القاهرة 10 اغسطس 2017 الساعة 03:18 م
تواصل مجلة ذوات الإلكترونية التي تصدرها مؤسسة مؤمنون بلا حدود فتح ملفات فكرية وثقافية وفنية شائكة، فبعد أن فتحت ملفا عن الدراما التاريخية وسؤال التاريخ وعلاقته بالدراما والحدود المتاحة لكتاب السيناريو في الخروج عن التاريخ والإضافة إليه بهدف جذب المتلقي،تعود اليوم مجلة ذوات لتطرح سؤالا جديدا حول المسرح العربي والتحولات التي مرّت به، وما وصل إليه المسرح من طرح إشكاليات الواقع، لذا أصدرت المجلة العدد 39 لشهر أغسطس 2017 تحت عنوان "المسرح العربي أحوال وتحولات"، يتم استجلاء تحولات المسرح العربي من زوايا مختلفة من خلال رصد بعض التجارب المسرحية الحديثة بعد الربيع العربي.
أعد ملف العدد الكاتب والناقد والأكاديمي المغربي، د. سعيد الناجي، رئيس الجمعية العربية لنقاد المسرح، الذي قدم له بمقال بعنوان “هل يوجد مسرح عربي؟”. ويضم الملف أربعة مقالات هي: “المسرح العربي والسياسة؛ شقاء الوعي التجريبي” للناقد المسرحي والصحفي السوداني عصام أبو القاسم، و”المسرح العربي بصيغة المؤنث: المسرح والجندر”للكاتبة والمخرجة المسرحية المصرية نورا أمين، و”الحساسيات الجديدة في الكتابة المسرحية العربية بين التجديد والتجريب، والاحتواء والتجاوز” للكاتب والأكاديمي المغربي د. سعيد كريمي، و”مسرح الطفل في الوطن العربي: تهاون في التأصيل.. واكتفاء بالهامش” للباحثة والناقدة المسرحية البحرينية زهرة المنصور، إضافة إلى شهادات لكتاب مسرحيين، هم: الكاتب المسرحي إبراهيم الحسيني من مصر، والمؤلف المسرحي أحمد الماجد من العراق، و الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي من السعودية.
أما حوار الملف، فهو مع الناقد المسرحي والمغربي حسن المنيعي، الذي أشار فيه إلىأن المسرح العربي عرف تحولات مهمة؛ وأن جزءا منه أصبح يتفاعل مع ثقافته ومستجداته، وأن المسرح أداة تثقيف بامتياز، يساهم في تقوية الروح الإنسانية ودعمها في كل الفترات التاريخية الحرجة، لهذا نجده يعمل على رصد مكانة الإنسان وكل ما يهدد وجوده من تحولات سياسية واجتماعية، حيث تأثر بالأوضاع الفاسدة والأزمات السياسية التي تمخض عنها ما سمي بـ “الربيع العربي”، وتفاعل معها عبر إنتاجية درامية توظف أشكال “مسرح الاحتجاج”.
وبالإضافة إلى الملف، يتضمن العدد (39) من مجلة “ذوات” أبوابا أخرى، منها باب “رأي ذوات”،ويضم ثلاثة مقالات: المسرح بين الفتوى والرقيب: ثلاث لمحات مصرية” للكاتب والصحفي المصري وائل سعيد، و”الوهم المزعوم في التعارض المحتوم بين الإسلام والإبداع الفكري” للباحث والأكاديمي التونسي ماجد قروي، و”المسرح والإسلام” للباحث والناقد السوري أنور محمد.
كمايشتمل باب “ثقافة وفنون” على مقالين: الأول للكاتب والشاعر المصري شريف الشافعي بعنوان “عن مسرحية “قواعد العشق 40”..عودة جلال الدين الرومي أم كتابة تصوف مغاير؟!، والثاني للكاتب والأكاديمي الجزائري عزالدين جلاوجي بعنوان “الآخرفي المسرحية الشعرية المغاربية: من العنف إلى العنف المضاد”. أيضا يقدم باب“حوار ذوات” حوارا مترجما مع الفيلسوف والعالم الإدراكي دانييل دينيت حول “الفلسفةفي عصر الذكاء الاصطناعي”، من تقديم وترجمة الكاتبة والروائية العراقية لطفية الدليمي.
وحتى تتماشى مواد العدد مع ملف المسرح، وتعطي صورة وافية للقارئ العربي عن هذا الموضوع وتجلياته، تم تخصيص “بورتريه ذوات” و”سؤال ذوات” للمسرح العربي، فقدمنا في "بورتريه ذوات" صورة رفيعة للمسرحي التونسي الفاضل الجعايبي، صاحب التجربة المسرحيةالفريدة، التي أشعت في تونس والعالم العربي وأوروبا متجاوزة الزمان والمكان، تجربة قاربت الخمسين عاماً من المسرح تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً. البورتريه من إنجازالكاتب والإعلامي التونسي عيسى جابلي. وفي “سؤال ذوات” استقت الزميلة الصحفية الأردنية منى شكري آراء مجموعة من الباحثين والمسرحين العرب حول الدور الذي يضطلع به المسرح في مقاومة الإرهاب والتطرف.
وفي"باب تربية وتعليم" يقدم الباحث التربوي المغربي الطاهر لكنيزي مقالا حول “آليات الكتابة للأطفال”، فيما تقدم الباحثة المغربية في علم الاجتماع أمينةزوجي، قراءة في كتاب "الرجولة وتغير أحوال النساء" للكاتب وأستاذة علم النفس اللبنانية عزة شرارة بيضون، أما في باب "كتب"، والذي يتضمن أيضاً تقديماً لبعض الإصدارات الجديدة لمؤسسة “مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث”،إضافة إلى لغة الأرقام، التي تقدم أحدث تقرير لمنظمة اليونسكو حول الحالة الراهنة لعلوم المحيطات في العالم.