القاهرة 08 اغسطس 2017 الساعة 12:11 م
بقلم: عبد الرحيم العرجان
للعام الثالث على التوالي يقيم بنك القاهرة عمان ملتقاه الدولي للفنون في رواقه ضمن رسالته المجتمعية، بمشاركة دولية جمعت رموزا وقامات فنية تركت بصمة يشار لها بالبنان في فضاء الفن التشيكلي إلى جانب عدد من الفنانين من أجيال ومدارس مختلفة تحت شعار" إحساس بروح عمان" بهدف التواصل ما بين الأجيال والمجتمع على مدى عشرة أيام وفق برنامج أعد بعناية ومهنية عالية من قبل الفنان محمد الجالوس مدير السمبوزيوم ومدير جالري البنك المنظم، لتعرض النتائج بمعرض لمشاهدة الجمهور في جالرية يوم الخميس بالعاصمة الأردنية عمان.
حيث يشارك هذا العام كلاً من:الاء خفاسونوفا وجوليا زوكوفا - روسيا، آنا بانتيلمونوفا وماريان ابراموفا -اوكرانيا، وانغ زاهو -الصين، جورج بهجوري وابراهيم غزالة - مصر، اسماعيل عزام وحسن حداد -العراق، حسن بورقية -المغرب،غادة زغبي - لبنان، وليد زويري - تونس، مريم الزدجالي - سلطنة عمان، سليمان منصور ونبيل عناني - فلسطين، ريم عودة وعبد الرؤوف شمعون وعزيزعموره وغدير ابو بوخه وعلي عمرو وياسر دويك من الأردن البلد المستضيف.
وكان لنا هذا اللقاء:
محمد الجالوس مدير السمبوزيوم مدير جالري بنك القاهرة عمان هذا السمبوزيوم هو إحدى النشاطات الفنية السنوية للبنك وهو بدورته الثالثة، وهو أخذ الاتجاه العالمي بمعنى أنه يضم إلى جانب الفنانين العرب فنانين أجانب من دول مختلفة، في هذه الدورة راعينا أن يكون فيه تنوع مشاركة من اوروبا ، اسيا، والمغرب العربي واقصى شرق روسيا واكورانيا، نحاول أن نعكس صورة بلدنا الأردن تحت شعار الملتقى الإحساس بروح عمان، فقام الفنانون بجولة لمشاهدة عمان بمواقع مختلفة فمشوا في شوارعها وازقتها بين جبالها، فهذه المشاهدة أثرت فيهم لتلهم ريشتهم، كما نحرص أن يكون هناك تنوع بين الأجيال المشاركة فهذا العام معنا الفنان المصري العالمي جورج بهجوري والفنان الفلسطيني العالمي سليمان منصور والاستاذ نبيل عناني وفنان من المغرب حسن برقية وفنان عراقي مهم جدا اسماعيل عزام وباعتقادي أنه فنان البورترية الأول على مستوى الوطن العربي إلى جانب شباب صغار ونحاول في كل دورة أن يكون لدينا شاب أو اثنين ونمزجهم في هذه التجربة لإغناء خبرتهم، ونحن نعتبر هذه الدورة ناجحة بكل المقايس كونها شملت أسماء فنية مهمة ونأمل في المعرض الذي سوف يقام في نهاية الورشة أن نقدم معرضا نوعيا مميزا يغني الحركة التشكيلية في الاردن والجمهور المتعطش لمشاهدة المعارض، وجمهور جالري البنك الذي اصبح لديه جمهور خاص ومتابع ونقدم لهم حصيلة من السمبوزيم الذي تجاوز حدود الوطن العربي واصبح له سمعة عالمية
دولية، والذي يعمل بأعلى درجات الاحتراف، فالفنان التشكيلي يأتي مقدرا باحترام له حقوق ونحن نقدم للمشاركين جزء مما يستحقون بتوفير المواد وطريقة العرض والراحة وهذا دعم من ادارة البنك المستنيرة التي كان لديها الجرأة أن تؤسس جالري قبل عشر سنوات وهو الاكبر مساحة في الاردن والذي اصبح له سمعة جيدة بشكل غير ربحي لا ينتظر أي عائد ولا أي أعمال تباع فيه لصالح البنك، بل هو منحة للفن الأردني والعربي والآن أصبح دوليا، واضاف حول الأعمال المطلوب انتاجها: هناك أحجام مختلفة من الخامات فيمكن للفنان أن ينجز عملا أو عملين أو عملا كبيرا واحدا، حتى لو قدم عملا صغير الحجم فهذا مقبول وربما لا يقدم أي عمل فليس هناك أي شرط لذلك، فهذا جو فيه حوار وتبادل افكار، والأعمال كلها تؤول للبنك فهي متحف دائم تعرض باستمرار في الجالري.
الدكتور إبراهيم غزالة: الفن وسيلة تغير
هذه مشاركتي الثانية في الاردن بعد ملتقى الجامعة الاردنية بداية هذا العام، هذا الملتقى يحمل شعار احساس بروح عمان فالروح الفنية فيها لها علاقة بالتاريخ وعبقة الممتد عبر العصور ذو إحساس مصري من زمن الستينيات ولكن الطبيعة والأرض مختلفة عن مصر، ففي مصر منبسطة وفي عمان جبلية تحمل تضاريس مختلفة وهذا يخلق مشهدا مغايرا، مشهد المباني والحياة على الجبل غير موجود لدينا، ليترك لنا الدهشة لعين تعودت أن ترى الأشياء منبسطة على مستوى أفقي الذي يكون مختلف كليا عن المشهد الرئسي، وفي الاردن انا مندهش من النهضة الفنية هنا وحب الناس والاقبال عليه وتذوقه بالشكل المطلوب المرهف الحس، حتى عندما قمت برسم في الشارع وجدت حفاوة عالية واهتمام كبير بكل صدر رحب وكرم ضيافة راق ووعي ثقافي على غير المتوقع على الاقل من طرفي
أما بالنسبة للفن وقدرته على التغيير فقال: التغيير في أي اتجاه تستطيع أن تقوم به وتحققة فالانسان عنصر مطواع تقدر ان توجهه نحو الشر او نحو الخير حسب رؤيتك وقدرتك وفي توجيه الرسالة، فالفن يأخذ الإنسان نحو الإنسانية الحالمة والرومانسية، فعلى المسؤولين في الوطن أن يدركوا أن اردت أن توجهه من التطرف إلى الإنسانية والتسامح والحب غير الفن وهذا ليس اختراع بل حقيقة فالفن مثل فكرة الدين الذي يرقي في الأساس هذا الحس وكذلك الفن، ولكن للأسف الحكومات العربية بشكل عام توجه كل الأموال لدعم المؤسسات العسكرية في حين انه تنفق الشيء اليسير المحدود الميزانية في اتجاه الثقافة فلو رفعت من سوية الثقافة سوف يكون لها اثر ايجابي في الانتماء الوطني وزيادة الوعي المجتمعي الامر الذي ينعكس اثره على الميزانية الامنية والعسكرية، واضاف حول الملتقى: هذا المشروع الفني الذي يقوم به بنك القاهرة عمان يعتبر مشروعا رائدا لأن البنك لا ينظر الى المجتمع عبارة عن مصدر مالي رقمي فكونه لديه الادراك والرسالة بجمع فنانين من مختلف ارجاء العالم واعمال فنية تعرض بشكل مستمر فهذه رسالة عظيمه نكن لها كل الاحترام وان نظرنا الى الفكر الاوروبي فان اهم شيء لديهم هو التاريخ والفن والذين يتسابقون على اقامة المتاحف لتبقى مقتنياتها خالدة ومصدر عز وافتخار.
سليمان منصور: المرة الأولى التي ارسم فيها عمان
شاركت في عدد من السمبوزيومات مع الاستاذ محمد الجالوس منها في العقبة والدوحة والآن في سبوزيوم بنك القاهرة عمان بادارته والذي اعجبت بفكرته واهتمام البنك به وتطويره، حيث شدني موضوع هذه الدورة حول عمان المدينه المعاصرة الجميلة بمبانيها و بعمرانها ذات الطابع الخاص المبني من الحجر ونوافذها المطلة على مشاهد وفضاءات مختلفة مع محدودية العنصر الاخضر فيها ولكن هذا وضع المدن العربية المعاصرة، فالموضوع جديد وجميل وفيه تحد املين ان ننجح في تقديم الرسالة عبرة والتي نقدم فيها عمان لاول مرة عبر لوحاتنا، فانا دوما ابتعد عن المدن كونها ليست من نطاق رؤيتي ولا يعجبني فيها شيء من حيث العمارة والكثافة السكانية وضغط السير، وميال اكثر الى القرى وحياتها، والمدينة الوحيد التي احب ان ارسمها هي القدس لاسباب كثيرة منها وضع القدس السياسي الذي يشير الى الوضع الفلسطيني، اما حول انطباعه بالملتقى فقال: الجو جميل والكوكبة المشاركة من مختلف انحاء العالم بينها تجانس وألفة وسعيد ان اكون معهم في عمان اليوم.
جورج بهجوري: تلاميذي في عمان شقوا طريقهم بنجاح
انا لست ضيفا على عمان فهي مدينتي التي احب والقريبة الى قلبي، وفي كل مشاركة اشعر اني في تقدم مستمر في الفن وسعيد بالتعرف على شخصيات جديدة في هذا العالم، فهي تقوي العلاقة ما بين المعارف وتعززها، كما ان لي ابناء اردنين من طلابي اعتز انهم اصبحوا في تقدم مستمر وعلامة مهمة في عالم الفن والابداع فادي ولؤي الداود، وانا ابقى مثل ما انا افهم هذا العالم وارسمه، وان شاء الله قريبا سوف اقوم بعمل متحف لاعمالي في القاهرة العاصمة المصرية، فلدي لوحات واعمال تكفي لذلك، وحول المشاركة فهي مهمة جدا حيث سوف تظهر عمان في عملي المشارك، كما ان فيها محبة وسلام فريد وانا هنا لا اعامل كضيف بل ابن بلد.
نبيل عناني: الفن للتذوق والاستثمار
عمان بالنسبة لي مكان مهم من الناحية الفنية والثقافية وهي وسيلة الاتصال المفتوحة للفلسطينين ليس فقط ثقافيا بل اقتصاديا واجتماعيا وعلاقتنا فيها وثيقة وتاريخية، البلاد كنت بلاد واحدة وذات علاقات طيبة معنا، وفي الاونة الاخيرة زاد الاتصال مع الفنانين ونشاط في الحركة الثقافية من خلال الملتقيات وخير مثال ما نحن به الان شاكرين لهم الدعوة واتاحة المشاركة والتعارف على فنانين من مختلف العالم واللقاء بفنانين لاول مرة، وهذا التمازج الثقافي يتيح لنا التعارف على التجارب ويثري الفكر، والمجموعة من افضل الفنانين بجو يسوده الراحة والألفة وكأنني ارسم في مرسمي ولكن بحس آخر جميل.
اما المدينة التي تسكنني فعمان لديها محبة خاصة ولي أقارب وإخوة أعزاء فيها يعيشون فيها منذ عام 1967، واحرص على زيارتها وفي مدن أيضا لديها محبة خاصة كلندن ففيها لا أحس إني غريب هناك وابنتي رنا كانت مستقرة هناك وتعمل إعلامية، وأقامت فيها فيها معرض عام 2007 وكان ناجح بكل المقايس افتتحه كوربن وكان حول الحرف العربي مع نماذج أخرى من وجوه وغيرها وبيعت الأعمال كاملة، كما عملت مجموعة أخرى حول الزيتون وهو رمز يتعرض للاضطهاد من قبل المحتل بقطعة وتجريفة وعرض في دبي ولا زلت أحن للطبيعة ورسم الزيتون فلون الزيتون مع لون الطبيعة مع الأرض فيه انسجام وللأسف يؤزمه وجود المستوطنات، أما الفن الفلسطيني في تطور سريع ونشطت بالذات بعد احتلال عام 1967، وفي الوقت الحالي هناك توجه من المقتنين للاقتناء لأسباب ثقافية ووطنية وحب بالفن وللحفاظ على هذا الأرث الذي يمثل مرحلة من التاريخ الفلسطيني ولكنهم قلائل وفي فئة تأخذه من باب الاستثمار مع أن هناك من استثمر بما يزيد عن 5 مليون دولار لذلك مع أن هناك من لديه الرغبة بالتبرع بمجموعات كاملة للمتحف وهذا صاحب رسالة ويقدر.
.