بدعوى التقوى وحسن إسلامنا يجب أن نفقد الأمل أو ننتظر طويلا. بالمناسبة أنا لست ضد أي شكل من أشكال الملابس أو حرية التعامل أنا لست عنصرية على الإطلاق أنما رصدت شواهد تعطي معنى لكلامي. المضحك في الأمر أن تدافع أنت عن حرية اختياراتهم وهم يرفضونك لاختلافك عنهم.كان تكون البنت والسيدة غير محجبة مثلا أو ترتدي بنطلونا أو جيبة قصيرة كل ذلك يستدعي غضبهم واستهجانهم وربما تحولوا إلى محتسبين سواء في عائلتك أو مكان عملك أو دائرة جيرانك تصبح هدفا لصيد الحسنات والهداية والجهاد في سبيل الله بدعوى أننا نحبك والله.