القاهرة 01 اغسطس 2017 الساعة 12:33 م
بقلم :محمد علي
استضافت قاعة الشهيد أحمد بسيوني بكلية التربية الفنية افتتاح معرض مناظير مختلفة للفنان الدكتور محمد حمدي وقد افتتح المعرض أ.د محمد اسحق قطب عميد كلية التربية الفنية جامعة حلوان وأ. د عصمت أباظة وكيل كلية التربية الفنية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة جامعة حلوان.
يعتبر المعرض أحد سلسلة المعارض التى يرصد فيها الفنان الحالة المصرية و خصوصا ما انتاب الشخصية المصرية في فترة ما بعد ثورة 25 يناير و حتى وقت اقامة المعرض ، و ان خفت قليلا تأثير الرمز و المباشرة في التعبير ، ربما لنضج التجربة بتقادمها زمنيا ، فلعل الصورة تكون أوضح كلما بعد الرائي عنها ، يهمل تفاصيلها لحساب الكليات .
وضم المعرض 30 لوحة عرض من خلالهم نماذج مختلفة من الحالة الذهنية للمواطن المصري في الفترة الأخيرة منذ 2016 حتى الآن وقد وضح حالة التردد بين موقفين باستخدام رموز وشخصيات كاركتورية مليئة بالحس الشعبي وبالخطوط المتعارضة والألوان المبهجة فرغم عرض موضوعات تؤرق المواطن وتسبب الشعور بالأسي إلا إن بهجة ألوان اللوحات تلطف الرؤية البصرية.
كما استخدم الفنان محمد حمدي ألوان الأكولين ذات الوسيط المائي والتي تتميز بالشفافية العالية بشكل مغاير لطبيعتها، لتوظيفها كي تلاءم أسلوبه في الرسم القائم على الجمع بين الخطوط الحادة واللينة.
وقد تجلت الشخصية المصرية في انعكاس وجوه المصريين في خلفيات الكثير من الصور، بلون واحد – برتقالى – و درجاته ، وجوة عادية بتعبيرات مختلفة يمكن ان تلقاها مصادفة بالطريق او في وسيلة مواصلات ، توجد على جانب رأس الشخصية الرئيسية مركب ، ربما مركب للهجرة غير الشرعية ، تعتليها شخصية غامضة الملامح ربما رجلا او امرأة ، متدثرة بغطاء يغطى أغلب جسمها.
كما استخدم الفنان محمد حمدي العديد من الادوات المساعدة الاخرى ، مثل : الفراجين ذوات الثخانات المختلفة ، و أسلحة الموسى و القواطع ( كتر ) ، و أكياس البلاستيك بعد طيها عشوائيا و غمسها في اللون لنقله على مسطح التصوير.
ووضح الحس الفكاهي والسخرية والرسومات الكاريكاتير التي شكلت بعض لوحات المعرض والتي تحاكي الأطفال، لذلك كان من الواضح على المتلقين بصريا في المعرض وصول الهدف بسهولة دون تحاذق على الجمهور العادي.
في أحد بورتريهات المعرض وهو بعنوان "روان سيباسيتان أتكينسون"
بورتريه لشخصية الممثل الانجليزى ( روان سيباستيان أتكينسون Rowan Sebastian Atkinson ) ، و الذى اشتهر بتقديم الشخصية الساخرة ( مستر بين Mr Bean ) ، يعول الباحث في هذه الصورة الشخصية على المفارقة التى طالما تناولها الفنانين التشكيليين ، بين الضاحك الباكى ، أو المهرج الحزين ، و هى التيمة التى ظهرت جليا في أعمال الفنان الاسبانى ( بابلو بيكاسيو ) و لا سيما مرحلته الزرقاء .
فالشخصية تحمل حزنا رغم مرحها البادى للجمهور ، و هو ما أكد عليه الباحث من خلال : المبالغات التشريحية بالوجه الذى استطال للتدليل على معانى الحزن و الترهل ، و كذا درجات اللون الأخطر الذى يحمل ضمن ما يحمل من دلالات الموت و الجمود ، و الخطوط الحادة بضربات سكين البالته الحادة و القوية .
تنظر الشخصية للنظارة من عل بنظرة ملؤها السخرية و التعالى ، وكأنه يقول لهم : أفعلوا ما يحلو لكم أما أنا فغير مبال بما تفعلون أو تقولون ، و هو ما أكد الباحث عندما رسم أرنبة أنفه ، و قوسية حاجبيه و عينيه ، ، و كذا خط ياقة قمصه المائل لأعلى .
مزج الباحث بين بين ألوان الخلفية و الشحصية الرئيسية تارة ، و فصل بينهما بالخط أو باختلاف لونيهما تارة اخرى ، للتأكيد على المفارقات التى تحملها الشخصية .
* يستمر المعرض حتى الخميس 3/8/2017 من الساعة التاسعة صباحا حتى الثانية ظهرا. بقاعة الشهيد احمد بسيوني بكلية التربية الفنية.