القاهرة 01 اغسطس 2017 الساعة 05:18 م
"مصر المحروسة" تحاور التشكيلية "جيهان فوزي"
معرضي لدعم المتميزين.. بدأ بفكرة بسيطة على "فيس بوك" !
أتمنى لو يصبح العالم كله فن وكل البشر فنانين كى يرسموا العالم بألوان الصفاء والنقاء، وليس بألوان الدم
بعد عرض لوحاتي في معارض عالمية ،تحولت سخرية الجمهور المحلي من لوحاتي إلى مدح وثناء !
حوار ـ أحمد مصطفى الغـر | مجلة مصر المحروسة
حباها الله موهبة فذة في الفن.. فأبدعت بها أجمل اللوحات،تسعى دائما إلى تطوير موهبتها عبر مشاركتها في عددٍ من الفرق الفنية في جميع أنحاء أوروبا ،كما شاركت في العديد من المعارض الفنية في كل من مصر والإمارات و روسيا والهند وإيطاليا، أعمالها تمثل إنعكاساً فنياً مجرداً لأحاسيسها الداخلية ،وتصويراً لمشاعرها العميقة تجاه الماضي والحاضر والمستقبل من خلال تجربتها الشخصية ، إنها الفنانة التشكيلية "جيهان فوزي"،قد تكون هذه المقدمة مختصرة جدا في حق فنانة مبدعة مثلها، لكن "مصر المحروسة" في هذا الحوار .. حاولت مداعبة خطوطها وألوانها وفتح خزائن أسرارها، في حديث ممتع لا يخلو من الفن والحياة.
جيهان فوزي.. الآن في رحلتها في بحور الفن التشكيلي ،وكيف تنظرين وتقيمين تلك الرحلة؟
مولدي الحقيقى بدأ منذ أن عرفت الفن ،كان ذلك منذ 15 عام، الفن بالنسبة لي يمثل الحياة والماء والهواء ،حتى صار من الممكن أن أضحى بكل ما أملك من أجل الفن والارتقاء بكل ما حولى لخلق مواهب جديدة، كى تتذوق طعم الحياة الحقيقة بكل ألوانها وتتلذذ بطعم لحظة النجاح التى لا تقدر بكنوز العالم .
لكن كيف ترسم "جيهان فوزي" وتتولد فكرة لوحتها ؟، وكيف تبحثين عن موضوعات رسوماتك؟
من الحياة والدمار الذى أصبح يملأ العالم ،أقتبس ألوانى من الواقع المحيط،عندما أبدأ لوحة جديدة ،قد لا أنام لمدة شهر حتى تتكون فكرة اللوحة وتختمر ،فأبدأ بالتنفيذ فوراً، وهذا يجعلنى متوترة جداً وعصبية جداً، بمجرد أن أبدأ .. أهدأ بعض الشيء ،وعندما تكتمل اللوحة تماماً .. أشعر بسعادة غامرة.
ما الفائدة التي اكتسبتها من المشاركة في فعاليات فنية في فينسيا وميامي الفائدة التي إكتسبتيها من تلك المشاركات وغيرها؟
كانت نقطة تحول فى رحلتى فى عالم الفن التشكيلى ،عندما كان البعض يشاهدون لوحاتى قبل أن أشارك فى المعارض العالمية، كان بعضهم يقولون على لوحاتى شخبطة، بعضهم ينتقدها بالقول "نحن لا نفهم شيئاً ،هذه مجرد شخبطات غير مفهومة" ،و البعض كان يتمادى بالقول "هذا ليس فناً" ، لكن في ظنّي أن هذا يعود إلى نقص الثقافة الفنية لدينا في بلاد العرب عموماً ،و ربما يعود الامر إلى "عقدة الخواجة" ،فلو كانت نفس اللوحات موقعة باسم أي فنانة غربية .. للاقت ترحيباً ومدحاً من الجميع هنا ، عموماً هذا ما تحقق معي بالفعل.. لكن بعد أن بدأت لوحاتى يتم عرضها فى المعارض العالمية،وبدأت تباع لوحاتى بمبالغ معقولة في الخارج، بدأت نظرة الجمهور العربي تتغير الى لوحاتى ،وبعد أن كانوا يصفونها بأنها "شخبطة" أصبحت تحفة فنية فى نظرهم ،وأصبح لى تكنيك خاص بى ومدرسة خاصة بى وحدي، وأصبحت أدرسها لكل من حولى ،وأصبح الاقبال على لوحتى وتعليم هذا التكنيك كبير جداً.
نظمت المعرض الجماعي "تحيا مصر" لدعم الإقتصاد المصري في معرض ورد بدبي في ابريل 2015 ، حدثينا قليلاً عن تلك التجربة المميزة؟
أنا أعيش فى دبى منذ 14 عام،وعندما قامت الثورة تأثرت كثيراً لما يحدث فى وطنى الحبيب ،وفكرت كيف أدعم وطنى الحبيب وأقدم له خدمة ،فعرضت الفكرة على الفنانة "سمر كامل" وذهبت الى القنصلية المصرية فى دبى ،و رحب بفكرتي سعادة السفير "شريف البديوى"،وبالفعل إتفقت مع الاستاذ ياسر عسكر صاحب جاليرى ورد بدبى على إستئجار الجاليرى لمدة أسبوع مجاناً ،وبالفعل تم إقامة المعرض،والذي إفتتحه سعادة السفير "شريف البديوى"،و كان المعرض مجرد رسالة حب و دعم لمصرنا الحبيبة ،وأتمنى من كل الفنانين المصريين في كل أنحاء العالم ،وحتى في الداخل ،أن يحذوا حذونا ويقوموا بخطوات مماثلة.
تعملين حالياً على فكرة معرض يحمل اسمك ،وسيكون مخصصاً للمتميزين ، فهل لك أن تخبرنا عن فكرة هذا المعرض ؟ ،وأي رسالة يحملها ؟
الموضوع بدأ بفكرة بسيطة لعمل مسابقة صغيرة على البيدج الخاصة بي على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" ،كنوع من الدعم المعنوى ،وبجائزة مادية ،وعرضت الفكرة على الفنانة "سمر كامل" ،التي رحبت بها جداً ودعمتها، لكن الفكرة البسيطة كبرت،وتحولت من مجرد مسابقة على موقع للتواصل الإجتماعي ، إلى معرض بساقية الصاوى يجمع 68 فنان وفنانة ،معظمهم أول مرة تظهر أعمالهم إلى النور ،وكل من حولى متحمس للفكرة ،وخصصنا جائزة مادية لأفضل عمل فني بالمعرض،وعرضت الفكرة على الفنان العالمى أيمن لطفى والفنان الكبير مصطفى رحمة لدعم المعرض والحضور لإفتتاحه ،والاجمل فى هذا المعرض أنه فريد من نوعه ،لأنه ليس معرض تجارى ولكن معرض فنى بحت ،تم إختيار الفنانين الجدد بدقة،وأصبحت لى أسرة فنية كبيرة ، قوامها هم كل من فى المعرض سواء ممن شاركوا بالأعمال الفنية أو ساهموا في التنظيم ،وتحمس للفكرة أيضا الفنان معتز كمال الذى سوف يقدم بدوره جائزة مادية لافضل عمل وضيف شرف للمعرض ،والدكتور محمود الجرف الذى قدم أيضا جائزة مادية لدعم المعرض ،المعرض سوف يُقام تحت اسم "معرض جيهان فوزى للمتميزين"وسيكون بإذن الله بتاريخ 21/10/2017م بساقية الصاوي،وهو جزء من حلمي بأن تكون لى مدرسة لدعم المواهب الجديدة وإنتشال الشباب الموهوب من الضياع والاكتئاب، وتسليط الضوء على اولادنا والمساعدة على تحقيق جزء بسيط من أحلامهم.
وما حجم التجاوب مع هذا المعرض ؟
الاقبال على المشاركة كثيف جداً، والحمد لله كل من حولى يريد أن يشارك ويساعد لأنه حدث فريد من نوعه ،وأتمنى أن ينجح نجاحاً باهراً.
برأيك هل يجب أن يمر الفنان بحالة حزن كي يبدع ؟
عندما يزيد الألم يزيد الإبداع ويتفجر عند الفنان طاقة مثل البركان ، فألم الفنان فى حياته الشخصية هو ما يجعله يبدع ،ويخرج عن التقليدى وتكون له أعمال تصنع تاريخه الفنى ،أنا أتفق تماماً مع القول بأنه كلما زاد ألم الفنان زاد الإبداع والنضوج.
هذا يدفعني لسؤالك.. هل لديك طقوس معينة عند بداية الرسم والدخول في حالة الإبداع ؟
نعم.. لى بعض الطقوس الخاصة عندما أن أبدأ في الرسم والإشتغال على لوحة معينة،أهمها العزلة وسماع الموسيقى ،والتأمل فى اللوحة البيضاء لمدة ساعة على الأقل ، وقد لا أنام بشكل جيد أومنتظم لمدة شهر تقريبا،عند تكوين اللوحة وبعد الإنتهاء منها حتى أرضي عنها.
بماذا تشعر "جيهان فوزي" عندما ترسم؟
أشعر أننى أتنفس وتذهب روحى ،ويتشتت عقلي وجسدى ، أنتقل لعالم آخر ليس به حروب ولا كراهية ولا حسد ولا غيرة، أذهب إلى عالم قوامه الوحيد هي الالوان ، كله نقاء وصفاء، فأنا أتمنى لو يصبح العالم كله فن ،وكل البشر فنانين كى يرسموا العالم بألوان الصفاء والنقاء، وليس بألوان الدم كما هو حادث هذه الايام.
بكلمات مختصرة ، ما إجابتك :
ما اللون الأقرب إلى قلبك؟
الأزرق هو لونى المفضل ،وكذلك الأبيض.
*إلى أي المدارس الفنية تنتمين ؟
المدرسة التجريدية ،ولكن جعلت لنفسي اُسلوب خاص مميز بى وحدى.
في الختام .. ما هي مشاريعك المستقبلية ؟
أنا حاليا متفرغة تماماً لمعرض جيهان فوزى للمتميزين ،فهو يأخذ كل وقتي، و ارفض كل العروض أو المشاركات التي تُقدم لي خلال الفترة الماضية ،كي أركز كل إنتباهي على هذا المعرض ،الذي أتمني ان يرى النور في أزهي صوره.